كتب - فهد بوشعر:
أنهى منتخبنا الوطني مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة للألعاب الأولمبية القادمة في البرازيل 2016 محتلاً المركز الثالث بعد أن تفوق على المنتخب الكوري في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع بكل جدارة واستحقاق، بعد أن دك حصون الكوريين وحققوا نتيجة تاريخية بفارق 13 هدفاً ليحجزوا نصف البطاقة الثانية للعب الملحق القادم للتأهل للأولمبيات القادمة، لكن حتى ومن بعد تحقيق المركز الثالث والتفوق على المنتخب الكوري الملقب بالمارد أو الشمشون إلا أن منتخبنا الوطني اتضح ما يعانيه خط الدفاع فيه من خلل كبير بعدما تلقاه مرمانا من أهداف حتى لقاء نصف النهائي أمام المنتخب الإيراني والذي خرج فيه منتخبنا خاسراً بفارق خمسة أهداف، حيث خسر منتخبنا الوطني لكرة اليد نصف النهائي أمام المنتخب الإيراني بنتيجة 35-30 بعد مباراة لم يقدم فيها رجال منتخبنا الوطني أي مستوى يذكر يشفع لهم لتقريب النتيجة من المنتخب الإيراني طوال شوطي المباراة عبر وجود دفاع مفكك وفراغات كبيرة فتحت المجال للمنتخب الإيراني لأن يتفنن في دك مرمانا دون أدنى مقاومة عدا في حالات بسيطة، إضافة للهجوم السلبي بكثرة إضاعة الفرص أمام المرمى الإيراني في العديد من الكرات السهلة ولا نغفل تألق حراس مرمى المنتخب الإيراني أمام الهجوم البحريني فاقد التركيز.
ومن خلال المتابعة اتفقت وجهات النظر المتابعة لكرة اليد بعد الخسارة حول أسباب هذه الخسارة التي تعتبر قاسية في حق رجال الأحمر، فجاءت أغلب الآراء بتحميل المدرب السلوفيني ماجيك مدرب منتخبنا الوطني مسؤولية خسارة منتخبنا الوطني في الدور نصف النهائي، حيث كانت أغلب الآراء تتجه نحو ضياع هيبة الشق الدفاعي لمنتخبنا الوطني مقارنة بالحقبة السابقة التي تولى فيها المدرب الجزائري صالح بوشكريو مهمة تدريب منتخبنا الوطني، حيث كان منتخبنا الوطني منتخباً يضرب به المثل في العملية الدفاعية، خصوصاً في الطريقة التقليدية 6-0، حيث كان مرمى منتخبنا الوطني في تلك الفترة عصياً على أغلب المنتخبات بوجود ترسانة دفاعية مميزة تعامل معها بوشكريو بكل حرفية.
أما في هذه التصفيات حتى الدور نصف النهائي فقد اختلف الأمر بالنسبة لمنتخبنا الوطني بتغيير النسق الدفاعي للدفاع المتقدم الذي كان بعيداً كل البعد عن رجال الأحمر فكان دفاعاً مفككاً وغير متزن يمنح الخصم الفرصة بكل سهولة للاختراق والانفراد بالمرمى دون عناء أو تعب، بدليل كم الأهداف التي دخلت مرمانا في اللقاءات الخمسة التي خاضها منتخبنا الوطني في التصفيات الأولمبية باستثناء لقاء المنتخب الأسترالي الذي كان أقرب للتمرين لتطبيق الخطط عليه، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه استطاع تحقيق أكثر من ضعفي ما سجله في شوط المباراة الأول.
وبالرجوع للإحصاءات يتبين لنا بأن دفاعات منتخبنا الوطني لكرة اليد في هذا الاستحقاق بالذات تعتبر ضعيفة جداً بالمقارنة بالمشاركات السابقة، بدليل كم الأهداف التي تلقاها والتي وصلت إلى 116 هدفاً، حتى الخسارة الأخيرة في الدور نصف النهائي 51 هدفاً بعضها من فرق يقل مستواها الفني عن منتخبنا الوطني الكثير كالمنتخب العراقي والصيني والأسترالي.
كما تشير الإحصاءات بأن دفاع منتخبنا الوطني دائماً ما يكون أضعف في شوط المباراة الثاني عنه في الأول، حيث دخل مرمانا في الشوط الثاني من كل مباراة 62 هدفاً مقابل 54 هدفاً في الأشواط الأولى من أصل 116، هذا إذا استثنينا لقاء كوريا الذي كان مغايراً للقاءات الـ4 الأخرى، وهو اللقاء الوحيد الذي كانت فيه الأهداف في الشوط الأول أكثر من الثاني بعد أن سجل الكوريون 19 هدفاً في الشوط الأول و11 هدفاً في الشوط الثاني.
الأرقام والإحصاءات تبين بشكل واضح بأن منتخبنا الوطني لكرة اليد يعاني من مشكلة كبيرة في الشق الدفاعي وخلل كبير في التطبيقات الدفاعية بوضع خطط دفاعية لا تتلاءم مع طريقة هجوم الخصم، ودائماً ما تكون نتيجتها غلة كبيرة من الأهداف لمصلحة الخصم، مما ينتج عنه غياب للتركيز حتى في الشق الهجومي، وكان واضحاً في المباريات الصعبة أمام كوريا وإيران عندما قابل منتخبنا الوطني منتخبين قويين لم يستطع المدرب مجاراتهما أوالتعامل معهما، حيث بات عاجزاً عن قراءة الفريقين لولا صحوة اللاعبين أمام كوريا وتألق الحراسة، بينما واصل ماجيك غيبوبته أمام إيران وزاد غيبوبته عدم مقدرة اللاعبين على إنقاذه بفقدهم للتركيز بعد مباراة قوية أمام كوريا استنفدت طاقتهم بمحاولتهم إنقاذ ما أفسده المدرب.
يتوجب على السلوفيني ماجيك أن يعيد النظر في طريقة لعبه التي لعب بها التصفيات الأولمبية هذه، حيث إن الطريقة تعتبر غير مجدية بالنسبة لمنتخبنا، خصوصاً في العملية الدفاعية بعد أن تلقى منتخبنا الوطني عدداً من الأهداف كان من المفترض أن لا تدخل في مرمانا، ويتوجب عليه أن يدرك بأن المنتخب الوطني مقبل على استحقاق أهم بكثير من الحالي هو الاستحقاق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم والذي تستضيفه مملكتنا البحرين منتصف يناير المقبل.
كما يتوجب على الاتحاد البحريني لكرة اليد ومجلس إدارته الاجتماع بالمدرب فور انتهاء التصفيات الأولمبية ومناقشة تقريره عن هذه المشاركة وسبب المستوى الذي ظهر به.