قال محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، إن سوق البسطة استقطب خلال دوراته الثلاث الماضية 260 ألف زائر، وحظي بمشاركة أكثر من 1500 من الأفراد والمحلات والباعة على مختلف المستويات، بينما جاوزت المبيعات نصف مليون دينار.
وأضاف محافظ الجنوبية في حوار مع صحيفة «الوطن»، أن سوق البسطة لم يعد مجرد فعالية سنوية تقيمها المحافظة، بل أصبح مطلباً جماهيرياً.
وأكد أن المحافظة الجنوبية تعمل على استثمار قصص النجاح في سوق البسطة خلال 4 أعوام، من خلال إقامة مشروع يهدف إلى تطوير هذه النجاحات لنقل التجربة البحرينية إلى الخارج وتحديداً لدول مجلس التعاون.
وذكر أن سوق البسطة أصبح محط اهتمام العائلات الخليجية، وأن كثيراً منها تردد أكثر من مرة على السوق، لافتاً إلى أن سوق البسطة يهدف إلى تمكين المواطن وتعزيز إمكاناته لدخول عالم التجارة بكل اقتدار، وتنشيط الحركة التجارية، وتنويع مقاصد بيع المنتجات سيما محلية الصنع وذات القيمة المضافة وغيرها من منتجات الحرف اليدوية، وتنمية القطاع الزراعي والارتقاء بالمشروعات الصغيرة ودعمها محلياً وخارجياً.
* أين نضع سوق البسطة في خارطة الفعاليات البحرينية الموسمية؟
سوق البسطة وبشهادة شركائنا وزوار السوق استطاع أن يضع بصمة مميزة على خارطة الفعاليات الرئيسة في البحرين، فلم يعد السوق مجرد فعالية سنوية تقيمها المحافظة الجنوبية، بل أصبح مطلباً جماهيرياً. والأرقام تعكس ذلك.
خلال دورات سوق البسطة منذ انطلاقته عام 2012 وحتى الدورة الماضية 2014، نجح السوق في استقطاب ما مجموعه 260 ألف زائر، وحظي بمشاركة أكثر من 1500 من الأفراد والمحلات والباعة على مختلف المستويات من المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر، إضافة إلى المزارعين في المحافظة الجنوبية وباقي المحافظات، وأصحاب المشروعات المنزلية البسيطة، والأسر المنتجة محدودة الدخل من مختلف مناطق المملكة.
وهؤلاء المشاركون استطاعوا أن يحققوا إجمالي مبيعات وصلت إلى أكثر من نصف مليون دينار، ما يعكس مدى أهمية سوق البسطة الذي لا يستهدف فقط المحافظة الجنوبية بل يتعدى ليشمل جميع مناطق البحرين، فسوق البسطة فعالية يجمع كافة مكونات المجتمع تحت سقف واحد.
* ماذا عن الوجود الخليجي في سوق البسطة خلال الدورة الماضية؟ هل يستمر في هذه الدورة؟
بكل تأكيد، فبعد النجاح الكبير لسوق البسطة خلال الدورة الماضية، أصبح محط اهتمام العائلات الخليجية، وكثير منها تردد أكثر من مرة على السوق، كما إن عدداً كبيراً من وسائل الإعلام الخليجية غطت فعالياته خلال العام الماضي، وتلقينا خلال هذا العام طلبات من وسائل إعلام خليجية لزيارة البسطة، فاليوم لم يعد سوق البسطة مجرد سوق محلي بل أصبح سوقاً خليجياً.
وما يميز سوق البسطة هذا العام أننا حصلنا على دعم كبير من قبل أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، حيث نستضيف خلال الافتتاح شخصيات المسلسل التعليمي الشهير «افتح يا سمسم» بالتنسيق مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالكويت.
ويستضيف السوق شخصيات مجلة الأطفال الشهيرة «ماجد»، وشخصيات المسلسل الكارتوني الشهير «فريج» من قبل المختصين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهذه هي البصمة المميزة تضفيها فعاليات سوق البسطة، إنها فعاليات تهتم باحتياجات الصغير والكبير من الذكور والإناث، وتحقق رغبات كافة أفراد الأسرة من الوالد والوالدة والابن والأخ والأخت والعم والعمة وغيرهم، وتلبي احتياجات كافة القطاعات في المجتمع وعلى كافة الصعد.
* ما أهداف المحافظة الجنوبية من تنظيم فعاليات سوق البسطة؟
نسعى في المحافظة الجنوبية من خلال سوق البسطة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التنموية تتمثل في تمكين المواطن وتعزيز إمكاناته لدخول عالم التجارة بكل اقتدار، وتنشيط الحركة التجارية، وتنويع مقاصد بيع المنتجات سيما محلية الصنع وذات القيمة المضافة وغيرها من منتجات الحرف اليدوية، وتنمية القطاع الزراعي والارتقاء بالمشروعات الصغيرة ودعمها محلياً وخارجياً.
ونعمل من أجل دعم وتطوير مؤسسات القطاع الخاص خاصة الصغيرة منها، وجعلها محركاً رئيساً لمسيرة التنمية الاقتصادية في البحرين، من خلال استهداف المؤسسات الناشئة والصغيرة ومتناهية الصغر بالإضافة إلى المزارعين والقطاعات المرتبطة به، والأسر المنتجة محدودة الدخل.
سوق البسطة فرصة جيدة لتقديم منتجات مزروعة محلياً، والمنتجات المصنعة في المنزل، ونحن نعمل على تسهيل الاتصال بين المنتجين والمستهلكين والمجتمع، وهذه الأطراف تشكل مقومات التنمية الاقتصادية في أي مجتمع من المجتمعات.
