قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تطيعوا من أمر عليكم»، هذا الحديث من الأحاديث الجامعة التي تجسد حقيقة الإيمان بالله تعالى، وما يعطي الهيبة للأمة الإسلامية المتمثل في الوحدة وأثرها في حياة المسلمين حاضراً ومستقبلاً، أسوة بالعصر الذهبي للدولة الإسلامية في عهد صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام، وصدراً من زمن الخلفاء الراشدين حينما التف المسلمون حول من أمره الله سبحانه عليهم، مؤازرين وناصحين ومطيعين له، ما أطاع الله ورسوله، «وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم».
وبالفتح المبارك الذي تحقق للبحرين على يد أحمد الفاتح الذي أعاد للبحرين وجهها العربي، وما بذله الحكام والأمراء والملوك الذين تولوا مقاليد الحكم من أجل تثبيت أركان الدولة وأمنها واستقرارها واستقلالها، وعدم تبعيتها لأحد، بتأييد ومساندة ومساعدة في كل حقبة من حقب الزمان، من جموع الشعب الذين رفضوا كل أنواع السيطرة الأجنبية وعدم التدخل في الشأن الداخلي، جاء ذلك نتيجة للاستفتاء الذي رعته الأمم المتحدة ووضع حداً لأي ادعاء، إذاً البداية يوم الفتح العظيم والنصر المبين، وأخيراً بإنهاء المعاهدات مع بريطانيا في عهد صاحب السمو المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، الذي أرسى قواعد الاستقلال، ومن ثم هيأ الأرض والأجواء ليكون للشعب دوره في إدارة شؤون البلاد بتأسيس المجلس الوطني المنتخب وفاء للأجداد والآباء والأبناء الذين تصدوا للاستعمار الأجنبي.
لقد كانت البحرين على موعد مع الفجر الجديد عندما تقلد أمور البلاد المجدد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إذ أكمل الحدود الطبيعية والجغرافية للمملكة وعم السلام.
وحتى وقت قريب، لم تكن للبلاد قوة يعتمد عليها للدفاع عن حياضها، وجلالته وضع اللبنات الأولى لقوة الدفاع عندما كان ولياً للعهد، ورعاها إلى أن اشتد عودها وقويت شوكتها للحفاظ على المصالح العليا للوطن ومكتسباته وأيضاً المساهمة في الدفاع عن الوطن العربي.
من أجل حياة كريمة تقوم على المشاركة الشعبية، طرح الميثاق للاستفتاء الشعبي، وتمت الموافقة بشكل منقطع النظير، وصلت نسبته إلى 98.4%، تلاه الدستور، ومن ثم الإدارة المحلية المتمثلة في المجالس البلدية، وأعقبها البرلمان بغرفتيه الشورى والنواب، لتكتمل حلقات الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وإلغاء قانون أمن الدولة، وبزوغ دولة المؤسسات والقانون، على قاعدة راسخة وصلبة، تؤمن للمواطنين الحياة الكريمة من حيث الرعاية الصحية وتسهيل عملية التعليم وتجويد مخرجاته لتغذية سوق العمل بشباب مؤهل مستنير الفكر والبصر والبصيرة، ليقود عجلة الاقتصاد والتنمية، وكشريك فاعل في النهضة الشاملة وإعلاء راياتها في الداخل وفي المحافل الدولية على تعددها وتنوعها.
إن ممثلي الشعب -النواب والشورى والمجالس البلدية- أثبتوا بصدق أنهم حريصون على المصالح العليا للوطن والمواطنين، وأنهم سند للحكومة في كل ما من شأنه المحافظة على المال العام والاستقرار والسلم الاجتماعي والحياة الكريمة، وعدم التفريط في قيمنا وعاداتنا وانتمائنا العربي والإسلامي.
إن ما نراه على أرض الواقع هو ثمرة التكاتف والتعاون بين قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، وجميع المواطنين المخلصين كل في موقعه.
إن النهضة الشاملة التي نتعايش معها على أرض الواقع خاصة البنى التحتية من كهرباء وماء وتطوير المدن والقرى والشوارع والأنفاق، وبناء المدن السكنية لتوفير البيت اللائق بحيث لا تطول فترة الانتظار، وبناء اقتصاد نشط يعتمد عليه، محصن ضد هزات الأسواق العالمية، وعندما هبط سعر البترول عالمياً استطعنا الصمود ووضع الحلول المناسبة لإنقاذ اقتصادنا.
وباستحقاق وجدارة، فإن عيد جلوس الملك المفدى المصادف في 17 ديسمبر من كل عام سيطلق عليه يوم الشهداء اعتباراً من هذا العام بأمر من جلالته وفاء لجنودنا البواسل.
والعيد الوطني المجيد ويوم الشهداء هما عيدان جديدان للملك المفدى وحكومته الرشيدة والمواطنين الأوفياء والوطن العزيز، وبهذه المناسبة السعيدة، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، وإلى جميع المواطنين الأبرار، متمنياً على الله سبحانه وتعالى أن يعيد علينا هاتين المناسبتين أعواماً عديدة، تجمعنا وحدة لا تنفصل والجميع يرفلون في أثواب الصحة والسعادة والعيش الرغيد والأمن والسلام،: «ولقدْ كتبنا في الزبورِ منْ بعدِ الذكرِ أنَّ الأرضَ يرثها عباديَ الصالحونَ».
يوسف محمد بوزيد
مؤسس نادي اللؤلؤ سابقاً
وعضو مجلس بلدي سابق
970x90
970x90