بالمختصر المفيد
أظهرت قائمة بأسماء فصائل المعارضة السورية التي اجتمعت في السعودية أن جماعات المعارضة المسلحة ستشكل أكبر مجموعة في الهيئة المشتركة للمفاوضات والتي من المقرر أن تجري محادثات مع حكومة الأسد، التي زادت تصريحاته أمس برفضه الجلوس مع المعارضة، الأمر تعقيداً في إمكانية عقد المفاوضات المرتقبة بداية الشهر المقبل، بينما شكل «اتفاق الرياض» ضربة لإيران الداعم الرئيس لنظام الأسد، وفقاً لمراقبين.
عواصم - (وكالات): استقبل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ممثلين للمعارضة السورية في الرياض، بينما باشر أعضاء الهيئة العليا للمعارضة اجتماعاتهم للوصول إلى ملامح الوفد وخارطة الطريق خلال المرحلة المقبلة، فيما اعتبر عضو الهيئة السياسية وسفير الائتلاف السوري في تركيا د. نذير الحكيم، «وجود التباينات في وجهات النظر بين فصائل المعارضة السورية أمراً طبيعياً كما هو قائم في كافة فصائل المعارضة الأخرى»، مشدداً على أن «السعودية برهنت على وحدة السوريين»، مضيفاً أنه «لا يهمنا ما تقوله إيران فهي شريك للأسد في القتل».
وأكد الملك سلمان أن السعودية «حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا، وأن تعود بلداً آمنة مستقرة»، وبين أن بلاده تستهدف جمع كلمة السوريين حتى ترجع كما كانت في الماضي.
وأشار العاهل السعودي إلى أن السعودية تقف مع سوريا لأنها تتمني لها الخير، وقال في هذا الصدد «نحن الحمد لله لسنا في حاجة لشيء، لكن في حاجة أن نكون يداً عربية واحدة، أمة عربية واحدة، نأمل منكم إن شاء الله الخير والسداد لما فيه خير لإخواننا في سوريا».
وكانت قوى المعارضة السورية أنهت اجتماعها في الرياض أمس الأول بإصدار بيان ختامي شدد على ضرورة التسوية السياسية للقضية السورية، بناء على بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة، ودون أي إخلال بثوابت الثورة السورية ومبادئها.
ونص البيان على أن «يترك بشار الأسد وزمرته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية»، وأكد «حل الكيانات السياسية المعارضة حال تكوين مؤسسات الحكم الجديد».
واتفق الحاضرون -بعد يومين من الاجتماعات- على تشكيل هيئة موحدة أطلق عليها اسم «الهيئة العليا للمفاوضات»، سيكون مقرها الرياض، لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي، وتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام السوري.
وباشر أعضاء الهيئة العليا اجتماعاتهم للوصول إلى ملامح الوفد وخارطة الطريق التي ستسير عليها المعارضة خلال المرحلة المقبلة.
وفي مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأول، قال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز الصقر -الذي ترأس المؤتمر- إن وفداً من المعارضة سيلتقي وفداً من النظام في الأيام العشرة الأولى من يناير المقبل.
وحظيت خطوة المعارضة بترحيب متحفظ من الولايات المتحدة، وقال وزير خارجيتها جون كيري إنه لا تزال هناك بعض المسائل التي تحتاج إلى حل بهدف التوصل إلى اتفاق بين أطياف المعارضة السورية، غير أنه عبر عن ثقته بأن هذه القضايا قابلة للحل.
في المقابل، رأى المتحدث باسم الكرملين أن تحديد مصير الأسد يعود للشعب السوري وليس إلى روسيا، وأشار إلى استمرار الخلاف بشأن تصنيف ما وصفها بالمنظمات الإرهابية المنضوية في المعارضة السورية.
وقال الأسد إن دولاً تريد أن تشارك «جماعات إرهابية» في محادثات سلام اقترحتها قوى عالمية وإنه لا يعتقد أن أحداً في سوريا يمكن أن يقبل مثل هذه المحادثات.
من جانبه، قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا تقدم أسلحة «للسلطات الشرعية» في سوريا في إشارة إلى تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إمدادات أسلحة للجيش السوري الحر. وكان بوتين قال في وقت سابق إن روسيا تدعم الجيش السوري الحر المعارض بتقديم الدعم الجوي والسلاح والذخيرة في عمليات مشتركة مع القوات السورية ضد المتطرفين.
وأمر بوتين الجيش الروسي بالرد بـ «منتهى الحزم» على أي قوة تهدده في سوريا بعد 3 أسابيع من إسقاط تركيا قاذفة روسية فوق الحدود السورية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الأخير سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلاثاء المقبل للبحث في الملف السوري وسبل مكافحة «داعش».
ميدانياً، قتل 26 شخصاً وأصيب 120 جراء 3 عمليات انتحارية تبناها تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي واستهدفت بلدة تل تمر في محافظة الحسكة التي تقع تحت سيطرة الأكراد شمال شرق سوريا.