شدد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على أن المنطقة تشهد هجمة تتشابك فيها ظواهر العنف والإرهاب والتطرف التي لا هدف لها إلا إعاقة جهود الدول وعرقلة خطواتها في مجال التنمية، وهو الأمر الذي يحتاج من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أن تكون أكثر انتباهاً ويقظة في التعامل مع هذه الأخطار والتحديات.
وجدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في لقاء صحافي مع صحيفة «الرياض» السعودية تنشره اليوم وأجراه مراسل الصحيفة بالمنامة مشعي البريكان بمناسبة انعقاد القمة السادسة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، التأكيد على أن الاتحاد الخليجي خيار استراتيجي في عالم أصبح لا يعترف إلا بالتكتلات، فالاتحاد بالإضافة إلى أنه يوفر مظلة قوية ومتماسكة تعزز الأمن الجماعي، فإنه أيضاً يوجد كياناً اقتصادياً عملاقاً يوفر المتطلبات اللازمة لتحقيق آمال شعوب دول المجلس في الرخاء والرفاهية.
وأضاف سموه أن قيام مجلس التعاون قبل أكثر من ثلاثة عقود كان استجابة لما تطمح إليه الشعوب الخليجية، وعلينا أن ندعم هذه المسيرة الخيرة ونعزز من قدراتها بما يحقق الآمال التي نرجوها لحاضرنا ومستقبلنا.
خادم الحرمين ناصر للحق
وأكد سموه أن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية في دعم القضايا العربية والإسلامية ونصرة الحق والعدل شكلت أساساً متيناً أسهم في حفظ أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة وعزز من قدرتها على الصمود في مواجه مختلف التحديات.
وأضاف سموه أن المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة كانت وستظل السند القوي لجميع أشقائها، ومواقفها الداعمة والمساندة للدول العربية والإسلامية مشهودة وموضع تقدير واحترام من الجميع.
وقال سموه إن «قمة دول مجلس التعاون التي تستضيفها المملكة العربية السعودية ننظر إليها بالأمل والتفاؤل في غد أكثر إشراقاً لأوطاننا وشعوبنا الخليجية، وأن هذه القمة سوف تعمل على توطيد كيان مجلس التعاون وتوسع في آفاق عمله المشترك في ظل ما يدور حولنا من صراعات».
وأكد أن الظروف الراهنة التي تنعقد فيها «قمة الرياض» تكسبها أهمية خاصة نظراً لجدول أعمالها الزاخر بالموضوعات التي تهدف إلى النهوض بالعمل الخليجي المشترك، وتطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة وما لها من تداعيات سياسية واقتصادية وأمنية على المنطقة.
وأكد سموه أن شعوب دول مجلس التعاون تنتظر نتائج القمة وتحدوها آمال عريضة وتفاؤل كبير في أن يخرج القادة بقرارات تعزز من الأمن الخليجي وتصون مكتسبات ومنجزات دول المجلس السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأعرب سموه عن ثقته بحكمة وقدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على إنجاح القمة من خلال ما وفرته المملكة العربية السعودية من إمكانيات تعزز مسيرة التكامل بين دول المجلس.
وأعرب سموه عن ثقته في حكمة قادة دول مجلس التعاون وقدرتهم على اتخاذ القرارات التي تعزز التعاون بين دوله، وتصون مكتسبات ومنجزات هذه الدول، والتعامل مع التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم بما يصون أمن هذه الدول ويساهم في تحقيق المزيد من التنمية.
الأمن أولوية
وشدد سموه على أن الأمن يجب أن يكون له الأولوية على ما عداه من أهداف، فالأمن والاستقرار يشكلان محورين أساسيين لمواصلة مسيرة التنمية، وعلى دول المجلس أن تزيد من أطر التنسيق والتعاون الثنائي بالشكل الذي يعزز من قدراتها لتكون أكثر منعة وقدرة على التصدي لكل محاولات الفوضى والتقسيم التي يراد لها أن تدخل فيها.
ونوه سموه إلى أن تطلعات شعوب المنطقة نحو التكامل والوحدة أكثر بكثير مما هو في الواقع، ولذا فإن الأمر يتطلب ردم هذه الفجوة بالمزيد من التعاون الذي يلبي طموح شعوب المنطقة، وعلينا أن نبذل مزيداً من الجهد الذي يفي بحاجات وتطلعات أجيالنا القادمة.
