أكد القائم بأعمال مدير إدارة الخدمات الإلكترونية وتطوير القنوات هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد عبدالله أن النظام الإلكتروني «تواصل» يعمل على مدار الساعة لتحليل ورصد الشكاوى المتكررة ومقترحات المواطنين والمقيمين لتحقيق أعلى مستويات الرضا حول الخدمات الحكومية، وتشجيع المشاركة المجتمعية لتقويم الأداء الحكومي. وأشار، في ورقة بحثية بعنوان «النظام الوطني للمقترحات والشكاوى -تواصل»، خلال النسخة الرابعة لجائزة ومؤتمر ومعرض الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي 2015 الذي افتتحه نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لقنية المعلومات والاتصالات سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، واختتم اعماله أمس، إلى الأهداف التي بموجبها تم تأسيس النظام الوطني للمقترحات والشكاوي والمتمثلة في رغبة الحكومة في معرفة وقياس الأداء الحكومي، وتسجيل كافة المقترحات والشكاوى والاستفسارات في نظام مركزي، مع مضاعفة التفاعل مع المستخدمين وصقل الخدمات المقدمة من الحكومة. من جانبه، قدم مستشار استراتيجية وتقنية مركز المعلومات الوطني-وزارة الداخلية السعودية محمد عسيري ورقة بعنوان «البيانات الضخمة بين المفهوم والتقنية» البيانات الكبيرة بين المفهوم والتقنية،لافتاً إلى البيانات الضخمة معرفاً إياها بأنها البيانات الكبيرة لتطورات التقنية.
وقال إن 90% من حجم البيانات الهائل تم تراكمها خلال السنتين الماضيتين فقط، بناء على أحدى تقارير شركة IBM، بالاشارة إلى تسارع تدفق البيانات يعني تدفق البيانات في الشبكات الاجتماعية على سبيل المثال تفوق سرعة الضوء، ومن خلال حديثه تحدث عن تنوع أشكال البيانات والمتمثلة في ملفات نصية- صور- فيديو- صوت وغيرها. وأشار إلى أن جودة وصحة البيانات تعني وضع الحلول لتخزين البيانات ذات القيمة الحقيقية وحوكمتها، وأن قيمة البيانات تدعم اتخاذ القرار عن طريق منتجات البيانات وتوفيرها بالطريقة المناسبة.
وفي السياق نفسه، قدم مدير قسم الخدمات السحابية من هيئة تنظيم الاتصالات بالإمارات أحمد السلمان ورقة بعنوان «السحابة الذكية» شملت تعريفاً وشرحاً مفصلاً حول السحابة الذكية. وأشار السلمان إلى الأهداف المتمثلة في المرتكز الأساسي وهو تحويل التحديات إلى فرص، مؤكداً أنه ليس لدينا خيار سوى مواكبة تطور النسيج الاجتماعي، إذ يتطلب المواطنون الرقميون حكومة رقمية تتيح لهم الاتصال على مدار الساعة. وقال إن الامارات تتطلع لأن تكون وسيطاً فاعلاً للابتكار وقد حددت ثلاثة أساسيات لتساعد في رحلة السحابة الذكية، بهدف ضمان أن السحابة هي خيار يجب اعتماده بالنسبة لجميع الخدمات الحكومية. أما الورقة الثانية، قدمها مدير إدارة تشغيل البنية التحتية للخدمات الحكومية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقطر وليد جلال بعنوان «استكشف فوائد الخدمات الحكومية المشتركة».
ولفت في إجابته إلى أن استراتيجية الحكومة الإلكترونية 2020 لقطر تعتمد على مجموعة من الأهداف التي تسعى لتحقيقها ومن بينها رفع كفاءة العمليات الحكومية التي تعتبر أحد المحاور الاستراتيجية المتمثلة في إضافة أحدث التقنيات والسمات لمنصات الحكومة الإلكترونية، وتطوير البنية التحتية المشتركة، وتعزيز استخدام الجهات الحكومية للخدمات المشتركة، مع زيادة كفاءة العمليات الإدارية واستخدام التطبيقات المشتركة في الجهات الحكومية. وأكد أن تحسين تجربة المستخدمين وتعزيز الفاعلية عن طريق إنشاء اللبنات الأساسية بهدف سهولة وزيادة الاستخدام والتقديم الفعال للخدمات الإلكترونية.
ومن خلال الورقة، قدم جلال نظرة عامة حول الخدمات المشتركة، أكد خلالها أنها تفتح فتح المجال أمام الهيئات والمؤسسات الحكومية لتحقيق عدد من الأهداف ومنها الإسراع في إدخال خدمات رقمية جديدة وتحقيق الوصول إلى قاعدة أقل تكلفة، والاستفادة القصوى من الإمكانيات المتوفرة التي ستؤدي إلى خفض تكاليف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأساسية.
