أغلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار في الثامنة من مساء أول أمس الاثنين باب المشاركة في مسابقة جواز عبور السياحة الثقافية، ليصل عدد المشاركات إلى 634 مشاركة سيدخل أصحابها في سحب على 21 جائزة يعلن عنها في احتفال بالمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يوم 18 ديسمبر 2015، بالتزامن مع احتفالات المملكة بالأعياد الوطنية وفي نهاية احتفالية يوم اللغة العربية.
وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «إن جواز عبور السياحة الثقافية أكثر من مجرد وسيلة نعزز فيها حضور تراثنا وتاريخنا الوطني في وعي المواطنين، والمقيمين والزائرين للمملكة، بل هو طريقتنا الخاصة في ترسيخ أهمية مواقعنا وما تحمله من عراقة وإرث وتاريخ وخلق علاقة ما بين الإنسان والذاكرة الثقافية للوطن»، مردفة: «مع نهاية هذا المشروع نعد كل محبي الثقافة بمشاريع مماثلة في 2016 التي نخصصها بأكملها للترويج لمملكتنا الغالية بعنوان: البحرين وجهتك»، مضيفة أن: «كل من راهن على الثقافة، والتراث، والحضارة هو فائز في مسابقة جواز عبور السياحة الثقافية، كل من زار بيتاً عريقاً، أو قلعة تاريخية أو مركز معلومات، فقد اكتسب وعياً جديداً وتعرف على تاريخ غني وإرث إنساني نادر بالمنطقة والعالم».
التراث والحضارة
وجواز عبور السياحة الثقافية، هو جواز رمزيّ يتضمن دليلًا يضم 21 محطّة ثقافيّة، ومساحة مخصّصة لختم يحصل عليه حامل الجواز عند زيارة هذه المواقع، ومساحة مخصصة للبيانات الشخصية يملأها حامله. وكان على حامل الجواز، الذي تم توزيعه بمتحف البحرين الوطني، ومتحف موقع قلعة البحرين، وقلعة الشيخ سلمان الفاتح – الرفاع، ومركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث وبيت القرآن، أن يتأكد من ختم جواز عبوره من كل المواقع بعد زيارتها، ثم تسليم الجواز في متحف البحرين الوطني ليحصل على فرصة للفوز بواحدة من الـ 2 تذكرة سفر إلى وجهة سياحية عربية أو عالمية.
أول بحرينية وأمريكي
وسلّمت هالة سليمان جوازها كأوّل بحرينية زارت وختمت جواز عبور السياحة الثقافية كاملاً في الأماكن الـ 21 المقترحة في خط سير الرحلة.
وزارت سليمان برفقة ابنتها دانية معروف المواقع منذ يوم إطلاق الجواز، وعند تسليمها الجواز في متحف البحرين الوطني قالت: «أعدت اكتشاف بلدي بفضل الجواز، أحببت ما قامت به هيئة الثقافة كمركز زوار شجرة الحياة الذي أعطى المكان أهمية، وتعرّفت إلى أماكن لم أكن قد زرتها كبيت خلف التابع لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث ومدرسة الهداية الخليفيّة...» جواز عبور السياحة الثقافية اعتبرته هالة سليمان «خطوة جميلة جداً لترويج الأماكن الثقافية السياحية والتراث المحلي العالمي للزائر والمقيم ولأهل البحرين الذين رأوا فيه فضولاً لاكتشاف ما في الوطن من أماكن يجدر بأهله زيارتها»، وحاولت على طريقتها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي إيصال الفكرة وجمال الأماكن إلى من حولها من أهل البحرين وخارجها، لدرجة أن التفاعل مع الصور والتعليقات التي وضعتها على صفحاتها الإلكترونية كان مشجعاً ومحفّزاً لزيارة المواقع الثقافية والأثرية للمملكة. وكان السائح الأمريكيّ دومنيك ديميكال أول من ختم جواز عبور السياحة الثقافية كاملاً، فأثناء تجوله بمتحف البحرين الوطني، تعّرف على جواز العبور السياحيّ، ليقرر بعد ذلك أن يجعل من الـ21 موقعاً خط سير رحلته خلال الأيام المتبقية له في البحرين، وقد أنجز زيارة وختم جواز عبور السياحة الثقافية الخاص به من كل المواقع في مدّة 3 أيام فقط، ويصبح أول من تمكن من إنجاز هذه الرحلة وأول من سلّم نسخة جوازه مختومة بالكامل لمتحف البحرين الوطنيّ. وعند سؤاله عن كيفية إنجاز هذه المواقع في هذا الزمن القياسيّ أجاب: «حسنًا، قمت بتعيين تاكسي خاص لهذه المهمّة، كان بإمكاني أن أقود سيارة بنفسي، لكني لم أكن أملك الوقت لأخطئ الطريق. بدأت من المتحف الوطنيّ حيث استلمت نسخة جواز عبور السياحة الثقافيّة، وانتهيت إليه بعد ختمه من قلعة بوماهر، والعودة باستخدام القوارب عبر الرحلة البحريّة».
