واشنطن - (وكالات): وجه قائد الشرطة ورئيس البلدية في شيكاغو نداء بالهدوء بعيد نشر شريط فيديو يظهر شرطياً أبيض يقتل شاباً أسود بـ16 رصاصة في 14 ثانية، فيما سارع القضاء إلى توجيه تهمة القتل للشرطي.
ومن شأن الفيديو أن يؤجج التوتر العرقي في ثالث مدن الولايات المتحدة بعدما أثارت تجاوزات مماثلة قامت بها الشرطة أعمال شغب في مناطق أخرى في البلاد في الأشهر الـ18 الماضية.
وتظاهر العشرات في شوارع المدينة وأعلنت الشرطة اعتقال 3 أشخاص. والمشاهد التي صورت من كاميرا مثبتة في سيارة قوات الأمن تكشف الظروف العنيفة التي قتل فيها السنة الماضية لاكوان ماكدونالد البالغ من العمر 17 عاماً. وفي شريط الفيديو يظهر الشاب وهو يمشي في وسط الشارع ويحمل بيده شيئاً تقول السلطات إنه سكين، ويبدو أنه يرفض الانصياع لدعوات الشرطة التي تريد ضبطه لكنه لم يقم في الوقت نفسه بأي حركة تهددهم.
وفيما يبتعد الشاب نحو قارعة الطريق، يفتح الشرطي جيسون فان دايك النار عليه، وبعدما بات الشاب ممدداً على الأرض يواصل الشرطي إطلاق النار بدم بارد ويتصاعد الغبار من آثار الرصاص. وإثر بث الفيديو الذي انتشر بسرعة على الإنترنت، تخشى مدينة شيكاغو حصول توترات عرقية.
وبدأ مئات الأشخاص التجمع في مختلف شوارع المدينة وقطعوا حركة السير كما أفادت وسائل الإعلام الأمريكية. وحصلت بعض المواجهات مع قوات الأمن.
وحذر قائد شرطة شيكاغو غاري ماكارثي من أن «الناس لديهم الحق في التعبير عن غضبهم ولديهم الحق في التظاهر والتعبير عن أنفسهم، لكن ليس لديهم الحق في ارتكاب مخالفات». وأضاف «لن نتسامح مع أي سلوك إجرامي».
وبحسب صحيفة «شيكاغو تريبيون» فإن السلطات حشدت نصف عدد الشرطة. من جهته قال رئيس بلدية ثالث أكبر مدينة أمريكية رام إيمانويل إن «السكان سيصدمون وسيتظاهرون عندما يشاهدون شريط الفيديو هذا» مضيفاً «أعتقد أن هذا الظرف يمكن أن يكون مناسبة لإقامة جسور للتفاهم بدل إقامة حواجز لسوء التفاهم».
وجاء المؤتمر الصحافي المشترك بين رئيس بلدية المدينة وقائد شرطتها بعد ساعات على توجيه التهم إلى جيسون فان دايك «بالقتل العمد».
ومثل هذه الملاحقات بحق شرطي نادرة في الولايات المتحدة وغير مسبوقة عموماً منذ عقود في شيكاغو.
ويعود قتل لاكوان ماكدونالد إلى أكتوبر 2014 لكن الجدل اتخذ حجماً أوسع في الأيام الماضية بسبب إصرار سكان شيكاغو على الكشف عن مضمون الفيديو. وأخيراً قرر قاضي الاستجابة لطلبهم. ووجدت مدعية دائرة كوك إنيتا الفاريز نفسها فجأة تحت الضغط لتوجيه التهم إلى فان دايك.
وقالت المدعية هذا الفيديو «عنيف ومروع».
وتتهم عائلة ماكدونالد ومنظمات الدفاع عن حقوق السود الشرطة بالسعي إلى إغلاق القضية وتؤكد أن الفاريز لما كانت وجهت التهم إلى الشرطة لو لم تنشر الفيديو.
وبحسب مشاهد الفيديو فإن 14 إلى 15 ثانية تفصل بين الرصاصة الأولى والأخيرة التي أطلقت على فان دايك. وخلال هذا الفارق في الوقت «كان ماكدونالد ممدداً على الأرض على مدى 13 ثانية».