وأكد سموه أنه بالإرادة والعمل نستطيع أن نقدم الكثير لشعوبنا خاصة في ظل ما يمر به الوضع الاقتصادي من ضغوط بسبب تقلبات الأسواق الدولية خاصة أسعار النفط، وأن يعمل الجميع بروح إيجابية حتى نتجاوز هذه الأزمة والتصدي لها بنجاح.
وقال سموه إن «علينا أن نعقد العزم على تعاون غير محدود وبدون حواجز شأننا في ذلك شأن الكيانات الاقتصادية والسياسية الكبيرة، وأن يكون هذا الهدف هو موضع الاهتمام فالمصير والأمل والمستقبل واحد».
وأوضح سموه قائلاً إنه «يتوجب علينا مواجهة التحديات الراهنة بفاعلية أكبر وإيلاؤها مزيداً من العناية والاهتمام بما يوفر لشعوب دولنا العيش في أمن وسلام».
وشدد سموه على ضرورة توسيع مجالات التعاون وبخطوات واثقة، وأن تكون كل قمة خليجية أملاً وإنجازاً جديداً يعزز من مسيرة التعاون ويقوي دعائمها وقدراتها في مواجهة ما يتهدد دول وشعوب المجلس من مخاطر وتحديات سياسية وأمنية واقتصادية.
وأضاف سموه أن ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات متسارعة وغير مسبوقة يحتم على دول مجلس التعاون أن تتعامل مع هذا الواقع بطرق غير تقليدية من شأنها الحفاظ على استقرارها وأمن شعوبها، وهو ما يتطلب أن تعقد القمة الخليجية وفقاً للظروف أكثر من مرة من أجل مزيد من التنسيق المشترك.
المزيد من التخطيط المنظم
وقال سموه إننا «على يقين بأن دول المجلس لديها من الوعي والقدرة على فهم الأحداث ما يمكنها من تجاوز تبعات هذه المرحلة الدقيقة، والانطلاق إلى مستويات أعلى من التنمية والتطوير، فالعزم والتوجه الصادق كفيل بمستقبل مشرق لحاضرنا وأجيالنا القادمة».
وأكد سموه أن استمرارية انعقاد القمم الخليجية منذ الانطلاقة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تمثل تأكيداً جلياً لمدى إدراك قادة دول المجلس لأهمية وحدة الصف والكلمة.
وأكد سموه أن ما نحتاج إليه هو المزيد من التخطيط المنظم وتوسيع مجالات التعاون، فنحن الآن نعيش في عصر التكتلات الاقتصادية والسياسية، وعلينا أن نقوي دعائم وقدرات دول المجلس في مواجهة ما يتهددها من أخطار».
وقال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء: «إن ما يجري من حولنا الآن لا يمكن قراءته بعيداً عن ما شهدته المنطقة في الأعوام القليلة الماضية من محاولات لتفتيت وتقسيم الدول وتأليب الشعوب على بعضها البعض، وهو ما يحتاج منا إلى أن نكون أكثر قدرة على تحليل تفاصيل المشهد بدقة، وأن نزيد من تقاربنا وتعاوننا وتحصين دولنا من كل أشكال الاختراق والتأثير».
وأكد سموه أن البحرين تحت قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، جعلت من تعزيز العمل الخليجي المشترك في صدارة سياساتها واستراتيجيتها إيماناً منها بوحدة الهدف والمصير التي تجمعها بأشقاء في مجلس التعاون.
وأشاد سموه بالعلاقات الأخوية التي تربط بين البحرين والمملكة العربية السعودية، وما تتمتع به من خصوصية ترتكز على تاريخ ومصير مشترك، منوهاً سموه بالدور الهام الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في النهوض بمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على كافة المستويات.
وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، عن تمنياته لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتوفيق والنجاح في تحقيق تطلعات وآمال المواطنين، داعياً الله العلي القدير أن يسدد خطواتهم على طريق الخير، وأن يكلل جهودهم نحو كل ما يحقق لشعوبهم المزيد من المكتسبات، وأن تشكل هذه القمة منعطفاً جديداً في مسيرة مجلس التعاون بتعاملها الحكيم والصائب مع المتغيرات وتصديها الحاسم للمصاعب والتهديدات.