الرياض - (وكالات): أعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 35 دولة، أبرزها البحرين وتركيا ومصر وباكستان، يهدف إلى «محاربة الإرهاب»، في خطوة تتزامن مع تزايد خطر المتطرفين عالمياً، بينما أكد ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن «التنظيم سيحارب أي منظمة إرهابية تظهر أمامنا، وليس تنظيم الدولة «داعش» فقط». ولا يضم التحالف الذي سينشئ مركز عمليات مشتركاً في الرياض، دولاً كإيران الداعم الرئيس لنظام بشار الأسد، والعراق الذي وقعت مناطق واسعة منه تحت سيطرة تنظيم الدولة «داعش» الذي يحتل أيضاً مناطق في سوريا، إضافة إلى سوريا، والجزائر.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس، قرار 35 دولة «تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب» بقيادة السعودية، وتشكيل «مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود» في الرياض.
أضاف بيان نشرته الوكالة أنه «سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين».
وأكد أن التحالف يأتي «تحقيقاً للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطراً على المصالح الحيوية للأمة».
وأكد ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن التحالف «يأتي من حرص العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء «الإرهاب» الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل».
وأضاف الأمير محمد بن سلمان «كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جداً»، وإنه سيطور «الأساليب والجهود التي ممكن أن نحارب فيها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي». وأكد ولي ولي العهد السعودي أن التحالف لن يركز على منظمة دون غيرها.
ورداً على سؤال عما إذا كان التحالف يستهدف تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، قال الأمير محمد بن سلمان إنه سيحارب «أي منظمة إرهابية تظهر أمامنا».
وأكد أنه «بخصوص العمليات في سوريا والعراق، لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي».
وبحسب اللائحة التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية، فالدول المنضوية في التحالف تنتمي إلى منظمة التعاون الإسلامي، وهي، السعودية، والبحرين، والإمارات، والكويت، وقطر، ومصر، وليبيا، وتونس، والمغرب، والأردن، ولبنان، وفلسطين، والسودان، واليمن، وتركيا، وباكستان، وبنغلادش، وبنين، وتشاد، وتوغو، وجيبوتي، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والغابون، وغينيا، وجمهورية القمر الاتحادية، وكوت ديفوار، والمالديف، ومالي، وماليزيا، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، وأوغندا.
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المحادثات جارية بخصوص إرسال السعودية ودول خليجية أخرى بينها البحرين والإمارات وقطر، قوات خاصة إلى سوريا لمحاربة «داعش» في إطار الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.
وأضاف في مؤتمر صحافي في باريس أنه يجب وقف تمويل الإرهابيين ومكافحة العقلية المتطرفة، موضحاً أن السعودية أولى الدول التي بدأت الحرب على تنظيم الدولة في سوريا. ومضى يقول إنه سيبدأ تنسيقاً أمنياً وعسكرياً بين الدول الإسلامية المنضوية تحت التحالف في الرياض لمحاربة الإرهاب، إضافة إلى المسار الفكري، وقال إن التحالف ليس سنياً ولا شيعياً، بل تحالف ضد الإرهاب.
ومن أنقرة، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده «مستعدة للمساهمة بكل الوسائل في كل التجمعات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب، أينما كان ذلك وأياً يكن منظم ذلك». وأكد الأردن «استعداده الدائم» للمشاركة في أي جهد لمكافحة الإرهاب، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن متحدث حكومي، في حين اعتبر رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أن أي خطوات تنفيذية تطلب من بلاده «سيتم درسها والتعامل معها استناداً إلى الأطر الدستورية والقانونية».
كما أبدت 10 دول أخرى أبرزها إندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان، تأييدها للتحالف.
واعتبرت موسكو الداعمة للنظام السوري والتي بدأت نهاية سبتمبر الماضي تنفيذ ضربات جوية في سوريا ضد من تصفهم بـ «الإرهابيين»، أنه من المبكر إبداء موقف من التحالف الناشئ.