الرياض - رئيس التحرير
«هناك دبلوماسية بحرينية نشطة واضحة في قمة مجلس التعاون بالرياض»، هذا ما قاله دبلوماسي خليجي رفيع المستوى متحدثاً لـ»الوطن» أمس قبيل انتهاء القمة في أروقة قصر الدرعية بالعاصمة السعودية.
التصريح الدبلوماسي المقتضب كانت له دلالات واضحة بعد تلاوة البيان الختامي الذي كشف عن مكاسب بحرينية لافتة حققتها المملكة في قمة «تحصين الخليج».
القادة الخليجيون أعلنوا استضافة البحرين للقمة الخليجية الـ37 المقرر إقامتها أواخر العام المقبل، بينما رحب جلالة الملك بقادة دول المجلس في قمة البحرين المقبلة التي ستكون سابع قمة خليجية تستضيفها المملكة منذ استضافتها قمة عام 1982 والقمة الأخيرة في 2012.
البحرين التي استضافت 16% من القمم الخليجية تميزت استضافاتها لها بأنها دائماً ما تعقد في ظروف صعبة بها تحديات إقليمية ودولية، فالقمة الأولى عام 1982 تزامنت مع بداية الخطاب الإيراني لتصدير الثورة للخارج إبان المرشد الخميني، وتزامنت أيضاً مع بواكير الحرب العراقية الإيرانية.
وجاءت القمة الثالثة عام 1988 في ظروف نهاية الحرب الباردة المعقدة آنذاك، لتعقبها قمة 1994 وهي الرابعة في البحرين وناقشت الترتيبات الأمنية في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت.
وكانت قمة 2000 أولى القمم الخليجية في الألفية الجديدة بمرحلتها المختلفة، وفي العام 2004 استضافت المملكة القمة الخامسة لها، وأطلق عليها «قمة زايد» تخليداً لدور مؤسس الاتحاد في الإمارات في بناء المنظومة الخليجية.
والقمة الأخيرة في البحرين كانت عام 2012 وبحثت نتائج الفوضى في المنطقة وتداعياتها المستقبلية بعد اندلاع الثورات في الشرق الأوسط، وطرح فيها الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز مبادرته التاريخية بالانتقال من مرحلة التكامل إلى الاتحاد.
وتمثل المكسب البحريني الثاني في الإدانة الخليجية لأعمال الإرهاب التي تعرضت لها المملكة، وتقدير المجلس لجهود الأجهزة الأمنية البحرينية في إحباط عمليات تهريب الأسلحة القادمة من إيران وإدانة تدخلات الأخيرة في الشؤون الداخلية للمملكة.
المكسب البحريني الآخر في قمة الرياض كان الموافقة الخليجية على التجديد للأمين العام الحالي د.عبد اللطيف الزياني لفترة ثالثة بناءً على طلب البحرين، ما يؤهله لتولي المنصب الخليجي الأهم حتى أبريل 2020.
وتولى الزياني منصب الأمين العام في أبريل 2011 وكان خامس أمين عام للمجلس، وهو أول من يتولى هذا المنصب من المؤسسة العسكرية خليجياً، ويتوقع له أن يكون ثاني من يتولى هذا المنصب لفترة طويلة بعد الكويتي عبد الله بشارة الذي تولى المنصب لنحو 12 عاماً.
يبدو العام المقبل حافلاً بتطورات مهمة للدبلوماسية البحرينية التي تنتظرها الكثير من الملفات الإقليمية البارزة، والقضايا الدولية المعقدة.