أرض بها الأمجاد والعيش الكريم تجذرا
أرض المحبة والسلام، عرين عز في الورى
أرض الخلود يؤمها من كل فج إخوة
شوقاً لأرض ماؤها طهر وغسل للشرى
أرض يباركها الإله بفضله وبمنه
تبر ثراها، فاضت الخيرات فيها أنهرا
قد خصها الرحمن من نعمائه ملكاً أبى
أن يجعل البحرين حاضرة السماحة والقرى
هذي هي البحرين، يا حمد، وأنت مليكها
أكرم به ملكاً بنى للعدل فيها منبرا
شعب سما بخصاله قد صار رمزاً للندى
سمح ومضياف وفعل الخير فيه تأطرا
شعب أحب الأرض شوقاً لا يفرط في الثرى
فكأن أرض بلاده عين بمهجته ترى
لا فرق في أصل ولادين ولا في مذهب
حب البلاد حياتهم كالدم فيهم قد جرى
والشعب قد شرب السماحة والندى من منهل
من منهل الحب الذي لبنائه حمد انبرى
هذي هي البحرين يا حمد ومنك قد استقت
كل الخصال حميدة حتى استفاضت أبحرا
حرية عمت بلادي لا قيود تحدها
حرية الأفراد في الدستور حتى سطرا
حرية التعبير والأديان أمر واقع
في كل شبر في بلادي، في المدائن في القرى
للفكر والتنوير صارت شعلة لا تنطفي
لايمنع الضوء انتشاراً قول من قد أنكرا
قد رسخ الحرية البيضاء فيك مليكنا
هذا المليك غدا مثالاً قل أن يتكررا
هذي هي البحرين ياحمد غدت بك قبلة
قد أمها الأحرار لا يخشون يوماً جائرا
مجد علا في أرضنا بهر الشعوب تلألؤا
مجداً بنته سواعد كانت عليه الأقدرا
بحرين صرح قد علا في الخافقين ولم يزل
أبناؤها في سيرهم لا ينظرون إلى الورا
في العلم في البنيان في شتى ميادين العلا
لم يثنهم في سعيهم وهن ولا خوف عرى
فقد استمدوا عزمهم ومدادهم في سعيهم
من قائد هو قدوة قولا وفعلاً أبهرا
هذه هي البحرين يا حمد تشع بفضلكم
صارت بلادي في سماء المجد بدراً أنورا
إن الشعوب إذا أرادت عزة وكرامة
تحتاج قطباً قائداً، عقلاً كبيراً نيراً
لا تبلغ الأمم العظيمة مجدها وكمالها
إلا بعزم مناضل من أرضها ليعمرا
يعلو البناء بقدر عزم من اقتفى
درب البناء وغاص فيه وشمرا
عزم الذي حمل اللواء بأرضنا، حمد، سما
من كل شرط، للعطاء وللبناء، تحررا
هذي هي البحرين يا حمد وذا حمد لها
قطب عظيم قائد في المجد كان المحورا
ها قد قدحت قريحتي والفكر عندي جاهداً
علي قليلاً، من كثير خصالكم، أن أسطرا
لكن قدحي للقريحة لم يكن لي مسعفاً
يبقى القصيد وكل قول عن ذراكم قاصراً
أنتم، أبا سلمان، من يعصى على مداحكم
نظم القوافي فيك مهما في الحروف تفكرا
يكفيك فخراً أن مجدك عالياً لا يرتقى
من ينكر الشمس المضيئة في النهار قد افترى
ها أنت يا حمد، وذي بحريننا أعليتها
مهما نفتش في البلاد كمثلكم لا، لن نرى
الدكتور عبدالله بن أحمد منصور آل رضي