رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة أمس، أعمال مؤتمر «المرأة في القطاع المالي والمصرفي.. قيادة التغيير» الذي نظمه مصرف البحرين المركزي بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، ويأتي المؤتمر تتويجا لنشاط استمر على مدار العام للاحتفاء بيوم المرأة البحرينية، وإلقاء الضوء على إنجازات المرأة العاملة بالقطاع المالي والمصرفي وما تواجهه من تحديات، وتضمن جلسات وحوارات نقاشية بمشاركة إقليمية ودولية واسعة، واستقطب أكثر من 250 شخصية من كبار المسؤولين وممثلي الإدارات العليا في المؤسسات المالية والمصرفية بالبحرين، إلى جانب سيدات شغلن مناصب قيادية بالقطاع والجيل الجديد من الشابات الطامحات لصعود السلم الوظيفي.
المرأة بالقطاع المالي
وألقى محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج كلمة أعرب فيها عن شكره لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة على تخصيص يوم المرأة البحرينية لعام 2015 للاحتفاء بالعاملات بالقطاع المالي والمصرفي، وتكريم سموها برعاية مؤتمر «المرأة في القطاعين المالي والمصرفي»، مشيداً بعمل المجلس الأعلى للمرأة والجهود التي يبذلها لتمكين المرأة البحرينية وتنمية قدراتها ومشاركتها في النشاط الاقتصادي الذي مما لا شك فيه قد ساعد على هذا الحضور المميز والفاعل للمرأة على الأصعدة كافة، وكشف أن احتفالية المرأة لهذا العام تستهدف استكشاف آفاق جديدة حول دور المرأة بالقطاع المالي ومعالجة الجوانب التي لم تحظ بالعناية الكافية فيما يتعلق بخلق بيئة العمل المناسبة لزيادة مشاركة المرأة في هذا القطاع والتي تبلغ 32% من مجموع القوى البشرية العاملة في القطاع المالي.
وقال المعراج:»عملنا خلال هذه السنة وعبر العديد من الورش والندوات إلى استعراض الإنجازات والمكاسب وقصص النجاح والتحديات التي تواجه المرأة إضافة إلى الاسترشاد بالممارسات العالمية في الكثير من المؤسسات الدولية التي قطعت أشواطاً مميزة في تمكين المرأة العاملة وتعزيز مواقعها الوظيفية، ومن هذه المواضيع التي تم تناولها وتمس عمل المرأة بشكل مباشر في القطاع تكافؤ الفرص والمزايا الوظيفية والخدمات والتحديات»، داعياً القائمين على مجالس إدارات المؤسسات المالية إلى العمل على ترسيخ مفاهيم هذه الثقافة في مؤسساتهم واتخاذ الخطوات العملية لفتح المجال أمام المرأة العاملة المؤهلة في أخذ مواقعها الطبيعية في قيادة العمل المصرفي والمالي والعمل على توفير البيئة المناسبة لزيادة نسبة العاملات بهذا القطاع.
نموذج إدماج المرأة
وتناولت كلمة الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري عدداً من النقاط التي جاءت إما كملاحظات أو استنتاجات أو فرضيات نتجت عن مشروع نفذه المجلس الأعلى للمرأة بالشراكة مع مؤسسات القطاع المالي والمصرفي، واستغرق العمل عليه نحو تسعة أشهر متصلة تولت عملية تنفيذه، من أجل الترويج للنموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة البحرينية، وتحقيق أوجه تكافؤ الفرص بعد تجربة تطبيقه في القطاع الحكومي.
وأشارت إلى أن هذا المشروع ساهم في إعادة النظر في طبيعة الدعم الذي يجب أن يقدم لمؤسسات القطاع لوضع الأنظمة المناسبة لتحقيق أوجه تكافؤ الفرص بالقطاع الخاص، وقد تم ذلك بحكم التواصل والتشاور المباشر مع مسئولي القطاع على اختلاف مواقعهم وتخصصاتهم، وتم التوصل إلى نتيجة تتلخص في ضرورة أن يتناسب النظام أو نموذج العمل مع ما هو متاحٌ لدى المؤسسات من أنظمة والبناء عليها، بشرط إيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، والتي يجب أن تمتلك الأدوات المناسبة لمتابعة تطبيق سياسات الإدماج وتكافؤ الفرص وتقييم أثرها، وأن تكون مثل هذه التنظيمات تابعةً أو قريبةً لأصحاب القرار على رأس تلك المؤسسات.
وكشفت الأنصاري أنه من بين الاستنتاجات التي توصل إليها المشروع آنف الذكر هو أن البحرين لا تبتعد كثيراً عن النسب العالمية فيما يتعلق بتناقص حضور المرأة العاملة في القطاع عند الصعود إلى قمة الهرم، وقالت «لا اعتقد بأنه من المناسب تسميةٌ ما تواجهه المرأة عند الترقي، بالسقف الزجاجي، بل يفضل تسميته بالسقف الوهمي الذي يحتاج إلى حراكٍ جاد تقوده قياداتٌ مؤمنةٌ بأهمية تغيير القناعات والمفاهيم لتخطي تلك الحواجز النفسية».
