الكل يعلم أن مرض السكري داء خبيث، ينخر في الجسم نخراً، فيتلف العين، ويفشل الكلى، ويؤدي إلى تقرح الأطراف «القدمين واليدين»، وجروح المصاب به قد لا تشفى، إلا ما شاء الله تعالى.ومن كثرة المصابين بالغرغرينا، خصص في مركز السلمانية الطبي، قسم خاص، سمي بالقدم السكرية. وهؤلاء الأشخاص، معذبون، وفي هاجس دائم، بأن أقدامهم ستبتر لا محالة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأي عذاب أكبر من هذا؟.في السابق، كان السل الداء العضال، ويسمى في البحرين (اللي ما يفطره)، تشاؤماً منه، لأن المصاب به قريب من القبر وتوديع الحياة الدنيا، أيضاً يطلق عليه (الشين)؛ لكن الأبحاث الطبية استطاعت اكتشاف دواء له، وبما أن البحرين قريبة من الهند -وكان هذا الداء متفشياً فيها- كان المصاب بالسل يتوجه «القادر مالياً» إلى هناك للاستشفاء، لكن حكومتنا الرشيدة، وبرعايتها للمواطن البحريني طبياً وصحياً، ومحاربة الأمراض المزمنة، أوجدت في السلمانية وحدة خاصة تعنى بالمصابين بهذا المرض، وهناك الكثيرون أنعم الله تعالى عليهم بالشفاء، وقطع دابر هذا المرض إلا شيئاً يسيراً.وكثر الحديث عن مرض السرطان، وهو ورم عضال أيضاً -حفظنا الله تعالى منه جميعاً- وهو ينتشر من مركز إلى الأجزاء القرية منه بسرعة إذا لم يبادر المريض بالعلاج الفوري، وهنا يأتي دور العناية الطبية والتشخيص الدقيق من قبل الأطباء الاختصاصيين.في الآونة الأخيرة، بث تلفزيون البحرين مشكوراً مقابلة مع الدكتور عادل عبدالعال، وهو إنسان وطبيب عطوف، رقيق القلب -كما أحسست أنا به- هو متمكن مما يقوله، ويبشر بالخير، ويدخل الفأل الحسن في القلوب. هذا الطبيب الإنسان، متخصص في علاج جروح السكري بالأكسجين النقي أو المضغوط بمستشفى الملك حمد الجامعي، وأثناء المقابلة المباشرة على الهوا، اتصل به الكثير من المبتلين بداء السكري، من البحرين ومن خارجها خاصة من السعودية، وكانت أجوبته تشافي قبل الدواء، مثلاً، يقول للسعودي مرحباً بك وخذ رقمي من «الكنترول» وحياك الله، هذا الطبيب سفير وخير سفير لنا، كثر الله من أمثاله. وهذا العلاج الحديث -الأكسجين النقي أو المضغوط- يعالج الكثير من الأمراض المستعصية وليس جروح السكري فقط. المطلوب من حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله تعالى ورعاه، وهو خير معين ومجيب بكل نداء فيه صلاح وصحة للمواطن، أن يعمم هذا العلاج والأجهزة التابعة له، في مركز السلمانية الطبي، وفي المستشفى العسكري، لنقول لبتر الأطراف وداعاً ولرئيس وزرائنا حفظه الله تعالى ملء السماوات والأرضيين شكراً، داعين لسموه بطول العمر والصحة والعافية والسلامة من كل سوء، وملتمسين لسموه التوفيق وتسديد الخطى.يوسف محمد بوزيدمؤسس نادي اللؤلؤوعضو بلدي سابق