عواصم - (وكالات): قال مصدر نفطي سعودي أمس، إن تقارير إعلامية عن مقترح سعودي لخفض إنتاج أوبك «لا أساس لها». وطلب المصدر عدم نشر اسمه ولم يذكر تفاصيل أخرى.
وكانت نشرة «أنرجي أنتليجنس»، قالت إن السعودية ستقترح اتفاقا يهدف لتحقيق التوازن في سوق النفط ويشمل مطالبة إيران والعراق العضوين في منظمة «أوبك» بالحد من نمو الإنتاج كما يشمل مشاركة دول غير أعضاء في المنظمة مثل روسيا.
وقالت النشرة إن السعودية ستدعو لخفض إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بواقع مليون برميل يومياً العام المقبل لكن بشرط التزام غيرها من الدول الأعضاء في المنظمة والمنتجين من خارجها مثل روسيا والمكسيك وسلطنة عمان وقازاخستان بجهود مشتركة. وقد ينظر إلى المقترح بعين الشك كمحاولة لردع مطالب الدول الأعضاء الأقل ثراء مثل فنزويلا من خلال إظهار الاستعداد للعمل لكن مع فرض شروط صارمة يصعب تنفيذها.
ولم تشترك الدول الأعضاء في «أوبك»، مع المنتجين غير الأعضاء في المنظمة لمعالجة انخفاض أسعار النفط منذ 15 عاماً وكان ذلك بعد الأزمة المالية الآسيوية في 1998. ومنذ ذلك الحين قاومت روسيا غير العضو في أوبك المطالبات بموقف مشترك وبدلا من ذلك رفعت إنتاجها 70%.
وسيكون المقترح السعودي في حالة التوصل لاتفاق بشأنه مفاجأة إذ كان من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي أجتماع أوبك اليوم الجمعة على سياسات الإنتاج الحالية رغم هبوط الأسعار وتخمة المعروض.
وإلى جانب صعوبة التوصل لاتفاق مع الدول غير الأعضاء فستواجه الرياض تحديات كبيرة مع شركائها داخل المنظمة.
وقال محللون ومصادر في «أوبك»، إنه سيكون من الصعب أن ينال الاقتراح موافقة كل الأطراف المعنية إذ يكافح العراق لضبط ميزانيته رغم الزيادة الكبيرة في الإنتاج في حين تقول إيران إن منافسين استولوا على حصتها السوقية خلال سنوات العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. وقالت مصادر خليجية في «أوبك» لـ»رويترز»: «من الصعب خفض الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا بصورة جماعية. السعوديون لا يرغبون في تغيير تصريحاتهم السابقة: لا خفض دون تعاون».
وقال كبير المحللين لدى «سي.إم.سي ماركتس» في سيدني ريك سبونر: «سترغب السوق في سماع آراء الأطراف الأخرى والاطمئنان على إمكانية تحقيق ذلك. لا يكمن الأمر فقط في موافقة المنتجين الآخرين على الاتفاق ولكن في التزامهم به ..حقيقة أن السعودية هي من تقدمت بالاقتراح يعطي الأمر أهمية أكبر».
وارتفعت العقود الآجلة للخام قرب أدنى مستوياتها في 2015 وزاد سعر برنت 70 سنتاً خلال التعاملات إلى 43.19 دولار للبرميل فيما ارتفع سعر الخام الأمريكي 56 سنتاً إلى 40.50 دولار.
ونقلت النشرة عن مندوب رفيع المستوى في «أوبك» قوله، إن السعودية ستكون على استعداد لمناقشة مزيد من الجهود لإحداث التوازن في أسواق النفط وأن خفض الإنتاج بواقع مليون برميل يومياً سيكون نقطة البداية فقط. لكنها أضافت أنه لم تتضح كيفية تنفيذ ذلك الخفض وما إذا كان سيجري العمل مرة أخرى بنظام الحصص.