بالمختصر المفيد
يضيق الخناق على المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح شيئاً فشيئاً، على المستوى العسكري، بفعل ضربات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الأمر الذي أجبرهم على الرضوخ لدبلوماسية دول التحالف والقبول بالمشاركة في مفاوضات السلام الأممية المقرر أن تنطلق بعد غد الثلاثاء في جنيف، بهدف الوصول لاتفاق حول حكومة جديدة.
والاثنين الماضي بعث الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يبلغه أنه طالب ببدء هدنة لسبعة أيام قابلة للتجديد الثلاثاء المقبل بالتزامن مع انطلاق المحادثات. وقدم المتمردون لائحة إلى الأمم المتحدة تتضمن أسماء المشاركين في الوفد الذي سيمثلهم خلال المحادثات. وسرت معلومات تفيد بأن الحوثيين تباطؤوا في إرسال لائحة بأسماء المشاركين بغية تأخير المفاوضات. غير أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد أكد أن المتمردين المدعومين من إيران سيشاركون في المحادثات. وأشار مصدر في صفوف الجماعة المتمردة إلى أن لائحة الأسماء تضم «رئيس الوفد محمد عبد السلام، والأعضاء مهدي المشاط، سليم المغلس، وحميد عاصم، بالإضافة إلى المستشارين عبد الإله حجر وناصر سالم باقزقوز، والمستشار العسكري العميد عبدالله يحيى قاسم». ويشارك في المحادثات أيضاً، ممثلون عن الحكومة الشرعية، ومسؤولون من المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس المخلوع صالح.
عواصم - (وكالات): حذرت اللجنة الطبية العليا بمحافظة تعز جنوب اليمن من عواقب كارثية حقيقية لانعدام إسطوانات الأوكسجين بشكل كلي في مستشفيات المدينة، بينما صادر المتمردون الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح 31 شاحنة مساعدات عند أحد مداخل المدينة، فيما شنت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل»، بقيادة المملكة العربية السعودية، غارات جوية مكثفة على مواقع الانقلابيين في تعز، منها أحياء الجحملية وصالة، كما قصفت مواقع في مديرية المسراخ والراهدة والشريجة ومواقع جبل النار في المخا ومديرية الوازعية، كما استهدفت الغارات مواقع الميليشيات في الخوخة بمحافظة الحديدة، ومواقع أخرى في جنوب مدينة الحديدة.
وأكدت اللجنة الطبية في بيان أن ما تبقى من المستشفيات بالمدينة قد أوقفت العمليات الجراحية كافة، وأنها بحاجة طارئة للأوكسجين، خاصة في غرف العناية المركزة جراء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي وقوات صالح على المحافظة.
وشددت اللجنة الطبية على أن استمرار منع دخول مادة الأوكسجين إلى مستشفيات تعز سيؤدي بالضرورة إلى وفاة كثير من المرضى والمصابين.
وطالبت اللجنة المنظمات المحلية والدولية والبرامج العاملة وفاعلي الخير بالإسراع للإسهام في مساعدتها لتجاوز هذا الوضع، ومنع توقف مستشفيات المدينة عن تقديم خدماتها.
يأتي ذلك بينما أفادت مصادر بأن الحوثيين صادروا 31 شاحنة مساعدات عند أحد مداخل مدينة تعز وسط حصار خانق يواصلون ضربه حول المدينة.
وسقط مدنيون جرحى وقتلى في قصف عشوائي على عدة أحياء بتعز، بالتزامن مع استمرار فرض الحوثيين الحصار على المدينة ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات إليها.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر بأن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، صدت هجوماً استهدف نقطة المغيالة التابعة لقطاع الحرث في جازان جنوب غرب السعودية على الحدود مع اليمن، وقد أسفرت الاشتباكات عن وقوع نحو 80 قتيلاً من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع.
وقتل 23 من ميليشيا الحوثي وقوات صالح في قصف لطيران التحالف ومواجهات مع الجيش والمقاومة، في حين أصيب 4 أشخاص من الجيش والمقاومة في تعز.
وكانت المقاومة الشعبية أعلنت أنها صدت مع قوات الجيش محاولة تسلل لميليشيا الحوثي والمخلوع إلى مواقع جنوب المدينة.
وتشهد تعز حرب شوارع بين المقاومة ووحدات من الجيش الوطني، وبين الحوثيين وقوات موالية لصالح، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى ونزوح آلاف السكان بعد دمار واسع بالمباني والممتلكات.
وفي الجوف، قتل نحو 17 حوثياً، وأُصيب آخرون خلال المعارك مع المقاومة والجيش الوطني في مواقع عدة. وسيطرت المقاومة الشعبية في الجوف على مواقع إستراتيجية تابعة لمديرية الحزم، حيث أصبحت على بعد عدة كيلومترات من مركز المحافظة. وفي مأرب، سيطرت المقاومة والجيش الوطني على مواقع إستراتيجية في منطقة الربيعة بصرواح.
من ناحية أخرى، قال رئيس وفد جماعة الحوثي محمد عبدالسلام إن وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية اليمنية سيبدأ غداً عشية المحادثات المقررة في سويسرا هذا الأسبوع.
ودعت الأمم المتحدة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثي لإجراء محادثات سلام في سويسرا بدءاً من بعد غد الثلاثاء بعد أن اتفق الجانبان على مسودة جدول أعمال وقواعد أساسية للمحادثات. وقال خالد بحاح رئيس الوزراء في حكومة هادي إنه عازم على إنهاء الصراع.