بالمختصر المفيد

قال القيادي في الحرس السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي إن «هناك خلافات كبيرة بين الروس والإيرانيين على خلفية العمليات العسكرية في سوريا، وهو ما يبدو واضحاً لنا خلال تنصتنا على محادثاتهم»، مشيراً إلى أن «الروس كانوا يعولون على تحقيق الإيرانيين تقدماً كبيراً وفعلياً على الأرض كونهم مدعومين بآلاف الغارات الجوية الروسية، وقد سعوا لأن يحصل ذلك قبل مؤتمر الرياض أو مؤتمر نيويورك، وهو ما لا يمكن أن يحصل»، مضيفاً أن «عملية سحب القوات الإيرانية لجنودها من الحرس الثوري لا تسري على منطقة حلب شمال سوريا». وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يوجد في سوريا بشكل شبه دائم، قد زار جبهات القتال في حلب لوضع خطط العمليات والإشراف عليها بشكل مباشر، وخلال زيارته الأخيرة في نوفمبر الماضي، تعرض موكبه لهجوم، وأصيب بجروح خطيرة تم نقله على إثرها إلى إيران لتلقي العلاج. ويُظهر رصد المعلومات التي تنشرها وسائل إعلام إيرانية أن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا منذ 2013 يزيد على 500 جندي وضابط، بينهم قرابة 30 ضابطاً رفيعي المستوى.



عواصم - (وكالات): أفادت أنباء ببدء إيران سحب قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني من العملية العسكرية التي تقودها وتديرها روسيا في سوريا، فيما ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية أن من بين أسباب الانسحاب الإيراني الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها القوات الإيرانية في سوريا خلال الشهرين الماضيين وبالتحديد منذ بدء العملية العسكرية الروسية هناك، مشيرة إلى أن عدد مقاتلي الحرس الثوري الإيراني انخفض من 7 آلاف مقاتل قبل أسابيع، إلى 700 عنصر، وسط نفي من جانب طهران عن تغيير استراتيجيتها في سوريا.
وتناقلت وكالات الأنباء طيلة الشهرين الماضيين أخباراً كثيرة وبصورة شبه يومية حول مقتل إيرانيين في سوريا من عناصر وضباط وقوات النخبة الإيرانية الذين يشاركون بصورة مباشرة في العمليات القتالية في غالبية المدن السورية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية معارضة بأن 4 من قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قضوا بالقصف الروسي «عن طريق الخطأ»، وذلك من بين 70 قتيلاً من القوات الإيرانية لقوا مصرعهم خلال المعارك الأخيرة، في غضون أسبوع بمناطق مختلفة من سوريا.
ونقلت قناة «من و تو» والتي تبث بالفارسية من لندن، في تقرير لها، نقلاً عن مصادرها، أن «العناصر الأربعة وينتمون إلى كتيبة «الحسن المجتبى» التابعة للحرس الثوري الإيراني، قتلوا بنيران روسية صديقة، عن طريق الخطأ، ولذلك تمتنع السلطات الإيرانية عن إعلان هذه الحادثة «.
وبحسب التقرير، فقد قالت المصادر إن «موسكو تقول إن المعلومات الخاطئة التي زودتها الحكومة السورية للقوات الروسية، تسببت بقصف هؤلاء العسكريين الإيرانيين عن طريق الخطأ».
والقتلى الإيرانيون الأربعة الذين قضوا بالقصف الروسي، هم كل من سيد أصغر جرغندي، والضابط إحسان فتحي، وهما عنصران من كتيبة» الحسن المجتبى»، بالإضافة إلى الضابط سيد مجتبى أبو القاسمي، وهو من قادة ميليشيات الباسيج بمدينة دزفول، والذي دفن أمس الأول بحضور مسؤولين محليين وقادة عسكريين في دزفول، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، وكذلك عنصر آخر من الحرس الثوري بمدينة رامهرمز، لم تذكر الوكالات الإيرانية اسمه حتى الآن.
وبحسب الأنباء الواردة فقد قتل من كتيبة «الحسن المجتبى» وحدها ومقرها في مدينة بهبهان، بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران، ما يقارب 20 عنصراً خلال معارك مختلفة في سوريا في غضون شهرين، منذ التدخل العسكري الروسي في أكتوبر الماضي.
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة «مشرق الإيرانية، نبأ مقتل 3 آخرين من الحرس الثوري وهم كل من أكبر شير علي، ومحمد هادي نجاد، وأيوب رحيم بور.
واعترفت إيران خلال الأيام القليلة الماضية، بمقتل عناصر من قواتها النخبة الذين يقاتلون في ريف حلب الجنوبي ضد الثوار السوريين من بينهم مصطفى شيخ الإسلامي، أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني وبطل إيران في «الجودو» وقادة في القوة البحرية الإيرانية.
وكان ناشطون سوريون تداولوا مقاطع فيديو بثها الجيش الحر تظهر مقتل العشرات من الميليشيات التي تدعمها إيران، وسط أنباء تتحدث عن مباشرة إيران بسحب مقاتليها من سوريا، بسبب ارتفاع عدد قتلاها.
من جهة أخرى، سقط عشرات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح في غارات روسية على أسواق شعبية بريفي دمشق وحلب، فيما قتل 31 مدنياً بينهم أطفال وأصيب العشرات في قصف كثيف لقوات الرئيس بشار الأسد بصواريخ أرض أرض استهدف مدينتي دوما وسقبا في الغوطة الشرقية لدمشق معقل الفصائل المقاتلة، كما ألقت براميل متفجرة في ريف حمص.