كتب - محرر الشؤون المحلية:
كشفت الأمطار التي هطلت فجر أمس على مناطق متفرقة من البحرين فشل جميع الخطط التي تم إعدادها استعداداً للموسم، وجددت السيناريو المكرر سنوياً في عدم كفاءة شبكات الصرف الصحي، وتردي تصريف المياه بشكل سليم، وسوء البنية التحتية التي من شأنها استيعاب أقل منسوب من مياه الأمطار.
ولم تشفع اللجنة المركزية التي تم تشكيلها مؤخراً في الحد من ارتباك الحركة المرورية بالكامل صباح أمس، فيما لم تنفع تصريحات مسؤولي البلديات وأعضاء المجالس البلدية في الشوارع، وتعطل الموظفين والطلاب لأكثر من ساعتين.
وشهدت «الجنوبية» التي حظيت بأكثر قدر من مناسيب المياه، مقارنة ببقية مناطق المملكة، وفقاً لجولة «الوطن» تجمعاً للمياه في اكثر من 43 موقعاً، فيما كان حضور صهاريج الشفط ضعيفاً مقارنة بحجم البرك التي أعاقت الحركة المرورية وادت إلى تكدس السيارات وتعطيل الموظفين الذهاب إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم. وكشف انحدار مياه الأمطار على منطقة وادي السيل بكثافة سوء التنسيق والتخطيط للمشاريع الإسكانية، إذ غرقت أكثر بيوت المشروع الإسكاني وواجه تصريف المياه مشاكل متفرقة، أدت جميعها لتعطيل الحركة بشكل كامل.
وفي الحنينية الجهة المقابلة لوادي السيل، غمرت المياه القبور وجرفت بعضها وساوته مع الأرض تماما، فيما غطت المياه أجزاءً كبيرة من حديقة الحنينية، وصنعت مستنقعات ومجمعات مياه أغرقت السيارات الصغيرة.
ورصدت «الوطن» خلال متابعتها لمواقع التواصل الاجتماعي حوالي 14 حادثاً مرورياً «في حصيلة متحركة» بين صغير ومتوسط، لم تسفر عن وقوع ضحايا في الأرواح، فيما لم تصدر حصيلة رسمية من الجهات المعنية في «المرور». ولم تكن معالجات تصريف المياه «على قلة صهاريجها» في المنطقة الجنوبية بشكل أقل من كارثة فشل خطة الاستعداد. حيث ظلت الصهاريج الأربعة التي خصصت لشفط مياه الشوارع، تفرغ حمولتها طوال يوم أمس في الحفر الكبيرة لوادي البحير، ما يعني مشروع كارثة بيئية ينتظر أن يصل ضررها خلال الأيام المقبلة إلى أهالي الأحياء المجاورة في الرفاع ومدينة عيسى.
من جانب أخر، ذكر مصدر من وزارة الأشغال والبلديات لـ «الوطن» أن «هناك جهوداً كبيرة تبذل من الوزارة لمواجهة التعامل مع مناسيب مياه الأمطار من خلال الشفط والتخزين، وما إلى ذلك من عمليات تصريف المياه في أقل وقت ممكن».
وأضاف المصدر «رفض ذكر اسمه» أننا اعتدنا على الانتقادات المختلفة من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ونقدرها جيداً، غير أنه لابد للجميع إدراك أن الأمطار تحدث بركاً متفرقة مهما كانت الاستعدادات».
وأوضح أن المحك الرئيس لنجاح أو فشل التعامل مع الأمطار هي بقاء برك المياه في الشوارع. مشيراً إلى أن معظم الشوارع التي كانت مغطاة بمياه الأمطار أصبحت فارغة تماما قبل الظهر»أمس».
إلى ذلك دحض وزير التربية والتعليم خلال زيارة تفقدية أمس لبعض المدارس التي تضررت جراء الأمطار، مطالب أعضاء بلديين دعوا إلى تعليق الدراسة، بأن نسبة حضور الطلبة بلغت في المدارس كافة حوالي 95%.
وينتظر أن يستمر هطول الأمطار - حسب تقديرات الإرصاد الجوية - اليوم الخميس وغداً في أجزاء متفرقة من مناطق البحرين. الأمر الذي ينبئ بتفاقم الأزمة السنوية للأمطار.
يشار إلى أن وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف كان قد اعلن الثلاثاء الماضي عن تكثيف الاستعدادات الخاصة بموسم الأمطار، منوهاً إلى أن الوزارة عززت التنسيق بين جميع الإدارات المعنية ومنها قطاع الصرف الصحي والطرق والبلديات الأربع، وتوفير الاحتياجات اللازمة من الصهاريج، إضافة إلي تخصيص خط ساخن لتلقى شكاوى المواطنين.
واستعرض، خلال اجتماعه مع الوكلاء والوكلاء المساعدون والمدراء العامون للبلديات ومدراء الإدارات بالوزارة ما قامت به الوزارة من جهود بتحديد عدد من المواقع المتضررة التي تتجمع فيها مياه الأمطار، ومعالجة 350 موقعاً. وتم الاتفاق خلال الاجتماع، على أن تتضمن خطة الطوارئ وضع أولويات على المستوى الوطني كضمان الحركة المرورية وشبكة الصرف الصحي ومحطات الكهرباء والماء والمستشفيات والمدارس والمراكز الصحية. كما تم الاتفاق على توزيع مسؤوليات عمليات شفط مياه الأمطار بين الجهات المعنية كل وفق اختصاصه من خلال غرفة تحكم مركزية بإدارة الصرف الصحي للربط السريع بين الجهات.