كتبت - سلسبيل وليد:
قــال برلمانيــون إن الولايـــات المتحـــدة الأمريكية لا تتطلع لعلاقات إيجابية مع البحرين، ومازالت تصر على التعامل معها بطريقة منحازة، وهو ما يزيد من تراجع شعبيتها.
وأشاروا في حديث لـ «الوطن» إلى أن واشنطن تساهم في تأزيم الأوضاع في المجتمع البحريني بعدم وقوفها مسافة واحدة تجاه مكوناته.
وقالوا رداً على ما ورد في خطاب أوباما أمام الأمم المتحدة حول البحرين إنه لا يمكن مقارنة الوضع في البحرين بما يحدث في العراق أو سوريا، فالوضع في البحرين آمن ومستقر باستثناء بعض المناطق التي تشهد أعمالاً إرهابية من الجماعات الراديكالية ويتم التعامل معها بحسب القانون.
وطالبوا بتطبيق القانون على الإرهابيين، وقطع دابر الفتنة، وإغلاق المؤسسات غير المرخصة، وفي مقدمتها ما يسمى بـ»المجلس العلمائي»، وسحب الجنسية من أعضائه ومؤسسيه، وعدم التراجع تحت أي ظرف، وإلا فأمن البلد في خطر كبير.
وأضافوا رغم أن فكرة إعادة النظر في التسهيلات العسكرية مازالت مطروحة، فالشعب البحريني يعي تماماً الأجندة الأمريكية الانقلابية تجاه البحرين وتحيزها لجماعات الإرهاب والتخريب.
أوباما والراديكاليون
أكد النائب علي الزايد أن أمريكا تنتهج المصلحة وتتبع النفاق في سياستها وفقاً للتغيير في الخطاب الذي ألقاه أوباما في 2011 وما قاله في الخطاب الحالي، موضحاً أن ما جاء في الخطاب ما هي إلا معلومات مغلوطة ينقلها السفير الأمريكي قاصداً الفساد في البحرين، ليحولها لعراق آخر وسوريا أخرى.
وأوضح أن ما تتعامل به أمريكا مخالف لما تدعيه وتزعم بأن البحرين حليفة لها، حيث إن البحرين قدمت الكثير لأمريكا بإنشاء علاقات ثنائية فضلاً عن تحسينها، موضحاً أن الولايات المتحدة تتعامل وفق المصلحة والمنهجية ضد البحرين وتعاملها واضح وضوح الشمس. وطالب الزايد دول مجلس التعاون الخليجي أن تنقل الإرهاب بالصورة الحقيقية عن مجموعة من الإرهابيين الذين تدعمهم إيران وتؤيدهم أمريكا، مؤكداً بضرورة تحالف دول الخليج أجمع لتتخذ موقفاً واحداً ولإعادة المجال لحقيقته.
خطاب «أعور وأعرج»
وأكد النائب جاسم السعيدي أن خطاب أوباما «أعور وأعرج» ولا ينبغي أن يخرج من رئيس أركان يتحالف مع حزب سياسي، فهو دليل بأن لديه أجندة وبرنامجاً، ويتكلم كـ «الببغاء»، موضحاً أن البحرين كشفت عن كل الأقنعة، وأوضحت ديمقراطيتها السياسية والعسكرية ولم تترك أي غموض لكي يكون حجة للفئة الضالة.
وأوضح أنه لا يوجد عاقل يمكن أن يقارن الوضع في البحرين مع ما يحدث في العراق وسوريا، لأن هذا القياس لا يمكن أن يقارن نقلاً أو عقلاً، وهو كلام خطير ولا يقبل به، فالوضع في العراق وسوريا لا تشابه به مع البحرين، لا إقليمياً ولا سياسياً ولا حتى اقتصادياً، حيث إن شعب البحرين وحكومته أوضح سياسته بدون منهجية ولبس.
وأضــاف أن البحريــن مستهدفــة منــــذ السبعينات والثمانينات والتسعينات، عند ظهور الخميني الذي اتفق مع جمــاعـــات أخرى كانت في فرنسا والتي نزلت من الطائرة وسارعت بتقبيله، ونحن نعلم أنها دول عدوة ولا تعد صديقة، موضحاً أن دول بريطانيا وإيران وأمريكا تريد أن تجعل البحرين مستنقعاً، فالبحرين مستهدفة من تلك الدول والرؤساء، مؤكداً أن إيران تكيل بمكيالين.
تخبط الإدارة الأمريكية
أكد عضو الشورى جمعة الكعبي أن سياسة الإدارة الأمريكية زادت تخبطاتها خاصة في الفترة الأخيرة، فأصبحت تناقض نفسها في الكثير من التصريحات والقرارات، إذ أنها اعتمدت على الربيع العربي في بادئ الأمر لتسويق مصالحها إلى الشرق الأوسط وكسب تعاطف الأنظمة والسياسات الجديدة، إلا أن التحولات التي طرأت على تلك الأنظمة زادت من عمق الفجوة الحاصلة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية لا تتطلع لعلاقات إيجابية مع البحرين، ومازالت تصر على التعامل معها بطريقة منحازة، وهو ما يزيد من تراجع شعبيتها التي تسعى بقدر المستطاع تنميتها لتعزيز مصالحها، فتارة يعلن أوباما دعمه للوفاق علانية، وتارة أخرى يعتبر ما يجري في البحرين صراعاً طائفياً.
وأوضح أن محاولات التملق التي يمارسها السفير الأمريكي كذلك، وتمهيده لمحاولات تعزيز العلاقات من خلال لقائه بمسؤولي الدولة، جميعها خطوات هدفها رأب الصدع الذي تنامى مؤخراً بسبب المحاولات البائسة لدعم المعارضة والجماعات الراديكالية والإرهابية في المملكة، عبر الاجتماعات السرية معهم والتدخل في الشأن الداخلي.
التحيز الأمريكي
وقال عبدالرحمن جمشير إن على أمريكا أن تحترم القرار والشعب البحريني والمؤسسات والقانون، لا أن تتجاوز القانون وتطبقه بتحيز، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية تعاملت مع المملكة منذ الأزمة التي مرت بها، على أنها عراق أو لبنان آخر يقسم على الطوائف، فتصبح دولة مفككة يسهل السيطرة عليها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة مرتبطة كلياً مع إسرائيل، وتفكر في مصالحهما معاً بالدرجة الأولى، وليس لشعوب الشرق الأوسط أي أهمية، لذلك تتزايد المشكلات، ومن مصلحتهم تفتيت منطقة الشرق الأوسط وإنشاء دويلات صغيرة مبنية على الطائفية، كدولة الطوائف في الأندلس، وتبرر يهودية إسرائيل وتلك سياسة بعيدة المدى.