ومن جانبه، قدم يحيى العزري من هيئة تقنية المعلومات ورقته والتي جاءت بعنوان «التصديق الإلكتروني من خلال استخدام الهواتف المتنقلة» بسلطنة عمان، قدم فيها شرحا وافيا حول التطور في هذا لمجال، كما استعرض في الورقة لمحة عن البنية الأساسية للتصديق الإلكتروني، والهيكل التنظيمي ومكونات البنية الأساسية للتصديق الإلكتروني، والتصديق الإلكتروني بالهاتف المتنقل، والفرص والتحديات. وفي الورقة الأخيرة، قدم مدير مركز نظم المعلومات بنك الائتمان الكويتي طارق العصيمي شرحاً لخدمة القرض الاجتماعي الإلكترونية بالكويت، مشيراً إلى أنواع القروض التي يقدمها البنك، وما يتصل بنمو القروض الاجتماعية سنوياً، ثم سلط الضوء على الدروة المستندية للقروض في النظام الموروث، والتطورات اللاحقة في هذا المجال. ومن خلال الورقة، تحدث العصيمي عن قانون المعاملات الإلكترونية الكويتي والذي تم العمل به في البنك الأمر الذي أدى إلى تطور عمليات القروض وتحويلها إلى خدمات إلكترونية بحيث كل بيت كويتي هو فرع للبنك، بحيث يدخل العميل للنظام الإلكتروني من أي مكان ويجري معاملته الإلكترونية بالتقديم للقرض حتى استلام المبلغ المطلوب.
تعزيز الشراكة الرقمية الخليجية
أكد المشاركون في النسخة الرابعة لجائزة ومؤتمر الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي 2015، أن المؤتمر عزز الشراكة الرقمية بين دول مجلس التعاون.
وقال المشاركون لوكالة أنباء البحرين «بنا»، إن هناك فوائد عظيمة جناها الحاضرون للمؤتمر من خلال الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه الحكومات الإلكترونية الخليجية.
وذكر مدير أنظمة النقل الذكية المتكاملة بدولة الإمارات صلاح المرزوقي أن «المؤتمر بعث برسالة للجميع مفادها أن الدول الخليجية تتكامل وتتعاون فيما بينها وتتبادل الخبرات، ويظل التعاون قائماً في السياسة والحكومة الإلكترونية والمعلومات وفي سائر المجالات».
وأضاف «كنا نعتقد سابقاً أن دول التعاون تجلس فيما بينها في السياسة فحسب»، مستدركاً «لكن رأينا اليوم أننا نعمل سوياً كشركاء في تطوير منظومتنا الخليجية، ومؤتمر الحكومة الإلكترونية يجسد هذا البعد الإنساني الجميل لوحدتنا». وأردف المرزوقي «وقفنا على تجارب بعضنا واستفدنا من خبراتنا الخليجية»، معتبراً المؤتمر فرصة سانحة للوقوف على أحدث ما توصلت إليه الحكومات الإلكترونية في العالم.
من جانبها قالت رئيس نائب المدير العام وكيل الوزارة المساعد لقطاع المشروعات الوطنية الكويتية ماجدة النقيب، إن المؤتمر المنعقد في البحرين وما عرض خلاله من مشروعات، كشف عن الجديد في مجال الحكومة الإلكترونية. ونبهت إلى أن أوراق العمل ركزت على الموضوعات المتعلقة بالحكومة الإلكترونية الخليجية، ممثلة في البيانات الضخمة والذكية، وتكامل المعلومات البيئية لدعم صنع القرار الإقليمي، إلى جانب الخدمات الحكومية المشتركة، والإعلام الاجتماعي الذكي، مع عرض تجارب دول الخليج في مجال الحكومة الإلكترونية في قطاعات العدل والتنمية الاجتماعية.
بدوره أشاد مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالهيئة العامة لحماية المستهلك بسلطنة عمان د.علي القلهاتي، بالجهود الحثيثة للهيئة في مجال التوعية، وتقديم الخدمات إلكترونياً، والمشاركة المجتمعية.
وقال إن الهيئة كرست اهتمامها في مجال توعية المجتمع باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، ما ضمن لها إيجاد نوع من التواصل المستمر مع الجمهور لتحسين مستوى الخدمات واتخاذ القرارات. وأكد مدير الإتاحة المعلوماتية للمركز الإحصائي والمعلومات في سلطنة عمان عيسى عبري، أن المؤتمر أتاح التعرف على التجارب الأخرى في تعزيز الخدمات الإلكترونية وزيادة الفاعلية والكفاءة في المؤسسات الحكومية. وأوضح أن المجتمعات اليوم تحولت لرقمية، حيث يستطيع كل فرد الوصول وبسهولة لكل الوسائل المطلوبة عبر تطبيقات توفرها الحكومات في دول مجلس التعاون. من جهتها قالت أخصائية تطوير الأعمال في الحكومة الإلكترونية بالبحرين أماني العلوي، إن المملكة دائماً سباقة ومميزة وتحصد أحد المراكز الخمسة في حصولها على الجوائز العالمية. بينما قالت مديرة مشروع في تنظيم الاتصالات بدولة الإمارات حصة الشامسي، إن المؤتمر ينتظره الخليجيون كل سنتين لتبادل الخبرات على مستوى دول الخليج.