كتب - عبدالرحمن صالح الدوسري:
«حينما أراد مستشار حكومة البحرين السير تشارلز التخلص من فرقتنا الكشفية في مدرسة الخميس أوعز لناظر المعارف فائق أدهم كي يضع يده على إدارة المدرسة وتسييرها»، بهذه الكلمات يحكي حسن طراده في مذكراته عن مشواره في التعليم وتركه المدرسة فيما بعد، ويضيف «كانت حجة بلجريف الواهية هي المشاكل المالية التي واجهتها المدرسة».
ويشير طراده، في كتابه «حسن طراده .. مشواري في الحياة»، إلى أن «الحقيقة من وراء هذا الإجراء فهو ما أخذت تبثه بين طلابها من روح وطنية ومشاعر قومية التي لم تقتصر على الطلاب بل وعلى الأهالي أيضاً، وخصوصاً فيما تقوم به فرقتها الكشفية التي كانت أول فرقة كشفية تظهر في الخليج العربي، هذه الفرقة التي كانت تجوب الشوارع وهي تنشد الأناشيد الوطنية وتعزف الموسيقى الحماسية».
أجبره عشقه للتاريخ والتراث على الاهتمام بجمع العديد من المقتنيات التي أسس بها متحفاً خاصاً عمل على جمع وشراء مقتنياته لسنوات طويلة وهو يعكس الكثير من مراحل التاريخ في حياته.

وحسن طراده هو مجموعة هوايات والعديد من النجاحات والكفاح من أجل أن يكون النجاح صديقاً له، ولكل إنسان مهما بلغ به العمر، ومهما كان موقعه في مجتمعه مشوار درب وتجربة حياة، فما بالك إذا كان هذا الرجل لعب دوراً في مجتمعه وترك بصمات بارزة على مرفق مهم من مرافق الحياة، وهو مرفق الصحة والسلامة، وجمعية تاريخ وآثار البحرين، وأسس جمعية الصحة والسلامة وجمعية السلامة على الطريق، وجمعية الرفق بالحيوان وترأسها سنوات عدة، كما إنه كان أول من أسس فريق بابكو للبولينج وأول من خطط ملعب الفريق، وجمعية السكر وجمعية التراث ساهم في تأسيس العديد من الجمعيات الأخرى.
له الكثير من الهوايات ويملك متحفاً خاصاً به، إن المواطن الذي شق طريقه وهو صغير واعتمد على نفسه في التعليم وفي تحصيل مصدر رزقه وتوسيع مداركه وتثقيف ذاته، والذي أتاحت له طبيعة عمله أن يقيم علاقات متينة ومتميزة مع العديد من رجالات البلد، على المستوى الرسمي والشعبي، إضافة إلى التعرف على العديد من بلدان العالم ورجالها من خلال زيارات ميدانية عديدة لابد أن يملك تجارب مفيدة ومشوقة، في عقل هذا الرجل كما في سيرته سنجول لبضعة سنوات من خلال هذه الرحلة.
يبدأ في الحديث عن ذاكرته من خلال مؤلف الذي سطر فيه كل مشواره وأسماه “حسن طراده .. مشواري في الحياة” يقول من خلال هذا الكتاب “رأيت أن من الأهمية بمكان التعريف بتجربتي ومشوار دربي، ليستفيد منها الأبناء والأحفاد ويطلع عليها الآخرون، لما فيها من عبر ودروس.
اسمي حسن علي محمد طراده، ويرجع لقبي وهو لقب العائلة، إلى أن جدي الأكبر محمد، الذي اضطر إلى مغادرة وطنه البحرين والعيش في العراق، وفي إحدى الأمسيات، وفي خلال مسابقات الخيل، التي كانت تجري عليها الرهانات، أي على الخيل التي تسبق غيرها، كان جدي من المشاركين فيها، وقد وقع الرهان على فرسه وفازت في السباق، كان هذا السباق قد جرى في العراق، بالقرب من نهر دجلة، ومعروف أن العرب تطلق على الخيل السريعة الجري كلمة “خيل طراده”.
لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، أيام بدايات دور السينما في البحرين، حيث أفلام عنتر وعبلة وأمير الانتقام والفارس الأسود، وبومباي وآلي لتذكرنا، مناداة الشخص المكلف بعمل الدعاية لتلك الأفلام كان يقوم بحمل لوحة تحتوي على ملصق أو أكثر مثبت على لوح، يحمله على ظهره، ويدور في الأسواق منادياً بعبارة “طراد الخيل”، حيث إن الملصق أو الصورة بها مناظر ولقطات من الفيلم، وهذا الذي ينادي على الناس ليلفت نظرهم إلى أن هذا الفيلم به العديد من المطاردات والمعارك التي تكون الخيل عاملاً رئيساً فيها، علماً بأن الخيل أو الفرس عندما تضع أرجلها على الأرض تصدر أصوات نتيجة لارتطام رجليها بالأرض خلال انطلاقها وهذا الصوت الذي هو نتيجة لارتطام رجل الخيل بالأرض يشبه صوت كلمة “طراد”، ولو رجعنا لمعجم “الرائد” وبحثنا عن كلمة “الطراد” لرأينا شدة على حرف الطاء، وأخرى على حرف الراء، ومعناها السفينة الحربية الصغيرة والسريعة، وهي السفينة الحربية التي تسمى “طراد”، كما تفسر الكلمة بالرمح القصير، و”فرسان الطراد” هم الذين يهجم بعضهم على بعض.
أصل أسرة طراده
ويواصل في حديثه “تنحدر أسرتي “طراده” من قرية السهلة الجنوبية، الواقعة على شارع الشيخ سلمان، غرب متنزه عذاري، قد اضطر الجد حسن علي مهدي علي أن يهاجر إلى العراق فيمن هاجروا، وهناك لحقه لقب طراده، حيث استقر في العراق الجنوبي بالبصرة، وبعد مرور سنوات، شعرت العائلة بالحنين إلى روع الوطن الأم البحرين، فعاد فيمن عاد إلى وطنه، وأسرتي هذه ترتبط بروابط نسب وقربى مع العديد من الأسر الأخرى، سواء عن طريق التزاوج والمصاهرة، أو عن طريق القربى.
من هذه الأسر: المؤنس، المحاري، العلوي، أبوصبيعة، الدرازي، الحايكي، آل عمران، سيار، المنصوري، الحلواجي، سيادي، الماحوزي، العرادي، الأبيض، الباش، الطواش، الطريف، الغواص، الموسوي، درويش، حاجي، الفردان، السماك، الخير، مرهون، التتان ، الفلاح، ضيف، المعتوق، الحسيني، الصيقل، قاروني، أسيري، جانون، الحجيري، الساهي، حمادة، المرخي، العسكري، الغتم، السيهاتي، البوبرة، الحودي، طوق، بن حدن العصفور، الشرخات، الساعاتي، الماضي، المرزوق، آل رحمة.
وأنجب الجد محمد طراده من البنات والأبناء عفيفة، أمينة، علي وهو أبي الذي تزوج امرأتين الأولى امرأة أبي وأنجبت له حميد، أحمد، جعفر، وأمي مريم التي أنجبتني وأنجبت أختاً لي هي فاطمة.
المخارقة فريق سكني
يضيف طراده “كانت أسرتي تعيش في فريق المخارقة، وهو من أقدم فرقان المنامة القديمة الشعبية وقلبها النابض وهذا الفريق يحده من الغرب فريق الشيوخ واللؤلؤ وأبوصرة والزراريع والنعيم، ومن الشرق، فريق الحمام والحطب (كانو) والفاضل، ومن الشمال سوق المنامة، وشارع الشيخ عبدالله، ومن الجنوب شارع الشيخ عيسى الكبير، بما فيه مقبرة الأهالي السنة، ومقر وزارة الداخلية، وفريق المخارقة الذي تسكنه العديد من الأسر المنامية.
