كتب- أبوذر حسين:
أكد مدير مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجية والإنمائية في القاهرة د. سعد الدين إبراهيم أن المحاولات الإيرانية لاختراق البحرين من خلال دعمها المستمر لخلاياها النائمة ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار تندرج تحت مظلة مخطط الهيمنة الفارسية على دول الجوار.
وحذر د. سعد الدين في حديث لـ «الوطن» البحرين من مغبة ترك أية ثغرات قد تستغلها إيران للهيمنة على مقدرات دول مجلس التعاون الخليجي بدءاً من البحرين. مشيراً إلى أن إذا أمضت طهران مشروعها في البحرين من شأنها أن تنتقل إلى أي دولة خليجية أخرى. مشدداً يجب أن تعد العدة لذلك.
ودعا إلى ضرورة تبني استراتيجية عربية موحدة توقف وتحتوي التوجه الإيراني التوسعي. مبيناً أن إيران عملت خلال العقود الماضية على إضعاف الدول العربية من داخلها. وأشار إلى أن التدخل الإيراني في شأن الدول العربية لا يحتاج إلى تخمين باعتباره أصبح واقعاً في عدة دول. بسبب الفراغ في دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان. مشدداً يجب إنهاء هذه السيطرة وألا يسمح بحدوثها مرة أخرى.
وأضاف «نرجو أن يتم ذلك وأن نتنبه إلى المخططات الفارسية التي انتقلت من الشاه إلى الخميني إلى خامنئي. ويبدو أنها خط متصل بغض النظر عن تغير الأنظمة في طهران وإنما هناك إصرار فارسي على أن يهيمن على مقدرات الخليج ومنها الهيمنة على مقدرات العالم العربي بشكل كامل».
وقال مدير مركز ابن خلدون، إن عملية (عاصفة الحزم) العسكرية التي قادتها المملكة العربية السعودية مع تحالف دولة عدة، تحركت بهدف إيقاف الخطر التوسعي الإيراني بالمنطقة، والذي بدأ يطرق حتى أبواب الدول الخليجية.
وأضاف «يجب أن نحيي الدور السعودي وأن نفهمه ونتعامل معه بشكل إيجابي. فالسعودية بكل تأكيد ليست لديها مطامع إقليمية». وأوضح «كنت قد اقترحت مؤخراً أن تضم السعودية اليمن إليها، فكان أول من عارض ذلك السعوديون أنفسهم». مشيراً إلى «أنني طرحت ذلك المقترح لكي أثير وأحرك الماء الآسن بعد أن أهمل ملف الوحدة العربية، فأنا قومي وحدوي عربي وأرحب بكل وحدة عربية سواء في الجزيرة العربية أو المشرق أو المغرب العربي أو وادي النيل».
وتابع «لذلك اقترحت على السعودية باعتبارها دولة كبيرة متماسكة في الجزيرة العربية ضم اليمن في البداية إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ثم إذا وافق اليمنيون في استفتاء، أن تكون في المرحلة الثانية هناك وحدة كونفدرالية مع السعودية. حتى يكون ذلك بمثابة استئناف لفتح ملف الوحدة العربية على أسس أكثر استنارة مما كان عليه منذ أربعة أو خمسة عقود. كما اقترحت أيضاً على الأردن باعتبار أن مساحتها صغيرة وبها مؤسسة حاكمة مستنيرة ومؤسسة عسكرية قوية أن تدخل سوريا وتساعد على استتباب الأوضاع الأمنية فيها».
وأوضح أن السعوديين شكروني على المقترح، ولكنهم تبرموا منه، لأنهم ليس من طبعهم أو خططهم التوسع على حساب دول أخرى، وكذلك لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم فتوحاً من هذا النوع. وبالنسبة للشأن المصري، قال د. سعد الدين إبراهيم «نعم.. أنا متفائل بالرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو رجل وطني، يرأس مؤسسة وطنية وهي الجيش المصري، تلك المؤسسة الوحيدة في المنطقة التي حافظت على تماسكها، فكل الجيوش في المنطقة انهارت أو تفتتت وتحللت بشكل أو آخر. وأكد أن على السيسي مهمة عظيمة وكبيرة لا تقف في مصر وحدها، ولكن في بقية بلدان الوطن العربي جميعاً. وقال إنني حمدت للرئيس السيسي تصريحه منذ سنتين عندما خاطب الذين عبروا عن مخاوفهم من الهيمنة الإيرانية فقال لهم «مسافة السكة ستكون مصر موجودة» وهذا يدل على وعي قومي بأن الأمن المصري جزء لا يتجزأ من الأمن العربي.
وذكر مدير مركز ابن خلدون «إن إيران لم تجد لها مواطئ قدم في مصر، ولكن هذا لا يعني إغفال استمرار حركة التشيع بين المصريين». مبيناً أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة بدأت الخلية الإيرانية في مصر بحركة تشييع متزايدة، وإنني لا أملك دليلاً على ذلك، ولكن يجب ألا نهمل ظننا «فإن بعض الظن إثم» ويجب أن نتنبه ونقاوم ذلك، ليس بإجراءات أمنية ولكن بإجراءات توعوية ودينية وإنسانية.
وأكد د. سعد الدين إبراهيم أن مؤتمر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الذي جاء بعنوان (المقاومة الوطنية الأحوازية وعاصفة الحزم) فيه من التنبيه والتنويه ما أرجو أن يكون ناقوساً يدق عالم النسيان العربي.
وقال «أظن أن قضية حركة النضال العربي لتحرير الأحواز كانت قضية لا يعرف عنها 95% من العرب ولكن بفضل هذا المؤتمر نرجو أن القضية تنتقل من الهامش إلي بؤرة الوعي العربي لكي يعطي لها كل المناضلين العرب أولوية في دعمهم وتأييدهم وإثارة الموضوع على الرأي العام العالمي».
وأضاف «نرجو أن يتم ذلك وأن نتنبه إلي المخططات الفارسية التي انتقلت من الشاه إلى الخميني إلى خامنئي. ويبدو أنها خط متصل بغض النظر عن تغير الأنظمة في طهران وإنما هناك إصرار فارسي على أن يهيمن على مقدرات الخليج ومنها الهيمنة على مقدرات العالم العربي بشكل كامل».