الشباب والطلاب
كان من أكثر الراغبين في الحصول على جواز سفر عبور السياحة الثقافيّة هم فئة الشباب والطلاب، فقد نظمت مجموعة من شباب مهرجان «تاء الشباب» رحلة لزيارة المواقع التي يتضمنها الجواز دعماً للفكرة وتماشياً مع الحراك الثقافي المميز في البحرين، حيث زاروا العديد من المواقع التراثية والثقافية كموقع قلعة البحرين ومركز زوار معبد باربار. وشهد متحف البحرين الوطني زيارة لأكثر من 30 طالباً من جمعية كلية الهندسة بجامعة البحرين ومعهد العمارة الأمريكي بالجامعة، جاؤوا من أجل استكشاف جواز عبور السياحة الثقافية وخوض تجربة التعرف على 21 موقعاً تراثياً حول المملكة. وحظي أعضاء جمعية كلية الهندسة بجامعة البحرين بزيارة مسرح البحرين الوطني، كأحد المواقع الثقافية المسجلة في جواز عبور السياحة الثقافية وحصلوا على ختم جوازاتهم من مكتب استقبال المسرح، حيث اطلعوا على أبرز ملامحه العمرانية والثقافية ودوره في إثراء المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، بكونه واحداً من أهم عناصر البنية التحتية الثقافية بالبحرين.
مسابقة الصور
أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار مسابقة صور جواز عبور السياحة الثقافية في نوفمبر الماضي، حيث قدّم الدعم لجوائز هذه المسابقة «Nomadi Travel Companions».واعتمدت مسابقة الصور بشكل رئيس على قيام حملة جواز عبور السياحة الثقافية بالتقاط صورة لهم خلال طريقهم في اكتشاف الـ 21 معلماً ثقافياً وسياحياً حسب مقترح الجواز وإرسالها إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار. وقامت لجنة في كل يوم خميس من شهر نوفمبر باختيار اثنين من المشاركين في مسابقة التصوير للفوز بجوائز قيمة، إضافة إلى نشر صورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالهيئة.
إشادة جماعية بالجواز
وخلال مشاركة الشيخة ميّ في اجتماع وزراء الثقافة بمجلس التعاون الخليجي منتصف أكتوبر الماضي، لاقت فكرة جواز عبور السياحة الثقافية إشادة جماعية من المجتمعين كونها تمثل تجسيداً لاستراتيجيّة وزراء الثقافة المشتركة وتفعيلاً لرؤيتهم في جعل الأماكن الثقافيّة حيّة وجاذبةً للسيّاح والمواطنين والمقيمين وترويجاً للتراث الإنساني والحضاري الذي تحتضنه دول المجلس وتعمل على حفظه وإظهاره بأجمل صورة للعالم. وتبنّى الوزراء الفكرة كي تطبّق في الدول الخليجيّة لما فيها من دعم وترويج مباشر للمعالم الثقافية والتاريخيّة التي تفخر بها بلدان الخليج.