عواصم - (وكالات): بدأت المقاومة الشعبية في اليمن استعداداتها اللوجستية والعسكرية للقيام بعملية واسعة في محافظة صنعاء انطلاقاً من شمال مأرب، وذلك بالتزامن مع غارات مكثفة تشنها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل»، بقيادة المملكة العربية السعودية، بينما يلتقي ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وممثلون عن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في سويسرا غداً تحت رعاية الأمم المتحدة، في مباحثات سلام قد يسبقها وقف لإطلاق النار، وإعلان هدنة إنسانية. من جهة أخرى، قام المتمردون بإغلاق عشرات المنظمات غير الحكومية ونفذوا حملة اعتقالات طاولت العديد من النشطاء منذ أن سيطروا على العاصمة صنعاء في نهاية 2014، بحسب ما أعلنت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش».
وأفادت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها استجوبت نشطاء من 4 منظمات في صنعاء أغلقها الحوثيون في أبريل الماضي لارتباطها بحزب الإصلاح، المقرب من جماعة الإخوان المسلمين والمعارض للحوثيين المدعومين من طهران. من جهته قال رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء منصور الحنق إن المقاومة تسعى وتقاتل لتحرير اليمن، مشيراً إلى أن بعض اليمنيين تحولوا إلى محتلين بسبب ارتهانهم لإيران. وثمن الحنق دور التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وأكد المضي في المقاومة «حتى تحرير كل الأراضي اليمنية». واستقدمت المقاومة الشعبية عدداً كبيراًً من عناصرها وزودتهم بالمعدات العسكرية اللازمة بهدف البدء بالعملية العسكرية في محافظة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أكثر من عام. ومع اقتراب المحادثات، تكثفت المعارك على الأرض بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين وأوقعت 44 قتيلاً.
وبحسب الرئاسة اليمنية، يتوقع أن يبدأ تنفيذ وقف لإطلاق النار عشية بدء المحادثات، ومن المرجح أن يستمر 7 أيام في حال التزام الطرفين به. وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الأشهر الماضية. كما لم يتم احترام أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، خاصة بين مايو ويوليو الماضيين.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن هذه المباحثات تسعى للتوصل إلى «وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم».
ورأى المحلل عبد الوهاب بدرخان أنه «من الصعب تصور أن ينفذ الحوثيون القرار الأممي الخاص بانسحابهم من المدن التي يسيطرون عليها، لأن التنفيذ بالنسبة إليهم اعتراف بالهزيمة».
وأشار إلى أن سلطنة عمان، التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف الإقليمية، تمكنت من «إقناع» اللاعبين الإقليميين «بوقف الحرب».