أكد أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي المشارك بكلية الحقوق بجامعة العلوم التطبيقية د.مراد الجنابي أن محاولات تشويه صورة وهدم الإسلام والمسلمين مستمرة ولا تهدأ تحركها دوافع اقتصادية وسياسية وأمنية وتستخدم أدوات بث الفرقة وشق الصف وتشكيك الناس في دينهم.
وأشار د.الجنابي، خلال محاضرة بعنوان «وسائل الهدم والتخريب الفكري» استضافها مجلس آل الدوي بحالة بوماهر بمحافظة المحرق، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المسلمين خاصة في الدول الأوروبية والغربية.
وبيّن تعريف الغزو الفكري وأثره في إفساد الأجيال وهدم القيم والمبادئ الراقية، منوهاً إلى أن أخطر أهداف الغزو الفكري الساعية إلى تفريق كلمة العرب والمسلمين والقضاء على حضارته الراقية، حضارة الإسلام والإيمان والإحسان.
ولفت إلى الأهداف التي تعمل بجهد جهيد وتحاول إيقاف انتشار الدين الإسلامي بالمنطقة من العالم والحول بين الإسلام والناس في ربوع أوروبا وبكل الوسائل الفكرية والنفسية والسياسية.
وأوضح الدوافع من وراء الغزو الفكري الثقافي الذي تتعرض له الأمة العربية والإسلامية، وذكر منها الدوافع الاقتصادية والسياسية والعلمية والدينية والأمنية والاستعمارية.
وقدم د.الجنابي، خلال المحاضرة، شرحاً وافياً لأهم وسائل الهدم وأخطرها فتكاً وأدومها أثراً في مواجهة حضارة المسلمين وعدد منها تشكيك الناس في دينهم، ومحاولات فرق تسد، والتمويه والتضليل، والضم والاحتواء، وعزز الجنابي محاضرته بالأدلة الدامغة، ومن أقوال مفكري الغرب وساستهم على مدى ستة قرون خلت، والعاملة بكل قوتها على تشويه حضارة المسلمين، والتشكيك بمصادرها الشرعية العظيمة، علاوة محاولاتهم هز قناعة المسلمين بنبيهم المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، وبحديثه الشريف وسيرته العطرة، والتشكيك بلغة العرب وبالفقه الإسلامي وتراثه العظيم.
وفي ذات السياق، بيّن د.الجنابي خطورة سياسة فرق تسد القائمة على نشر العداوة بين المسلمين فيما بينهم، وبين المسيحيين والمسلمين من طرف آخر، والعمل على نشر الأديان المزورة والتوجهات الفكرية الداعية للتطرف والغلو والتعصب وما نتج من أعمال إرهابية أساءت للإسلام والمسلمين.
وأوضح أخطر الأساليب التي مُرر من خلالها مشروع الهدم والتخريب الفكري فذكر الاستشراق والتنصير والتبشير والتغريب والاستعمار العسكري ثم العولمة وغيرها، واستخدامهم للتطور التقني الجديد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كأحد أهم الوسائل الحديثة في نشر الأفكار، وهز القناعات.
ونوه إلى أهم وسائل المواجهة لهذا التوجه الاستخرابي من خلال تعزيز دور الأسرة عند المسلمين وبناء شخصية أبنائهم على منهاج الوسطية والاعتدال وحب الوطن.
وشدد على دور المؤسسات العلمية والتربوية في ترسيخ معالم الثقافة الحضارية في نفوس وأفكار الأجيال، وحث على دور أئمة المساجد والدعاة في تحصين أفكار الشباب من الفرق الهدامة والمشاريع الفكرية الداعية إلى الإرهاب والتطرف والغلو والتعصب المذهبي المقيت.
وأكد أهمية دور المجالس البحرينية ومنها مجلس الدوي في نشر وجوه الثقافة الحضارية الموجهة للمد الفكري الإرهابي الخطير المدعوم من مؤسسات فكرية طائفية مقيتة.
ودعا أجهزة الإعلام لتبني الرسائل الإعلامية الناضجة ذات الأهداف النبيلة في توعية الأجيال وحراستهم من كل توجه فكري مخالف للإسلام والمواطنة الصالحة.
وأجاب د.الجنابي على مداخلات ومشاركات جمهور مجلس الدوي من حملة الفكر الواعي والثقافة الحضارية بالبحرين.
وختم محاضرته بالدعاء للبحرين بالأمن والأمان ودوام الازدهار والتقدم والسؤدد تحت راية البحرين الخليفية التي يرفع لواءها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى، وأن يحفظ الله ويبارك في حياة وعمل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين وكل رجال البحرين.