احتدمت المنافسة بين العروض المسرحية المشاركة في جائزة خالد بن حمد للمسرح الشبابي للأندية الوطنية والمراكز الشبابية في محطتها قبل الأخيرة التي تنظمها وزارة شؤون الشباب والرياضة تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، وذلك مع تقديم مركز شباب صدد مسرحيته «رقصة الخمسين» على مسرح نادي مدينة عيسى السبت الماضي. و»قصة الخمسين» من تأليف حسن بوحسن وإعداد محمد الصفار، وإخراج ياسر القرمزي، وتدور أحداث المسرحية حول عائلة فقدت أمهم وأباهم، وأصبح الابن الأكبر هو المسؤول عن الأسرة، ثم يصير لديه نزعة حب الذات والسيطرة على أفراد الأسرة ويبدأ في قمع حريتهم والتحكم فيهم.
واختتمت الجائزة فعالياتها أمس الأحد بعرض مسرحية «الباب الآخر» لنادي الاتحاد، من تأليف الكاتب الإسباني فرناندو اربال، وإعداد وإخراج حسن العويناتي، ومن بطولة الفنانة شفيقة يوسف، وتمثيل حسن محمد، وحسن الماجد، وحسن الجفيري، وحسين السيد، ورضا عبدالله، وعبدالله القطان، وعلي الجفيري، وسيد هاشم وحسن حمادة. وتتحدث المسرحية عن التناقضات والغموض في الطبيعة البشرية، حيث يعترض الابن المتمرد على اضطهاد أمه لأبيه، ولكنه في الوقت نفسه يواجه معضلة التناقض بين ضرورة طاعة الأب وتخليص المستضعفين والضحايا، وبين ضرورة طاعة الأم، ويواجه في صراع مع أخيه المطيع لقرارات الأم المتسلطة، والتي تغدر بزوجها.
ونال عرض «قصة الخمسين» استحسان وإعجاب الجماهير التي حضرت بكثافة وزادت أعدادها القدر المسموح به داخل مسرح مدينة عيسى ،وقال حسن بوحسن مؤلف العرض، إن مسرحية «رقصة الخمسين» جاءت بعد عدة تجارب سابقة له مثل مسرحية « لوثة الغرباء» التي أخرجها محمد بوحسن، ومسرحية « دبلومات» إخراج حسن منصور، ومسرحية « المطحون» للمخرج طاهر محسن، لافتاً إلى أن مسرحية رقصة الخمسين مرت برحلة طويلة حتى خرجت للنور، حيث تقدم أكثر من مخرج لتنفيذه بداية من محمد الحيجري، والمخرج طاهر محسن، وعلى الفردان، حتى وصل إلى المخرج ياسر القرمزي الذي تمكن من تنفيذه.
وعبر بوحسن عن سعادته بمستوى العرض والإخراج المتميز والأداء التمثيلي لجميع الممثلين وعلى رأسهم محمد الصفار، مشيداً بجهود مركز شباب صدد لتبنيه تنفيذ هذه المسرحية، لافتاً إلى أن العرض المسرحي أوصل الرسالة التي أردتها من النص المكتوب، من حيث الحالة الإنسانية للشخصية المحورية.
وأشاد المخرج ياسر القرمزي بأداء الفنانين، قائلاً إنه استمتع بالعرض المسرحي، مضيفاً أنه عمل منذ بداية البروفات لكي يصل إلى هذه المرحلة من الأداء، بالرغم من احتياج العمل لمدة أطول من الوقت الذي كان مسموح لنا حتى نصل إلى مراحل إتقان أكبر.
ولفت إلى أن الدافع الأساسي لفريق العمل من المشاركة في الجائزة هو ممارسة الشيء الذي نحبه جميعاً وهو فن التمثيل المسرحي، قائلاً إن الحصول على جائزة أمر يطمح له كل فنان، لكن الأولوية تقديم عرض جيد وأن نحترم النص والجمهور الذي يشاهد، ونوه بالإقبال الجماهيري، مؤكداً ضرورة احترام كل شرائح الجمهور الذي يحضر وأن نعطيهم متعة، وكنا حريصين على هذا بالرغم من أن العمل الذي قدمناه كان ذات لون معين وهو اللون من الإيقاع البارد البعيد من اللون الكوميدي الذي يحبه الجمهور.
وأشار بطل العمل المسرحي محمد الصفار أن هذا العمل هو الأول لمركز شباب صدد في العمل المسرحي، ومشاركة المركز في هذا المهرجان يمثل مكسباً بعد توقف لفترة طويلة ،وكنا نتوق لعودة المهرجان من جديد، مؤكداً أن عودة الجمهور بمختلف الأعمار وحضوره بهذه الكثافة حقق الأمل الذي كنا نصبو إليه ،وهو دليل على أن المتفرج البحريني حاضر ومتفاعل ،ويدل على أن المسرح قيم ويحافظ على ثقة الجمهور في تقديم القضايا التي تهمهم.
وأوضح الصفار أنه عندما تزيد المهرجانات المسرحية وتصبح بشكل دائم ومستمر سيصبح التفاعل أكثر من الجمهور، وسيجد جيل شباب الفنانين الفرصة ليكون لدينا قاعدة عريضة من الممثلين الشباب نعتمد عليها في إثراء الحياة المسرحية بالبحرين.
وكشفت الممثلة فتحية ناصر أن العرض جيد بشهادة الجمهور، معبرة عن سعادتها بردة فعل الجمهور وتجاوبهم مع الأداء التمثيلي للممثلين خلال العرض نفسه، لافتة أن أبرز التحديات التي واجهها العرض ضيق الوقت من أجل اللحاق بالمهرجان وبعض الإشكاليات الإدارية، ولكن قياساً بكل هذه الصعوبات نجحنا في النهاية بتقديم عرض يمتد لساعة تقريباً وهو من العروض غير البسيطة.