عواصم - (وكالات): دعت القوى الغربية أمس إلى وقف إطلاق النار في ليبيا لتمهيد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن غالبية الفصائل مستعدة للتوقيع عليه، بينما تسيطر 6 قوى مسلحة رئيسة على المشهد الليبي.
وقال كيري للصحافيين إن معظم ممثلي الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا والحكومة المنافسة «اجتمعوا ومستعدون للتوقيع على اتفاق ويرفضون أن يعرقله شخص أو اثنان أو سياسات فردية».
واجتمعت 17 دولة في روما لإعطاء دفعة أخيرة لمفاوضات تقودها الأمم المتحدة منذ عام من أجل تشكيل حكومة وحدة في ليبيا. وقال بيان إن الدول وعدت بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والأمني لحكومة الوحدة.
وهناك 6 قوى مسلحة رئيسة في ليبيا، البلد الغني بالنفط والمنقسم بين سلطتين تتنازعان على الحكم، وسط فوضى أمنية وفرت موطئ قدم لجماعات متطرفة على رأسها تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، وهم:
* قوات فجر ليبيا: تحالف جماعات مسلحة بعضها إسلامية يضم في أساسه مجموعات من مدينة مصراتة شرق طرابلس، وهي الأفضل تسليحاً في البلاد. ونشأ التحالف في يوليو 2014 خلال عملية عسكرية ضد ميليشيات الزنتان التي نجح في طردها من طرابلس لتعود إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب طرابلس. وانضمت إلى تحالف «الثوار» مدن في الغرب الليبي وخصوصاً الأمازيغ وميليشيات إسلامية معتدلة مثل غرفة عمليات ثوار ليبيا المتمركزة في طرابلس. وتسيطر قوات فجر ليبيا على كل المدن الساحلية تقريباً من مصراتة إلى الحدود التونسية مروراً بالعاصمة وجزء من جبل نفوسة جنوباً حيث انضمت إليها مدن مثل الغريان ونالوت وجادو. كما إنها تحظى بوجود في الجنوب مثل سبها وتقول إنها تسيطر على الجزء الأكبر من البلاد.
* الجيش الوطني الليبي: قوات خاصة أنشأها الفريق أول خليفة حفتر وضباط سابقون من شرق البلاد انشقوا في بداية الانتفاضة على نظام معمر القذافي في 2011. وكان سلاح الجو بما يملكه من عدد قليل من مقاتلات «ميغ 23» و«ميغ 21»، ووحدات القوات الخاصة بقيادة ونيس بوخماد القوات الرئيسة التي انضمت إلى تحالف حفتر لمكافحة «الإرهاب» بدعم من الحكومة التي يعترف بها المجتمع الدولي.
واضطر الجيش الذي طرد في يوليو الماضي من بنغازي شرق طرابلس إلى الانكفاء شرقا باتجاه مدن موالية مثل المرج والبيضاء وطبرق على الحدود المصرية، قبل أن يستعيد السيطرة على مناطق في بنغازي.
ومنذ أكتوبر 2014، نجحت قوات حفتر في استعادة جزء كبير من بنغازي ثاني مدن البلاد لكنه مازال يواجه مقاومة جماعات إسلامية. وغرباً، يعتمد خليفة حفتر على جماعة الزنتان القوية المناهضة للإسلاميين التي أعلنت انضمامها إليه وعلى قبائل في المنطقة مثل قبائل ورشفانة والرجبان. ويؤكد الزنتانيون أنهم يشكلون لب الجيش الليبي.
* مجلس شورى ثوار بنغازي: تحالف لجماعات متطرفة شكل للتصدي لهجوم قوات حفتر. علاقاته مع قوات فجر ليبيا غير واضحة رغم أن الحكومة التي تدير العاصمة بمساندة قوات «فجر ليبيا» ولا يعترف بها المجتمع الدولي أعلنت تأييدها له، ويضم خصوصاً جماعة «درع ليبيا» و«سرايا شهداء 17 فبراير» وكتيبة راف الله السحاتي وجماعة أنصار الشريعة المعروفة بقربها من تنظيم القاعدة.
* أنصار الشريعة: جماعة تعتبرها الأمم المتحدة «منظمة إرهابية» ولها فروع في درنة وصبراتة. ويبدو أن عدداً من أعضائها انشقوا عنها ليلتحقوا بتنظيم الدولة.
* الفرع الليبي لتنظيم الدولة «داعش»: يسيطر على مدينة سرت الساحلية شرق طرابلس، مسقط رأس القذافي، منذ فبراير الماضي، ويسعى للتمدد نحو المناطق المحيطة بالمدينة. كما يتمتع بوجود في بنغازي وفي درنة شرق البلاد التي تعد المعقل التاريخي للمتطرفين في ليبيا إلى جانب جماعات متطرفة أخرى، ولهذه الجماعة خلايا في طرابلس حيث تبنت عدة تفجيرات وهجمات مسلحة وبسيارات مفخخة.
* قوة برقة: تحالف معاد للإسلاميين من قبائل محلية شرق ليبيا بقيادة إبراهيم الجدران. تدعو إلى الفيدرالية وتطالب بحكم ذاتي للمنطقة. عطلت قواتها المرافئ النفطية في الشرق ومنع التصدير منها. ولم تعلن القوة بشكل واضح حتى الآن انضمامها إلى الفريق أول حفتر لكنها معادية بشكل واضح لقوات فجر ليبيا.