كتب - حذيفة إبراهيم:
قال الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة د.عادل الزياني، إن: «البيئة» رفعت تقريراً عاجلاً إلى المختصين في وزارة «البلديات»، يقضي بضرورة العمل على الشفط العاجل لمياه»مستنقع السيف»، وردم الحفرة، التي تشكلت على مدى سنوات، مضيفاً أن «البيئة»، عملت بعد شكوى صحيفة «الوطن»، عن المستنقع، على انتداب خبراء بيئيين، لإجراء زيارة ميدانية للموقع موضوع الشكوى، وتحليل مياه المستنقع التي تبين أن المياه تحولت إلى اللون الوردي بسبب بكتيريا معينة.
وعزا الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة، سبب تشكل المستنقع في منطقة السيف بالقرب من أحد المجمعات التجارية، إلى تفريغ بصورة غير قانونية لمياه الصرف الصحي من قبل صهاريج أو غيرها.
وكان عدد من موظفي شركة «فيفا» وشركات أخرى عاملة في منطقة السيف اشتكوا من وجود «مستنقع مائي» مليء بالحشرات والقوارض «ذات الحجم الكبير» في المنطقة بالقرب من شركاتهم، حيث تواصلت «الوطن» مع «المجلس الأعلى للبيئة» يوم الإثنين الماضي، الذي انتدب خبراءه يوم أمس بشكل مباشر.
وأضاف الموظفون، أن «المعنيين لم يجدوا منذ عدة سنوات حلاً للمستنقع المائي، رغم وجود عدة شركات أجنبية وبحرينية عاملة في المنطقة القريبة منه، إضافة إلى قربها من أحد أكبر المجمعات التجارية في البحرين، وقرب فنادق راقية جداً، ما يشكل منظراً غير حضاري بالنسبة للسياح وزوار المملكة».
وأوضحوا أن «مثل تلك المستنقعات المائية، تتسبب بأضرار صحية وبيئية كبيرة للموجودين والقاطنين بالقرب منها، فضلاً عن أنها تسيء إلى المنظر الحضاري للمملكة، كونها تقع في أحد أرقى المناطق وفي قلب العاصمة». وأشاروا إلى أنهم لا يستطيعون الخروج من أعمالهم إلى مركباتهم إلا بعد «تغطية الأنف» من الرائحة الكريهة التي تملأ المكان، فضلاً عن اكتشافهم مرات عديدة لوجود قوارض كالفئران وغيرها بأحجام كبيرة ومخيفة. وتساءلوا عن دور الجهات المعنية في «البلديات» وهيئة حماية البيئة، ووزارة الصحة عن تلك الأماكن، مشيرين إلى أن الخوف الأكبر يقع خلال دفانها في حال إقرار ذلك وما ستتسبب به من مشكلات بالنسبة لخروج القوارض والزواحف منها.
وأضافوا، أن «لون البركة تحول إلى «وردي» مع وجود لطحالب وحشائش كبيرة نمت فيها خلال الفترة الماضية، وهو ما ينذر بكارثة بيئية قد تكون خطيرة في تلك المنطقة».
وقال الزياني إنه: «بعد إجراء الفحوصات والتحاليل للعينات، خرجت النتائج بأن مستنقع المياه تحول إلى اللون الوردي نتيجة لنشاط بكتيري مكثف لم يتم التعرف على مصدره الحقيقي حتى الآن».
وأضاف أنه «يمكن إرجاع السبب في ذلك إلى وجود صهاريج مياه صرف صحي، تم تصريفها بصورة مخالفة للقانون في المكان، إلا أن المستنقع قديم، بدليل وجود أعشاب نمت في تلك الأرض المنخفضة والمحاطة بأراضٍ مدفونة».
وأوضح الزياني، أن «انخفاض الأرض مقارنة بالأراضي المجاورة لها، أدى إلى ارتفاع المياه السطحية بصورة كبيرة، مضيفاً أنه بعد أخذ العينات تم رفع تقرير لـ «البلديات» يتضمن ضرورة إجراء شفط عاجل للمياه، إضافة أن التقرير، تضمن مطالبة الوزارة بالتواصل مع ملاك الأرض لتغطيتها بطبقة رملية أو دفنها بالكامل لتصبح بنفس مستوى الأراضي المجاورة».
وأوضح أن عمق الأرض من متر – متر ونصف، وأن وجودها غير صحي في تلك المنطقة، ومنظرها سيء خصوصاً وأنها في أحد أكبر المناطق التجارية في البحرين، ما يضر بسمعة المملكة.
وأشار إلى أن الروائح المزعجة الموجودة سببها النشاط البكتيري، إلا أنها ليست خطرة بشكل كبير على الصحة كون المنطقة مفتوحة والرياح متحركة فيها، حيث لو كانت المنطقة مغلقة لأصبحت الروائح مضرة بشكل أكبر على الصحة، مؤكداً أنها مزعجة للإنسان القاطن في المنطقة أو حتى المار فيها.
وأكد الزياني ضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة بأسرع وقت ممكن في المنطقة، كي لا تشكل أي ضرر على الناس، مشيراً إلى أن توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء واضحة بذلك الشأن منذ طرح مشكلة المستنقعات في قلالي وغيرها من المناطق.
وأعرب الزياني عن شكره لصحيفة «الوطن» على متابعتها لتلك المواضيع، التي تسبب مشكلات صحية للمواطنين، مضيفاً أنه يمكن للمواطن نفسه تقديم شكوى عن طريق الاتصال على الرقم 80000112، ومن خلاله يتم تحويله للمختصين أو المفتش الفني بشكل مباشر». وأكد أن «أي شكاوى من اختصاص المجلس الأعلى للبيئة، يتم اتخاذ إجراءات فيها بشكل مباشر وفقاً للصفة والصلاحيات القانونية المناطة به، إلا أنه وفي حال الحاجة لجهات أخرى كـ»البلديات» أو «الأشغال» أو غيرها يتم التواصل معهم بشكل رسمي». وأضاف «عندما تكون هناك مستنقعات، تنمو مع الوقت فيها بعض البتكيريا، سواء أكان المستنقع بسبب تسريب في مياه الصرف الصحي، أو غيرها، وبحسب نوع البكتريا يتغير لون المستنقع تدريجياً سواء البني أو الأحمر أو الأخضر أو غيرها، نظراً لانخفاض نسبة الأوكسجين فيها».