عواصم - (وكالات): أعلن مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على استعداد للدعوة لوقف إطلاق النار في 15 ديسمبر الحالي ليتزامن ذلك مع محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة وتجرى في سويسرا، بينما أكد مسؤول من حكومة الرئيس اليمني أن الأطراف المتحاربة في اليمن من المتوقع أن تعلن هدنة إنسانية خلال أيام قبل محادثات الأمم المتحدة. واجتمع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مع هادي في عدن ومع مسؤولين من جماعة الحوثي في العاصمة العمانية مسقط بجدول أعمال مقترح للمحادثات التي قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إنها ستبدأ في 15 ديسمبر. وقال مسؤول في مكتب هادي «الحوثيون وافقوا على مسودة جدول أعمال جنيف وخلال أيام سيتم إعلان هدنة إنسانية والشروع في الإفراج عن السجناء ورفع الحصار عن المدن».
وأكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في صفحته على «فيسبوك» أن الجماعة ناقشت «مكان وتاريخ الحوار المزمع عقده منتصف الشهر الحالي» مع مبعوث الأمم المتحدة.وأعلن وسيط الأمم المتحدة أن الأطراف المتنازعة في اليمن ستستانف محادثات السلام في 15 ديسمبر الحالي معبراً عن ثقته في التمكن من إعلان وقف إطلاق نار مؤقت قبل بدء المفاوضات. وأضاف أنه «شبه أكيد» من إعلان وقف لإطلاق النار قبل المباحثات التي ستعقد على الأرجح خارج جنيف مؤكداً أن الأطراف اليمنية فقط ستشارك في المفاوضات «التي ستستمر بقدر ما هو ضروري». والوفود تشمل ممثلين عن حكومة الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين ومسؤولين من المؤتمر الوطني العام الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأوضح «يبدو أن كل الأطراف رحبت بفكرة إعلان وقف إطلاق نار» لافتاً إلى أن التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم يبقى احتمالاً بعيد المنال وسيكون رهناً بالمفاوضات.
وبحسب وسيط الأمم المتحدة فإن الرياض قالت إنها ستلتزم بوقف إطلاق النار وتعلق حملتها الجوية طالما أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ماضٍ في الخطة.
وسيضم كل وفد مفاوض من الوفود الثلاثة 12 عضواً بينهم 8 مفاوضين رسميين و4 مستشارين.
ولم يتم بعد وضع اللمسات النهائية على تشكيلات الوفود وخصوصاً مع إصرار الأمم المتحدة على إشراك المزيد من النساء بحسب ما قال الوسيط الدولي.
وستركز المفاوضات على 4 محاور رئيسية بينها بنود اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وسحب المجموعات المسلحة من المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلى جانب «إجراءات بناء ثقة» تشمل تسهيل وصول الوكالات الإنسانية إلى مناطق في البلاد تم فيها قتل وخطف عاملين إنسانيين.
وياتي الأعلان عن استئناف المحادثات غداة مقتل محافظ مدينة عدن في هجوم تبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. وصباح أمس قتل محافظ عدن اللواء جعفر سعد و6 من مرافقيه في تفجير وقع في حي التواهي وسط عدن. وكان سعد عين مؤخراً في منصبه واعتبر من المقربين من هادي الذي عاد إلى عدن الشهر الماضي بعد أشهر من المنفى في الرياض.
وأصدر الرئيس اليمني قراراً بتعيين محافظ جديد لعدن هو العميد عيدروس قاسم الزبيدي.
وتحظى عدن بأهمية رمزية في النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من عام إذ أعلنها الرئيس هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد فترة من سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014. وقد عاد إليها من الرياض منتصف نوفمبر الماضي.
إنسانياً، تدهور الوضع الإنساني في اليمن إلى حد كبير بحسب ما ذكر الممثل المقيم لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، جورج أبو الزلف، مشيراً إلى أن «قرابة 20 مليون يمني باتوا على شفير الهاوية، وبحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة».