عواصم - (وكالات): أعلن مصدر برئاسة الجمهورية اليمنية أن «الرئيس عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد اتفقا أمس على عقد مباحثات السلام حول اليمن منتصف الشهر الحالي في جنيف». وزار ولد الشيخ أحمد أمس عدن جنوب اليمن للقاء هادي، سعياً لعقد مباحثات السلام المرتقبة.
وقال مسؤول مقرب من الرئاسة «يسعى المبعوث الأممي إلى انتزاع موافقة من الرئيس هادي على إعلان موعد عقد لقاء جنيف». وأعلن السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت إنه «من المرجح عقد المباحثات منتصف الشهر الحالي في جنيف». من ناحية أخرى، اتهم وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية عز الدين الأصبحي، ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بارتكاب مجازر وحشية في محافظة تعز جنوب غرب البلاد، والتي ترقى إلى حد الجرائم ضد الإنسانية، فيما قتل القيادي الحوثي عبدالسلام الشريف «أبو عدنان»، في معارك صرواح غرب مأرب، بينما أفادت مصادر ميدانية بمقتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على جبهات تعز. وفي وقت سابق، التقى ولد الشيخ احمد هادي في عدن التي أعلنها الرئيس اليمني، المدعوم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سيطرة المتمردين وحلفائهم على صنعاء في سبتمبر 2014. وقال مسؤول مقرب من الرئاسة في وقت سابق «يسعى المبعوث الأممي إلى انتزاع موافقة من الرئيس هادي على إعلان موعد عقد لقاء جنيف يوم 12 ديسمبر الحالي». وأضاف أن المهمة «ستواجه صعوبة كبيرة في ضوء مواقف الانقلابيين السياسية والعسكرية، وأسلوب المماطلة الذي يتبعونه». ونقلت وكالة «سبأ» اليمنية عن المبعوث الدولي قوله بعد لقائه هادي لأكثر من ساعة، أن «موعد المشاورات سيتم تحديده خلال الأيام القليلة القادمة».
ويحاول ولد الشيخ أحمد منذ أسابيع التحضير لهذه المباحثات التي كان من المؤمل عقدها منتصف نوفمبر الماضي. وأعلن السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أنه من المرجح عقد المباحثات منتصف الشهر الحالي في جنيف. كما أشارت المصادر المقربة من الرئاسة إلى أن الحوثيين «لم يقدموا دليلاً» على استعدادهم لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216، خاصة لجهة الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن «الانقلابيين لم يقدموا حتى الآن قائمة بأسماء الوفد المفاوض كما هو متفق عليه، ويصعدون من خلال قصفهم المستمر لأحياء سكنية»، خاصة في تعز ثالث كبرى مدن البلاد التي يحاصرونها منذ أشهر.
وأشار المخلافي إلى أن الحوثيين وحلفاءهم من القوات الموالية للرئيس السابق، يرفضون حتى الآن «تسليم السلاح والسماح للحكومة بالعودة لممارسة مهامها».
وانتقد الوزير، إطلاق الحوثيين محاكمة للرئيس هادي وعدد من معاونيه في صنعاء في 2 ديسمبر الحالي، بتهمة «المساس باستقلال الجمهورية وسلامة أراضيها» عبر طلب دعم التحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين. إلى ذلك، اتهم وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي «ميليشيات الحوثي وصالح» بارتكاب «مجازر وحشية» في تعز، وذلك في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأشار إلى «سقوط 33 قتيلاً وجريحاً من المدنيين بينهم 4 أطفال» خلال الأسبوع الماضي. ميدانياً، قتل القيادي الحوثي عبدالسلام الشريف «أبو عدنان»، في معارك صرواح غرب مأرب، بينما أفادت مصادر ميدانية بمقتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على جبهات تعز. وأوضحت مصادر في المقاومة أن قيادات الجيش الوطني والمقاومة تدرس خطط بدء عملية للتقدم باتجاه المدينة لتطهيرها من الانقلابيين. وكانت المقاومة الشعبية والجيش الوطني نجحا في تعز في التصدي لمحاولات تسلل ميليشيات الحوثي وصالح في عدد من المواقع.
وأوضحت مصادر ميدانية أن القوات المشتركة صدت هجوماً للمتمردين في حي الحصب غرب المدينة، ومحاولة تسلل أخرى للانقلابيين إلى حي الدمغة شرق تعز.
من ناحية أخرى، قتل رئيس محكمة الإرهاب في عدن جنوب البلاد، محسن محمد علوان و4 من مرافقيه، جراء إطلاق نار عليهم من مسلحين مجهولين لدى مرورهم بسيارتهم في حي المنصورة في المدينة، بحسب مصدر أمني.
وأوضح المصدر أن مسلحين اغتالوا كذلك العقيد في الشرطة العسكرية الخضر علي أحمد، بإطلاق النار عليه اثناء مروره بسيارته في المعلا بعدن. من جهة ثانية، لا تزال اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تملك معلومات عن موظفتها التونسية نوران هواس التي خطفها مسلحون في صنعاء قبل 3 أيام، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم بعثة اللجنة في اليمن. إنسانياً، حذرت الأمم المتحدة من انتشار المجاعة في اليمن، والتي باتت تهدد حياة ملايين اليمنيين، فقد أشار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن الإمدادات الغذائية تتدهور في البلاد، حيث باتت العديد من المناطق بحاجة إلى مساعدات إنسانية وغذائية عاجلة. وبحسب برنامج الأغذية فإن 10 من أصل 22 محافظة يمنية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وتقف على بعد خطوة واحدة عن المجاعة، كما أن نحو 14 مليوناً ونصف المليون يمني من أصل 23 مليوناً يعانون من انعدام الأمن الغذائي.