عواصم - (وكالات): دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بلغراد إلى نشر قوات برية «عربية وسورية» لمواجهة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا، فيما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن «قوات أمريكية إضافية ستضيق الخناق على التنظيم المتطرف»، موضحاً أن «قرار إرسال الولايات المتحدة مزيداً من القوات الخاصة الأمريكية لمحاربة «داعش» في العراق ليس مؤشراً على أن واشنطن تتجه نحو غزو آخر مثل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003»، فيما انضمت بريطانيا إلى حملة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا بشنها صباح أمس أولى غاراتها على مواقع المتطرفين بعد ساعات قليلة على إعطاء البرلمان الضوء الأخضر. في الوقت ذاته، تجهز روسيا قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سوريا لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام وخاصة في مواجهة «داعش» وسط البلاد، وفق ما أفاد مصدر عسكري والمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم. ميدانياً، قتل 25 شخصاً في غارات روسية على ريف حلب شمال سوريا. وقال كيري في العاصمة الصربية في اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا «من دون إمكانية تشكيل قوات برية جاهزة لمواجهة «داعش»، لا يمكن كسب هذا النزاع بشكل كامل بالضربات الجوية فقط». واقترح الوزير الأمريكي نشر قوات «عربية وسورية» وليس غربية لهذا الغرض. وأوضح «إذا تمكنا من تنفيذ عملية انتقال سياسي، سيكون في الإمكان جمع الدول والكيانات معاً: الجيش السوري مع المعارضة، الولايات المتحدة مع روسيا، وغيرهم سيتوجهون لمحاربة «داعش»، متوقع فوزاً سريعاً في تلك الحالة. وأضاف «لكم أن تتخيلوا مدى السرعة التي سيتم خلالها القضاء على هذه الآفة، حرفياً في غضون بضعة أشهر، إذا كنا قادرين على التوصل إلى هذا الحل السياسي». وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي غداة إقرار البرلمان البريطاني قرار شن ضربات جوية ضد الجهاديين في سوريا.
وانضمت بريطانيا إلى حملة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا بشنها صباح أمس أولى غاراتها على مواقع المتطرفين بعد ساعات قليلة على إعطاء البرلمان الضوء الأخضر. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات «تورنيدو» تابعة لسلاح الجو الملكي «قامت بأول عملية هجومية فوق سوريا شنت فيها ضربات». وأوضح متحدث باسم الوزارة أن الغارة استهدفت «منشأة نفطية في سوريا على مسافة 50 كلم من الحدود العراقية». وأقلعت 4 طائرات مقاتلة قاذفة من طراز «تورنيدو» من قاعدة إكروتيري في قبرص حيث تنشر بريطانيا 8 طائرات من هذا الطراز، وأنهت مهمتها عند الفجر. وبذلك تصبح بريطانيا سادس دولة تقصف مواقع «داعش» في سوريا والعراق معاً.
وشن الائتلاف الدولي الذي يضم 60 دولة 8300 غارة جوية على البلدين نفذت الولايات المتحدة 80% منها. والثلاثاء الماضي، صادقت الحكومة الألمانية على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة ضد «داعش» وخصوصاً في سوريا، في مهمة يمكن أن تحشد فيها 1200 عسكري. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن إرسال الولايات المتحدة مزيداً من القوات لمحاربة «داعش» في العراق لا يعني أنه سيسير على نهج الغزو الأمريكي للعراق في 2003. وأضاف «لن نشرع في غزو بالعراق أو سوريا على غرار غزو العراق بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء». وتابع «لكني أبدي وضوحاً شديداً في أننا سنضيق الخناق دوماً على «داعش» وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك».
وفي تطور آخر، تجهز روسيا قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سوريا لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام وخاصة في مواجهة «داعش» وسط البلاد، وفق ما أفاد مصدر عسكري والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المصدر العسكري «قاربت أعمال الصيانة في قاعدة الشعيرات السورية على نهايتها، والتي تعد لتصبح قاعدة عسكرية روسية». ويقع مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي الشرقي وسط البلاد حيث تدور منذ مدة معارك بين قوات النظام ومتطرفي تنظيم الدولة الذين أجبروا على التراجع أمام تقدم الجيش السوري والمسلحين الموالين له بغطاء جوي روسي.