سوق البسطة يسعى إلى تثقيف المستهلكين حول استدامة المنتجات المعاد تدويرها وبيان الكلفة الحقيقية للبضائع المستوردة، من خلال توفير منصة لبيع المنتجات المعاد تدويرها أو صديقة للبيئة العضوية.
* ما المؤشرات المعتمدة لقياس نجاح سوق البسطة خلال الأعوام الماضية؟
مشروع سوق البسطة يتبع خطة استراتيجية تعتمد على وضع مؤشرات نجاح تسبق انطلاقة السوق، ويتم بناء عليها قياس مدى النجاح المحقق، فعلى سبيل المثال وضعنا قبل انطلاقة «البسطة 3» مؤشرات نجاح للقياس عليها في ختام السوق، وكان منها أن يصل عدد المشاركين إلى 700 مشارك وعدد الزوار إلى 75 ألف زائر.
واستطعنا أن نتجاوز جميع هذه الأرقام فاستطاع «سوق البسطة 3» أن يجمع 800 مشارك وبلغ عدد الزوار 150 ألف زائر، والمبيعات 270 ألف دينار.
هذا العام ونظراً لتقليل عدد أسابيع سوق البسطة من 16 أسبوعاً إلى 8 أسابيع، فإننا وضعنا مؤشرات لقياس نجاح سوق البسطة، وطموحنا هو أن يشارك في السوق 300 مشارك، وأن يبلغ عدد الزوار 80 ألف زائر.
* ما الجهات المشاركة في دعم فعاليات سوق البسطة إلى جانب المحافظة الجنوبية؟
سوق البسطة فعالية مجتمعية، وهو أحد النماذج البحرينية الناجحة في الاستغلال الأمثل للشراكة المجتمعية في البحرين، هذه الشراكة هي أحد أبرز مقومات نجاح سوق البسطة.
وساهمت شراكتنا في المحافظة الجنوبية في إنجاح تنظيم مهرجان تسويقي ترفيهي يجمع كافة أفراد العائلة ومكونات المجتمع تحت سقف واحد. وهذه الشراكة ليست متصلة بالمؤسسات فقط بل حتى الشخصيات، فالشكر الجزيل لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على دعمها الكبير للانطلاقة الحقيقية لسوق البسطة في نسخته الأولى، ودعمها المتواصل لجميع دوراته.
ولابد من الإشادة بالدعم الكبير لممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لفعاليات سوق البسطة، وحضوره الداعم لفعاليات وأنشطة السوق.
وأشيد بالشراكة الاستراتيجية بين المحافظة الجنوبية وصندوق العمل «تمكين»، والدعم الكبير من المسؤولين عن «تمكين» وبمقدمتهم رئيس مجلس إدارة الصندوق الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة.
وأيضاً نشيد بجميع الجهات من المؤسسات العامة والخاصة المحلية والدولية الداعمة لسوق البسطة منذ انطلاقته وحتى الآن، ومنها حلبة البحرين الدولية، بلدية المنطقة الجنوبية، المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، شركة غاز البحرين «بناغاز»، شركة نفط البحرين «بابكو»، شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات «جيبك»، شركة زاجل برس، فندق سوفوتيل الزلاق، والشكر لجريدة الوطن على رعايتكم الإعلامية لفعاليات السوق.
ومن يتابع سوق البسطة خلال كافة الأسابيع يلحظ أن كثيراً من المؤسسات والوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص موجودة ضمن فعاليات السوق، ولا أريد أن أعددها حتى لا أنسى أحداً منها، وذلك هو ثمرة شراكة مجتمعية نسعى إلى تحقيقها وترجمتها على أرض الواقع.
*سوق البسطة حقق قصص نجاح، هل تحاول المحافظة الجنوبية استثمار هذه النجاحات في مشروعات أخرى؟
نعم، أعلنا خلال المؤتمر الصحافي لانطلاق فعاليات سوق البسطة أننا سنعمل على استثمار قصص النجاح المحققة بسوق البسطة خلال 4 أعوام، في إقامة مشروع يهدف إلى تطوير هذه النجاحات لنقل التجربة البحرينية إلى الخارج وتحديداً دول مجلس التعاون.
نحن عازمون على دراسة إمكانية تحقيق ذلك من خلال شراكاتنا الاستراتيجية مع كافة الجهات والمؤسسات في المملكة، ولدينا عدد من المشروعات لاتزال تخضع للدراسة والتحليل لمعرفة مقومات نجاحها والاستفادة القصوى منها.
* كانت المحافظة الجنوبية تدرس في السابق إمكانية إضفاء الديمومة على فعاليات سوق البسطة على مدار العام، ما الجديد؟
درسنا في المحافظة الجنوبية إمكانية إقامة سوق البسطة على مدار العام، إلا أن أغلب الآراء اتفقت على أن جعل مشروع سوق البسطة فعالية مستمرة على مدار العام يفقدها وهجها وحضورها وتميزها على خارطة الفعاليات المجتمعية في البحرين، سيما أن سوق البسطة هو فعالية لا تهدف إلى الربح، وبالتالي فإنها تتطلب ميزانية جيدة لإقامتها وحسن إدارتها.
سوق البسطة لا يبحث عن الربح المادي وإنما الربح في جعل المشارك في سوق البسطة يحقق نجاحه ويطور تجارته وأعماله ويتمكن من الدخول في عالم التجارة بكل مقومات النجاح المكتسبة خلال مشاركته في سوق البسطة.
ونعمل من أجل تطوير هذه الفعالية والإبقاء على رونقها منذ انطلاقتها، وهو أن السوق يأتي مرةً كل سنة ويشتمل على الجديد من الفعاليات والأنشطة، ما يجعل من السوق أكثر حضوراً لدى الجماهير.