أكد المتخصص في الشأن الآسيوي والعلاقات الدولية د.عبد الله المدني أن عاصفة الحزم كانت ضرورية لحماية الأمن القومي العربي وإعادة موازين القوى في المنطقة لصالح العرب، موضحاً أن النظام في طهران أدرك أهمية اليمن قبل ما يسمى بالربيع العربي، وبدأ في تأسيس قاعدة له هناك، وتركزت خطته في اختراق الساحة اليمنية، وغسل أدمغة طائفيين محسوبين عليه، وتزويدهم بالأسلحة عبر طرق ملتوية لتمكينهم من تجاوز الشرعية والسيطرة على اليمن والاستيلاء على الحكم به.
وأشار المدني، في ندوة نظمها مركز عيسى الثقافي تحت عنوان «التدخل الإيراني في اليمن ومآلات الأزمة اليمنية»، أن النظام في طهران له سوابق في التدخل في شؤون الدول العربية، وأن ذلك حدث ومازال يحدث في دول أخرى، لافتاً إلى أن اليمن مثلت إغراء خاصا لإيران، وذلك لتهديد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ومن ثم بقية الدول الخليجية والعربية، إضافة لاستكمال خارطة مشروعها الطائفي، ومد نفوذها إلى الممرات البحرية التجارية والاستراتيجية ممثلة في باب المندب الذي يمر عبره21 ألفاً من السفن المحملة بـ 10% من صادرات العالم، فضلاً بالطبع عن امتلاك ورقة ضغط جديدة تضاف لأوراقها التي تساوم بها.
وذكر المدني أن التحالف العربي في اليمن شكل تطوراً حميداً في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي، ولا أدل على ذلك من حملة الهجوم الشديدة التي واجهتها الدول المشاركة في هذا التحالف، سيما السعودية والإمارات والبحرين، خاصة بعد أن نجحت دول التحالف في تحقيق العديد من الانتصارات والإنجازات في اليمن، وأسهم دورها ومشاركاتها وتضحياتها في تحجيم حركة طائفية قادها الحوثيون من جانب، وإجهاض أحلام طهران في السيطرة على المنطقة من جانب آخر.
وأضاف المدني أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت النظام في طهران على إيجاد موطئ قدم له في اليمن، منها الاعتبارات الطائفية، والتطورات التي شهدتها المنطقة العربية منذ2011، ومحاولة الرئيس اليمني السابق القفز على الشرعية، وكذلك الوضع السياسي والديمغرافي والطبوغرافي والاجتماعي لليمن، والوضع الدولي المختل، مشيراً إلى أن كل هذه العوامل ساعدت بلا شك طهران في الاقتراب من حلم السيطرة على اليمن، غير أن الدول العربية تصدت لها بقوة وفاعلية.