عواصم - (وكالات): كشف المستشار الأعلى لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد حسن كريم بور، عن مقتل 188 عسكرياً إيرانياً بينهم ضباط وجنود ومستشارين، في سوريا منذ التدخل الروسي في سوريا نهاية سبتمبر الماضي، بينما قتل عدد من المدنيين في قصف الطائرات الروسية ريفي حلب وإدلب، حيث كثفت المقاتلات الروسية غاراتها صباح أمس على ما تقول إنها مواقع للمعارضة السورية المسلحة في المنطقة، وتركزت معظم الغارات على المناطق الحدودية مع تركيا، فيما دمرت المقاتلات السورية نحو 70% من المدارس في حلب شمال البلاد، في الوقت الذي أعلنت فيه المعارضة سيطرتها على قرية تل باجر بريف حلب الجنوبي.
ونقلت وكالة «إيسنا» للطلبة الإيرانيين عن كريم بور قوله خلال كلمة له في رفسنجان، وسط إيران، إن «هؤلاء القتلى سقطوا من أجل التحالف الذي تلعب فيه إيران دوراً أساسياً في سوريا ضد أمريكا وحلفائها و»داعش»»، على حد تعبيره. ويقصد بذلك التحالف الإيراني الروسي مع نظام الأسد، والذي يقتل يومياً عشرات المدنيين السوريين الأبرياء بالقصف الجوي والعمليات البرية.
وكانت وكالات إيرانية، قد أفادت، الشهر الماضي، بأن عدد قتلى الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية المقاتلة تحت إمرة طهران، أكثر من 400 عنصر من الذين كانوا يقاتلون لحفظ نظام الأسد من السقوط منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
وبهذا تكون تقديرات قتلى إيران في سوريا قد تخطت هذا العدد بكثير، مع تزايد مصرع عناصر الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية التابعة له في سوريا.
في شأن متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية إن ضابطاً كبيراً في الحرس الثوري قتل خلال معارك قرب مدينة حلب شمالي سوريا. من جهتها أعلنت جبهة النصرة أسرها مسلحاً قالت إنه إيراني خلال معارك بريف حلب الجنوبي.
وأوضحت الوسائل أن العميد عبد الرضا مجيري قائد «كتيبة الإمام الحسين» التابعة للحرس الثوري قتل في معارك مع من وصفهم الموقع بـ»الإرهابيين». من جانب آخر، نشرت جبهة النصرة صوراً تظهر إيرانياً قالت إنها أسرته خلال المعارك في ريف حلب الجنوبي.
وكانت المعارضة السورية قد أعلنت قتل عدد من عناصر «حزب الله» الشيعي اللبناني مع ضباط إيرانيين إثر استهدافهم غرفة عمليات عسكرية لميليشيات موالية للنظام في ريف حلب الجنوبي.
وبثت المعارضة صوراً تقول إنها للحظة استهداف المبنى، كما أظهرت الصور قيام جنود بإجلاء مصابين من المكان.
في السياق ذاته، ذكرت مصادر المعارضة الإيرانية أن طهران أعادت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، إلى سوريا التي غادرها قبل أيام بعد إصابة غير بالغة خلال معارك في محافظة حلب، حسب ما قال القيادي في «منظمة مجاهدي خلق الإيرانية» ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد سيد محدثين، في تصريحات لصحيفة «الشرق» السعودية.
ميدانيا، قتل عدد من المدنيين في قصف الطائرات الروسية ريفي حلب وإدلب، حيث كثفت المقاتلات الروسية غاراتها صباح اليوم على ما تقول إنها مواقع للمعارضة السورية المسلحة في المنطقة، وتركزت معظم الغارات على المناطق الحدودية مع تركيا.
واستهدف الطيران الروسي، الذي دخل ساحة النزاع في سوريا، المدارس التي كانت هدفاً أساسياً في مرمى طائراته، وكان استهداف المدارس دافعاً وراء تعليق الدراسة في حلب. وهذا التدمير الذي لحق بـ70% من مباني المدارس، ودفع بالعملية التعليمية إلى الملاجئ والأقبية التي لم تسلم هي الأخرى من القصف الروسي وقصف النظام، فجاء قرار وقف الدراسة تفادياً لمجازر جديدة كتلك التي نفذتها طائرات الأسد في السابق في مدارس عين جالوت وسعد الأنصاري وسيف الدولة والرجاء وغيرها، والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال ومئات الجرحى.
من جهة أخرى أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على قرية تل باجر بريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أنها قتلت 40 من قوات النظام وميليشياته.
وبثت جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - صوراً تظهر قصفاً مدفعياً نفذته على تل باجر، كما بينت الصور لحظة هروب من قالت الجبهة إنهم عناصر من الميليشيات الإيرانية ومن يواليها.