المهن التي كانت
تمارسها هذه الأسر
مارست عائلتنا والعائلات الأخرى مهناً متعددة منها تجارة اللؤلؤ، وكان يطلق على من يتعامل فيها “طواش” وجمعها “طواشون” ومنهم من مارس خياطة الثياب وبيع البز والمواد الغذائية ومنهم من مارس صيد السمك وبيعه، وآخرون احترفوا مهنة القصابة والنجارة والبناء وبيع اللحوم والخضار والفاكهة وبيع وتجارة مواد البناء والأخشاب التي توضع في عماير، وبيع وصناعة الحلوى والحليوات وصناعة الخبز، وبيع الأكلات الشعبية كالهريس والباجه والخبز الأحمر، وأشهر مسجد في هذا الفريق مسجد الشيخ محمد المؤمن، أما أقدم مآتم في فريق المخارقة فهو مأتم زبر ومأتم مدن ومأتم القصاب ومأتم العجم، كما توجد به أقدم كنيسة ليس في البحرين فحسب بل في دول منطقة الخليج، وهي كنيسة القلب المقدس التي أنشئت عام 1940.
مهنة الوالد
يقول عن عمل والده “والدي علي طراده كان يعمل في خياطة وصناعة آلة طيور الصقور والتي تتكون من “البراقع، الدس، المنقلة، العلقة، الكر كر المجلس، وهذه عادة كان يمارسها صيادو طير الحبارى وغيره، حيث يضعون الطير على ذراعهم وهو واقف على المنقلة والعلقة الملبوسة في أيديهم ثم يوجهونه نحو طائر الحبارى الطائر في الجو، فينطلق الصقر وينقض عليه بمنقاره الحاد ويأتي به إلى صاحبه الذي يطلق عليه القناص.
وعندما انتقل والدي من قريته السهلة الجنوبية إلى المنامة اشترى قطعة أرض من حاكم البلاد السابق الشيخ عيسى بن علي وهي تقع في فريق المخارقة بالقرب من مأتم حسن وحبيب أبناء محمود، وبنى عليها بيتاً لنا وفي هذا البيت العود أبصرت أنا وفاطمة وسكنة وسلامة أخواتي الحياة، كما اشترى أبي بعد سنوات أرضاً ثانية في الفريق نفسه وبنى عليها بيتاً آخر.
أصيب أبي بعاهة في رجله في حادثة سطو على البيت من قبل لصوص وقد نتج عن هذه الحادثة أن أبي عاش بعد هذه الحادثة 27 سنة حتى وفاته لا يستطيع ثني رجله إثر إصابته بطلق ناري من قبل اللصوص الذين اقتحموا بيتنا الواقع في فريق المخارقة، وذلك أثناء منتصف الليل وكان الوالد نائماً حينها في صيف عام 1928، وحاول الوالد عندما استيقظ من نومه ورأى اللصوص حاول مقاومتهم إلا أنهم طلبوا منه الاستسلام، ثم عاجله أحدهم برصاصة أصابته في رجله، وهربوا بعد أن أخذوا أمواله التي كانت معه في البيت خصوصاً في فترة لم تكن البنوك ظهرت بعد، كما أخذوا معهم بعض أثاث البيت. يطلق الأهالي أيام زمان على هؤلاء السراق كلمة “دقاقة” حيث اعتادوا أن يأتوا إلى البيت الذي يريدون سرقته وهم مجموعة مسلحة ويطرقون باب البيت ليفتح لهم صاحبه فيدخلون عنوة، كما اعتادوا أن يعتدوا على النساء في وقت كانت الحراسة الحكومية غائبة، ونظراً لعدم توافر المستشفيات في تلك الفترة، وكذلك إمكانات العلاج، فقد أخذت أسرة أبي إلى المستشفى الوحيد الذي كان افتتح في البحرين عام 1905، وهو مستشفى فيكتوريا التذكاري وكان موقعه في منطقة رأس رمان جنوب مبنى السفارة البريطانية الحالية، شمال بيت الحاج حبيب غيث، وكان في بداية إنشائه تابعاً للحكومة البريطانية في الهند ثم ألحق بدار الاعتماد البريطاني، وكان الهدف منه هو معالجة الجنود البريطانيين الموجودين في قواعدهم العسكرية في البحرين.
ولادتي ونشأتي
ولدت في البيت العود في بيتنا عام 1923م أنا وأخوتي فاطمة وسلامة، وبعد أن أصبحت صبياً أدخلني والدي ما يعرف بالمعلم “الكتاتيب”، في تلك الفترة حيث إن التعليم النظامي شبه منعدم، اللهم إلا في مدرسة الهداية الخليفية في المحرق والمباركة العلوية في البلاد القديم والجعفرية في المنامة وهي مدارس بدأت أهلية ثم تحولت إلى حكومية، وفي المعلم تعلمت قراءة القرآن الكريم، ولما كبرت قليلاً ألحقني والدي بالخطيب الشيخ محمد علي حميدان رحمه الله.
