حذيفة إبراهيم


مضت قرابة الخمس سنوات منذ أن بدأت في عالم الإعلام مع صحيفة «الوطن»، هذه المؤسسة الوطنية التي تبوأت مكانتها خلال زمن قصير وأصبحت مصدراً للمعلومة والخبر الصادق خلال 10 سنوات.
خلال أعوامي الخمسة في الصحيفة، تعلمت الكثير، رغم صعوبة البداية نظراً للمعايير العالية التي تطلبها الصحيفة من محرريها.
مازلت أذكر حينما أدخل استجواباً من قبل رؤسائي لدى حيازتي أي معلومة هامة قبل النشر، ومطالبتهم المستمرة لي بالتحقق من كل كلمة في تلك المعلومة، حتى يتسنى لهم نشرها على الصفحات، ورغم تذمري حينها من كثرة التساؤلات حول أي معلومة، إلا أنني أدركت بعد فترة أن الكلمة الواحدة قد تهز مجتمعاً كاملاً.
الحقيقة التي أدركتها كانت «الوطن» قد أدركتها منذ التأسيس؟ فاعتمادها على قامات إعلامية كبيرة، ساهم في وضع منهج متميز لها، سرعان ما أخذ مكانته في الأوساط الإعلامية.
تلك الحقيقة ذاتها أغفلت عنها عدة مؤسسات تعنى بالإعلام، فأصبحت معول هدم في المجتمع والدولة بدلاً من أن تكون حجر الزاوية في البنيان.
خلال أعوامي الخمسة أيضاً، كانت دائماً ما توجه لي تساؤلات حول جدوى الصحافة الورقية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأن الإعلام مجال متجدد دوماً ولا يعتمد على التقليدية، إلا أن الإجابة الحاضرة هي بقاء الصحافة الورقية متربعة على عرشها طوال القرن الماضي رغم استحداث الراديو والتلفزيون، وغيرها من وسائل الإعلام التي استحدثت.
اليوم تحتفل «الوطن» بعامها العاشر، بعد أكثر من مائة عام على أولى الصحف الورقية التي صدرت في العالم، وهي مستمرة في العطاء رغم كل المعوقات التي قد تواجه أي مؤسسة أو وسيلة إعلامية، والعداء الموجود من قبل أعداء النجاح، إلا أن الحب من جمهورها، والخط الوطني الصادق الذي تسير عليه بكل تأكيد هو ما يدفعها للمزيد من العطاء.
أحببت في مقالي الأول، أن أعبر ولو بالقليل عن شكري وتقديري للمؤسسة التي كونت اسمي الإعلامي، فالفضل يجب أن ينسب لصاحبه، فشكراً لكل من كان له فضل علي، والشكر بالنيابة أيضاً عن كل الطاقات الإعلامية التي أنتجتها «الوطن»، من أبناء هذا البلد.