عواصم - (وكالات): قتل عشرات المدنيين في غارات للطيران الروسي على عدة مناطق بريف إدلب شمال غرب سوريا، فيما أعلنت مصادر محلية أن الشاحنات التي قصفتها المقاتلات الروسية مؤخراً كانت تنقل مواد إغاثية، بينما أكدت المعارضة الإيرانية أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني أصيب خلال اشتباكات وقعت أخيراً في سوريا بجروح خطرة في الرأس وحالته حرجة، فيما اتهم رئيس النظام السوري بشار الأسد بعض الدول بتقديم مزيد من السلاح والدعم إلى المجموعات المعارضة للنظام.
وأدت الغارات الروسية المكثفة على مدينة أريحا في ريف إدلب الغربي شمال غرب البلاد إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت مصادر إن الغارات الروسية استهدفت سوقاً شعبياً في أريحا. ونقلت وكالة الأناضول عن ناشطين أن السوق كان مكتظاً بالمدنيين لحظة استهدافه بصاروخ فراغي من قبل مقاتلة روسية، فقتل 40 مدنياً وأصيب أكثر من 70، بينهم حالات خطيرة، فضلاً عن الدمار في المباني والمحال التجارية.
كما ذكر المصادر أن الغارات الروسية أسفرت عن إصابة عدة مدنيين بينهم أطفال بمدينة جسر الشغور بالريف الغربي لإدلب، وفي مدينة كفر تخاريم بالقرب من الحدود مع تركيا. في ذات السياق، قال مدير معبر باب السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا إن لديه وثائق تثبت أن الشاحنات، التي قصفها الطيران الروسي، كانت مكلفة من قبل الأمم المتحدة بنقل مواد إغاثية للشعب السوري.
ويسيطر على أريحا في محافظة إدلب «جيش الفتح» الذي يقاتل ضد النظام، وهو ائتلاف من فصائل عدة بينها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية. وسيطرت فصائل «جيش الفتح» على مدينة أريحا في مايو الماضي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت تدريجياً من المواقع التي كانت متبقية لها في محافظة إدلب الصيف الماضي.
وبحسب المرصد، استهدف القصف مناطق عدة في المدينة، ولاتزال عمليات الإنقاذ مستمرة بسبب الدمار الكبير الذي خلفته، وفق عبدالرحمن الذي أشار إلى وجود عدد من الجرحى «في حالات حرجة».
من جهة أخرى، أحصى المرصد إعدام تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي 3591 شخصاً في سوريا، أكثر من نصفهم من المدنيين، منذ إعلانه «الخلافة» نهاية يونيو 2014.
من جهة ثانية، أكدت المعارضة الإيرانية أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني أصيب خلال اشتباكات وقعت أخيراً في سوريا بجروح خطرة وليس بجروح طفيفة كما كانت مصادر سورية أفادت سابقاً.
وقال «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» في بيان إنه حصل على معلومات «من داخل الحرس الثوري» تفيد بأن الجنرال سليماني «أصيب بجروح خطرة في رأسه من جراء شظايا قذيفة قبل أسبوعين جنوب حلب».
وأضاف أن «الجيش السوري الحر استهدف سيارة قاسم سليماني الذي كان في المكان للإشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما أسفر عن إصابته».
وأوضح المجلس أن سليماني «خضع لعمليتين جراحيتين كبيرتين (...) وحالته حرجة والزيارات ممنوعة عنه».
وفي تطور آخر، أعلنت ألمانيا أنها تنوي نشر نحو 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم الدولة في سوريا، في أكبر مهمة من هذا النوع تقوم بها في الخارج.
وتحول عقبات عدة ضد نجاح تشكيل ائتلاف موحد تدعو إليه باريس ضد «داعش»، أبرزها الموقف من التسوية السياسية، ومنها أيضاً التوتر الروسي التركي الأخير الناتج من إسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية خلال تنفيذها غارات في سوريا.
في شأن متصل، كثفت حكومة ديفيد كاميرون جهودها للتوصل إلى توافق حول توسيع الضربات البريطانية ضد «داعش» في سوريا على أمل تصويت الأسبوع المقبل في البرلمان. ولفتت الصحف الصادرة أمس إلى أن التصويت في مجلس العموم قد يجرى الأربعاء المقبل. لكن وزير الدفاع مايكل فالون صرح أن الحكومة لم تتوصل إلى ضمان الحصول على أغلبية لطرح المسألة أمام البرلمان.