مرحلة التعليم النظامي
وحول تعليمه النظامي يقول “بعد أن أدخلني والدي لدى المعلم أبو أحمد الماحوزي لأتعلم القرآن الكريم في بيته الواقع قرب بيت المرحوم الشيخ باقر العصفور، وكان يقع على العاير “الزاوية” قرب بيت أبوعبدالله الماحوزي، وبعد عامين من هذا التعليم أدخلني والدي مدرسة أبوبكر الصديق، وكانت في بدء تأسيسها عام 1928 تعرف بالمدرسة الجعفرية، ثم المدرسة الخليفية، ثم المدرسة الغربية، ثم حالياً أبوبكر الصديق، وهي تعد أقدم مدرسة نظامية تقام في فريق المخارقة، بل في المنامة بأسرها.
قصة هذه المدرسة وأختها مدرسة المباركة العلوية “الخميس” جديرة أن تروى فقد نشأت المدرستان في عام 1927 – 1928 من خلال لجنة أهلية من رجالات البحرين العرب، وكان أول مدير للمدرسة الجعفرية هو الأستاذ محمد سعيد جمعة العراقي الجنسية، واستمرت تعمل كمدرسة أهلية تدار من قبل اللجنة الأهلي المؤسسة لها، حتى أوعز مستشار حكومة البحرين آنذاك السير تشارلز بلجريف “1926 – 1957” إلى فائق أدهم ناظر المعارف آنذاك أن يضع يده على إدارة وتسيير المدرسة بحجة واهية وهي المشاكل المالية التي واجهتها.
أما الحقيقة من وراء هذا الإجراء فهو ما أخذت تبثه بين طلابها من روح وطنية ومشاعر قومية التي لم تقتصر على الطلاب بل وعلى الأهالي أيضاً، وخصوصاً فيما تقوم به فرقتها الكشفية التي كانت أول فرقة كشفية تظهر في الخليج العربي، هذه الفرقة التي كانت تجوب الشوارع وهي تنشد الأناشيد الوطنية وتعزف الموسيقى الحماسية.
تركت المدرسة بعد وفاة
والدتي وزواج أبي
يقول عن سبب تركه الدراسة “رغم حبي وشغفي بالمدرسة وتعليمها النظامي الحديث بدليل أني لم أغب يوماً قط، وكنت متفوقاً في دراستي، إلا أن عوامل عديدة تراكمت ودفعتني إلى التخلي عن الدراسة وترك كراسي المدرسة منها وفاة والدتي عام 1930، وهي الحاضن الأول لي، وزواج أختي الكبيرة، وكانت أختي هذه بمثابة أم ثانية لي، العامل الثالث الذي دفعني إلى ترك المدرسة هو زواج أبي مما جعله يطلب مني ترك المدرسة بإلحاح، فما كان مني إلا الاستجابة إلى طلبه، والالتحاق بشركة بابكو حيث توظفت براتب نصف شهري مقداره اثنتي عشرة روبية بوظيفة كاتب لعداد المصفاة، وتنحصر مهمتي في قراءة ما يشير له العداد من أرقام وتدوينها، أما الراتب النصف شهري فقد اعتدت أن أوزعه بين والدي وأختي ونفسي، وكنت في بداية التحاقي بالعمل أسكن في “الكمب” وهي بيوت عوالي، وآتي إلى المنامة مساء يوم الخميس، وأذهب إلى عوالي مساء الجمعة عن طريق سيارة سالم الخطر “سالم من الخطر”، كما عملت في إحدى الفترات في الإمارات العربية المتحدة في عهد حاكمها الشيخ زايد.
