عواصم - (وكالات): انتهكت ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وقف إطلاق النار وقصفوا مدن تعز ومأرب والضالع، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين بينهم 3 أطفال وإصابة 15 آخرين في تعز، بعد بضع ساعات من بدء وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع، وفق ما أفادت المقاومة اليمنية، تزامناً مع انطلاق مباحثات السلام في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، بين الحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين وحزب المخلوع صالح.
وقالت قيادة التحالف العربي إن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تتضمن إبلاغ قيادة التحالف بأن الحكومة اليمنية قررت أن تُعلن مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 7 أيام بدءاً من 15 ديسمبر الحالي وحتى 21 من الشهر نفسه، وتُجدد تلقائياً في حال التزام الطرف الآخر.
وأوضح هادي، في رسالته، أنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة «ضرورة أخذ الضمانات الكافية على الطرف الآخر لكي لا تضطر قوات التحالف للتعامل مع أي خرق لوقف إطلاق النار مع وضع خطوات عملية لضمان المحافظة على الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل دائم».
من جهتها، أكدت قوات التحالف استمرارها في دعم الشعب والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح الجهود بالمشاورات للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة، ويساعد الحكومة في التصدي لمهامها وواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار والتفرغ لمكافحة الإرهاب.
من جهة أخرى، أكد مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي المشتركة، العميد ركن أحمد عسيري، أن القوات الخاصة البحرية ومشاة البحرية سيطرت على كامل جزيرة جبل زقر.
وكانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قد تمركزت في الجزيرة اليمنية الواقعة في البحر الأحمر بين سواحل اليمن وإريتريا، والقريبة من مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن.
كما إنه من شأن سيطرة قوات التحالف على كامل جزيرة زقر توفير حماية للممرات الملاحية في باب المندب.
من جانبه دعا نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاج الحوثيين إلى إلقاء أسلحتهم، وقال في العاصمة القطرية الدوحة «نريد استعادة الدولة».
ورغم محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، فإن التباين يبقى سيد الموقف في المباحثات التي أشارت المعلومات إلى أنها ستعقد في منطقة قريبة من مدينة جنيف.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الحكومة على ضرورة الاستناد إلى القرار الأممي 2216 كمرجعية أساسية للحوار، إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، أعلن الناطق باسم المتمردين الحوثيين عن تمسكهم بالنقاط السبع التي اقترحها الانقلابيون في مسقط لعرضها على الحكومة التي قابلتها بالرفض.
كما أعلنت الميليشيات في وقت سابق رفضها تسليم السلاح في تعارض واضح مع أحد بنود قرار مجلس الأمن 2216 الذي يدعو الانقلابيين إلى الانسحاب من المدن وتسليم سلاح الدولة الذي استولت عليه من المعسكرات. وفيما تخيم الخلافات على مباحثات سويسرا، فإن الشارع اليمني يأمل أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الصراع، فيما تحذر الحكومة اليمنية الانقلابيين من المراوغة ومحاولة كسب الوقت، في ضوء خروقاتهم السابقة لمساعي وقف إطلاق النار، وإفشالهم مبادرات لإنهاء الصراع.