قال كبير الاقتصاديين بمجلس التنمية الاقتصادية د.يارمو كوتيلين، إن القطاع الصناعي يمكنه أن يلعب دوراً أكبر من دوره الحالي في التنويع الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحاً أن هناك فرصاً هائلة لإحلال الواردات بأخرى محلية.
وأكد أن آثار التصنيع الهائلة لا تنحصر فقط في زيادة القيمة المضافة، بل تتعداها إلى الابتكار والبحث والتطوير، وهي مقومات تدعم أسس الاستدامة نحو قطاع متطور.
وأضاف «القطاع يمكنه أن يخلق وظائف ويساهم في تنويع القاعدة التصديرية من المنطقة.. وجود قطاع تصنيع متطور كفيل بأن يشجع على تقديم الخدمات ذات الصلة كالاستشارات والتعليم والتدريب».
جاء ذلك في تعليقه على استضافة البحرين لـ»قمة مينا الصناعية» خلال الربع الأول من 2016، والتي ستتناول على مدى يومين العديد من موضوعات التحديات التي تواجه القطاع الصناعي في دول المنطقة وتقترح الحلول لهذه التحديات.
وستناقش القمة عبر 6 جلسات نقاشية يستحوذ اليوم الأول من القمة على 4 من هذه الجلسات وهي: مستقبل التصنيع والرؤى الصناعية، واستدامة القوى العاملة في القطاع الصناعي، والتكامل الصناعي بين اقتصاديات المنطقة، والمناطق الصناعية في دول منطقة التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن اليوم الأول سيشمل عرضاً لعدد من المشاريع الصناعية المتميزة في البحرين ودول المنطقة التي تستقطب المستثمرين.
وسيناقش اليوم الثاني من انعقاد القمة جلستين نقاشيتين الأولى تتناول مدى تطور قطاع الصناعات التحويلية في منطقة الشرق الأوسط، وجلسة هامة أخرى تتناول التنويع الاقتصادي وأهميته في الاقتصاد.
وأضاف كوتيلين: «القطاع الصناعي سيظل جزءاً ديناميكياً للاقتصاد الإقليمي لعدة أسباب أبرزها أن التصنيع واحد من أكثر الطرق المنطقية لدول المنطقة التي تمكنها من رفع القيمة المضافة لمواردها الطبيعية وعلى رأسها النفط والغاز، وهي الحقيقة التي أكدت عليها العديد من الاقتصادات الإقليمية في خططها التنموية».
وشدد على أن دول المنطقة، لديها فرص كبيرة غير مستغلة ضمن سلسلة الإنتاج في الصناعات التي تزاولها. فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن التصنيع الأساسي بلغ مستوى متطوراً في المنطقة، إلا أنه مازال يمكن رفع قيمته بشكل أكبر عن طريق خلق المزيد من الصناعات التحويلية.
وتابع: «الصناعات التحويلية تميل إلى توظيف المزيد من الأيدي العاملة، ولهذا فإن خطط ربط إنشاء خط الصهر السادس في ألبا مع صناعات تحويلية مكملة تعد بفرص وافرة للقيمة المضافة وتنويع الصادرات».
وتعليقاً على محور تطور قطاع الصناعات التحويلية في منطقة الشرق الأوسط والتي ستتطرق إليها القمة في اليوم الثاني، أشار كوتيلين إلى أنه بالإمكان إحلال العديد من الواردات بمنتجات محلية.
وأكد أن الجزء الأعظم من الصناعات الأولية يتم تصديره، في حين أنه يمكن أن يتم إدخاله في صناعات تحويلية محلية، ضارباً المثل بصناعة المنتجات المعدنية بصورتها النهائية «كالألمنيوم».
وأوضح أن المنطقة أصبحت مركزاً هاماً للخدمات اللوجستية من خلال الاستفادة من موقعها الفريد على مفترق طرق 3 قارات، لذا فإنه في مثل هذا الوقت، يعد تطوير صناعات تحويلية خفيفة تخدم القطاع اللوجستي هي فرصة سانحة لتبنيها.