زواجي في نفس العام
تزوجت عام 1930، وهو العام الذي تركت فيه المدرسة وتوفت فيه أمي وقد توظفت في بابكو في 30/9/1969، وكان زواجي بفضل أختي الكبيرة التي باعت ما تملكه من ذهب “مصوغات”، لتوفر لي المال للزواج، حيث تزوجت زوجتي الأولى، ورزقت منها أبنائي فيصل، فريدن فهد، فتحي، علي، وفية، بهية، جميلة، وقد أنعم الله علي منهم بأحفاد بلغ عددهم الأربعين حفيداً، وقد توفيت زوجتي وأم عيالي 26 أغسطس 1967، بعد عام من انتقالي وإياها من فريقنا في المخارقة عام 1966 إلى منطقة العدلية، بعد أن بنيت بيتاً على أرض هبة من قبل الأمير الرحل الشيخ عيسى بن سلمان أل خليفة.
ثم تزوجت زوجة ثانية بعد الأولى وهي زوجتي الحالية، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على رحيل الأولى، أنجبت منها ابني علي ونادية، وأما والدي فقد توفي في 26 أغسطس 1967م أما انتقالي إلى بيتي الحالي في مدينة عيسى، فكان نتيجة لحصولي على قطعة أرض هبة من المغفور له سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وقمت ببنائها وسكنتها عام 1982.

لعلاقتي بالتاريخ قصة
يقول عن علاقته بالتاريخ “ولعت بعلم التاريخ سواء القديم منه أو الحديث هذا العلم الذي يعتبر تدويناً لحياة الإنسان في الماضي والتعرف على إيجابياتها وسلبياتها لهذا قد عكفت على جمع العديد من المراجع والكتب وبسبب المكانة التي يحظى بها العلم في حياتي فقد ساهمت في تأسيس جمعية تاريخ وآثار البحرين والتي تعتبر من أقدم الجمعيات التخصصية في المنطقة والتي يرأسها الآن د.عيسى أمين بكل جدارة واقتدار والتي تأسست في العام 1953، وقد أجبرني عشقي للتاريخ والتراث على الاهتمام بجمع العديد من المقتنيات والتي أعتز بها الآن وتؤسس متحف الخاص الذي عملت على جمع وشراء مقتنياته لسنوات طويلة وهو يعكس الكثير من مراحل التاريخ في حياتي.
زياراتي لدول العالم
يقول عن تلك الزيارات “أتاحت لي الظروف أن أزور العديد من دول العالم وأتعرف على ثقافاتها عن قرب واختلط بشعوبها وأتعرف على أنماط حياتهم هكذا تعلمت ممن التقيتهم خلال زياراتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ودول شرق آسيا وجنوب شرق آسيا والدول العربية.
جمعية الصحة والسلامة
لقد تقدمت بمذكرة لإنشاء “جمعية الصحة والسلامة” للشيخ عيسى بن محمد آل خليفة وكان يشغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت وهو من شجعني على إنشاء الجمعية وتم بعدها عقد العديد من اللقاءات مع خبراء في هذا المجال وتبلورت كل الأمور ليتم إشهار الجمعية في العام 1979.

ماذا قال عنه د.أمين
“حسن طراده ليس ما كتب عنه أو كتب هو عن نفسه حسن الإنسان الذي تميزه صفاته الإنسانية الرائعة ويجذبك إليه أسلوبه المغاير في التعامل مع الآخرين - النفس المتواضعة والمودة الصادقة المتطوع لأية خدمة فيها مصالح الناس، الذي لا ينتظر ردوداً غير الابتسامة.
حسن العقل الذي لم يهدأ والسؤال الأبدي عن المكنون عن غير المشاع عن المبهم والبحث في كل ركن عن الحقيقة، هذا الإنسان المفعم بحب وطنه والمخلص لأصدقائه والمحب لكل معارفه، الروح التي تأبى أن تتقاعد والنفس التي ترفض الكسل، رجل يعجبك تواضعه وتبهرك شهامته وكرمه.
القارئ المحب للشعر والتاريخ والهاوي لجمع التراث من كل مكان، العصامي المعروف بالصبر والتحمل والأخ والأب والصديق ورفيق الدرب معاً.
مهما كتبت عنك يا حسن فلن يوفك الناس بالقراءة عنك ولكن لن ينساك أي إنسان آنس في مجلسك واستمتع بحديثك ورواياتك فأنا ولا أكثر من ربع قرن مازلت أنتظر لحظة نجتمع فيها بك يا حسن.
د. عيسى أمين
رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين