تضطلع الإمارات العربية المتحدة، بدور رئيس على الخارطة العالمية، حيث تستشعر دورها الحضاري والإنساني تجاه المجتمع العربي والإسلامي خصوصاً، والمجتمع الدولي عموماً، كونها دولة رائدة، تنتصر للشرعية في اليمن، وتبذل قصارى جهدها في مكافحة الإرهاب، خاصة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، وتحتضن اللاجئين السوريين، كما إنها ذات وزن اقتصادي حضاري وثقافي أهلها للحضور في دوائر العون الإنساني الإقليمي والدولي، ونقلها إلى مقدمة الدول التي تأنس برأيها منظمات الغوث العالمية الرسمية منها والطوعية، وتعول على دعمها وتفاعلها في الملمات والكوارث الخطيرة التي تتطلب تحركاً إنسانياً عاجلاً. وفي هذا الصدد أكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن «ذكرى يوم الشهيد هي مناسبة للاحتفال بالعطاء والبذل في سبيل المحافظة على مقدرات الوطن وأرضه».
وقال في كلمة له بمناسبة يوم الشهيد الإماراتي الذي يوافق 30 نوفمبر من كل عام «إن يوم الشهيد حافز للانخراط في الخدمة الوطنية للمحافظة على كرامة الوطن وعزته وكيفية مواجهة الأحداث والتعامل مع الأزمات».
وشدد على أن «الأمم إنما تكبر ببطولات أبنائها وتخلد في التاريخ بتضحياتهم، فبتضحيات شهدائها تبني القوة والمجد والفخر للأجيال الحاضرة والقادمة، فتمتلئ أنفسهم عزة وكبرياء وكرامة بين الأمم فيباهون بهم الآخرين ويسجلون في صفحات من نور أعمالهم البطولية ومبادراتهم القتالية في ساحات الوغى».
وسطرت الإمارات العربية المتحدة بدماء شهدائها الأبرار، ملحمة مضيئة في سبيل العروبة والدين وكرامة الأمة، والدفاع عن الحق والشرعية من خلال مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، ولم تكن تتحرر المحافظات اليمنية لولا دماء جنود الإمارات الذين سطروا أروع الملاحم البطولية، فكانوا سباقين في جبهات القتال المختلفة.
وتمثل مساهمة الجيش الإماراتي في تحرير 75% من أراضي اليمن من براثن المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والمنقلبين على الشرعية، علامة مشرقة حفرت في تاريخ المنطقة، ترويها الأجيال المقبلة. وأرسلت الإمارات مؤخراً الدفعة الثانية من جنودها الأبطال لاستكمال المسيرة المشرفة حتى يتحرر كل شبر من أرض اليمن، ويستتب الأمن، وتنعم المنطقة بالسلام.
وقد لعبت الإمارات دوراً كبيراً في تحرير محافظة مأرب من قبضة الميليشيات الحوثية إضافة إلى تحرير سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويعد تحرير مأرب من احتلال الميليشيات المتمردة نصراً استراتيجياً مؤزراً، لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام.
وركزت الإمارات بعد تحرير مدينة عدن الجنوبية على إمداد المدينة والمناطق المجاورة لها بكل الاحتياجات العاجلة لليمنيين، فقد أصبحت عدن محطة لتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب اليمني منذ استعادتها من قبل المقاومة الشعبية الموالية للشرعية والجيش الوطني.
وتعهد ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، بتطهير اليمن من الميليشيات المتمردة، مؤكداً استمرار مشاركة بلاده في التحالف العربي ضد الحوثيين.
في الوقت ذاته، تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة وحثيثة في محاربة الإرهاب، واجتثاث جذور التطرف، كما أنها تشارك القوى العالمية في القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة، ولهذا حرصت على الاهتمام بالتعليم والتنمية الاقتصادية للتصدي لتلك الآفة الخطيرة داخلياً، لكونها تدرك أن هناك قوى متطرفة تهدد أمن واستقرار المنطقة، ومن ثم تأخذ في اعتبارها ضرورة تضافر الجهود وبناء شراكات حقيقية تستأصل شأفة الإرهاب. وعلى الصعيد الخارجي لم تتوان حكومة الإمارات في مشاركة العالم حربه على الإرهاب بل سارعت إلى الانضمام إلى التحالف الدولي الذي شكل من دول عربية وغربية بقيادة أمريكية لمحاربة التنظيمات المتطرفة وأبرزها تنظيم الدولة «داعش».
وشارك الطيران الإماراتي في توجيه ضربات ضد التنظيمات المتطرفة خاصة «داعش» في مدينة عين العرب «كوباني» السورية الحدودية مع تركيا.
ولم تكن مريم المنصوري أول إماراتية تقود طائرات حربية مقاتلة فقط، بل شاركت في الضربات الجوية ضد «داعش»، لتصبح أول سيدة إماراتية تشارك في الحرب الدولية ضد التنظيم الإرهابي.