وأكدت الأنصاري أن هناك قناعة تامة بين أغلب قياديي القطاع بأن عدم قدرة المرأة من الوصول إلى فرص متكافئة للتقدم والترقي، تعني هدراً كبيراً للموارد التي تخصص لتدريب وبناء قدرات العاملات، وتضحيةً بمساهماتهن في دعم نجاح تلك المؤسسات، كما أكدت وجود رغبة حقيقية لدى بعض المؤسسات للقيام بكل ما يلزم للاحتفاظ بكوادرها البشرية دون تمييزٍ أو تحيز لرجلٍ أو إمرأة، كما يوجد نضجٌ لا بأس به في الأنظمة التي تحرص على العدالة التامة بين جميع العاملين، ولكن تنقصها المعرفة والخبرة المطلوبة عند التطبيق، بسبب الهوة بين النص وتطبيقاته.
فعاليات المؤتمر
وألقت الرئيس التنفيذي لمراجعة «ديفيس» للنساء في مجالس الإدارات بالمملكة المتحدة دينيس ويلسون كلمة تحدثت خلالها عن العمل الذي قامت به «ديفيس» مع 350 مؤسسة مالية بريطانية، وكيف تمكنت من رفع تمثيل المرأة في مجلس إدارة معظم تلك المؤسسات إلى أكثر من 25%، فيما تحدثت الرئيس العالمي للتنوع والادماج لدى مجموعة دويشته بنك جولابتين صن عن تجربة البنك في تمكين المرأة في فروعه المنتشرة حول العالم.
تحدثت جولابتين صن عن ضرورة أن تكون بيئة العمل متنوعة وتحظى بتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة لتكون أكثر فعالية وإنتاجاً كما أثبتت ذلك العديد من الدراسات والأرقام، وقدمت مجموعة من النصائح الهامة لإثراء بيئة العمل عبر التعاون والتنسيق بين الزملاء من الرجال والنساء، وشددت على ضرورة أن يكون الإنسان في هذه البيئة مستمعاً أكثر من كونه متحدثاً لاكتساب المزيد من الخبرات التي تساهم في بناء شخصية الموظف أو الموظفة.
الجلسة الافتتاحية
وشهدت فعاليات المؤتمر جلسة عامة تحت عنوان «قيادة التغيير: العوامل المؤثرة في تحديد مستقبل المرأة بالقطاع المالي» حاضرت فيها كل من سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة رئيس مجلس إدارة مصرف السلام -الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز البحرين، ونائب المدير العام التنفيذي في البنك العربي رندة صادق، والمدير العام للخدمات المالية بسيتي بنك مهناز صفا، أعقب ذلك مناظرة بعنوان «قيادة التحول» مع الرئيس التنفيذي والمدير الإداري لبنك «آي سي آي سي « ICIC، جاندا كوجهار.
ثم عقدت جلسة حوارية تحت عنوان «قدرة المرأة على الاستدامة والتنافسية في القطاع المالي والمصرفي» شارك فيها كل من الرئيس التنفيذي لشركة Intellect Resource Management، صباح المؤيد، والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية عدنان يوسف، والمدير التنفيذي المالي لستاندرد تشارترد بنك شيخة طريف، ومساعد تنفيذي في بنك انفستكورب شيخة الشيبة.
وتحظى فعاليات مؤتمر «المرأة في القطاع المالي والمصرفي» بدعم مجموعة من الرعاة، أبرزهم الرعاة الرئيسون بنك البحرين الوطني، وبيت التمويل الكويتي ـ البحرين وبنك البحرين والكويت، مجموعة البركة المصرفية شريكاً في تمكين المرأة في الصيرفة الإسلامية، و»مودا مول» وفندق «فور سيزنز» شريكا الضيافة والحياة العصرية. وتشمل قائمة الرعاة الذهبيون مصرف السلام والبنك الخليجي المتحد وممتلكات و»جيبك»، والراعيان الفضيان المصرف الخليجي التجاري و«فينشر كابيتال بنك»، والرعاة البرونزيون «ستي» و»سيكو» و»بابكو» وشركة غاز البحرين الوطنية.
يذكر أن مصرف البحرين المركزي والمجلس الأعلى للمرأة نظما على مدار العام سلسلة من الندوات والحلقات النقاشية لتسليط الضوء على الموضوعات ذات الأهمية والمتعلقة بتقدم المرأة بالقطاع المالي والمصرفي، ولقد ساهمت الفعاليات المصاحبة ليوم المرأة البحرينية التي أقيمت على مدار العام في إلقاء الضوء العديد من قصص النجاح، كما كشفت التحديات والعوائق التي تواجه المرأة البحرينية في هذا القطاع الحيوي .