كتابة - أدريين وايس - ترجمة: أمين صالح
كمخــرج أفلام درامية طويلة، علاقتـــك بممثليك ربما هي من أكثر العلاقات رهافة وحساسية في عملية الإنتاج السينمائي كلها، خصوصاً إذا كنت مبتدئاً ولا تمتلك تجربة سابقة في الإخراج.
من خلال مشاركاتي في الورش الفنية في التمثيل والإخراج، لاحظت أن المخرجين يرتكبون الأخطاء ذاتها المرة تلو الأخرى. مثل هذه الأخطاء غالباً ما تخرب الفرص للحصول على أداء جيد من الممثلين.
المقترحات العشر التالية – بعضها عملية وتتصل بالمهنة، الأخرى تتصل بالإدارة والاتصال – ربما تساعدك على تفادي بعض المآزق الشائعة.
-1 كن مهيئاً للتحدث مع الممثلين الذين تختارهم.
من أكثر الأخطاء شيوعاً، التي يرتكبهـــا المخرجون، هو إخفاقهم في تهيئة أنفسهم وتحضيرها للعمل مع الممثلين. قبل كل شيء، أنت تعرف النص تماماً، باطنه وظاهره، بل لعلك اشتغلت على نصك سنوات. إذن، هل يمكننا الافتراض، باطمئنان وثقة، أنك تعرف ما يكفي عن القصة والشخصيات بحيث تدير ممثليك بشكل سليم وبطريقة صحيحة؟
الإجابة هي، على الأرجح، بالنفي. إن إدارتك لممثليك سوف تتطلب ضرباً مختلفاً تماماً من المعلومات عن تلك التي تحتاجها عندما تكتب نصك أو تتخذ قرارات إخراجية أخرى,
من أجل أن تعمل مع الممثلين، يجب عليك أن تخلق نصاً فرعياً لهم ، مزوداً كل ممثل برؤى واستبصارات خاصة تتصل بالاشتغالات الداخلية لشخصياتهم. لكن من أجل فعل ذلك، يجب أن تجيب أولاً على بعض الأسئلة الأساسية: ما الذي تريده كل شخصية؟ وكيف ستحصل على ما تريده؟
الممثلون يحتاجون إلى الإجابات بلغة واضحة، بسيطة، وفعالة. لكن هذه الإجابات لا تكون جلية دائماً. ينبغي أن تمنح نفسك الوقت للتفكير ملياً في السيناريو، مشهداً مشهداً، وكل شخصية على حده. إذا لم تخصص وقتاً لهذا، فسوف تأتي إلى الموقع وتتحدث كثيراً لكنك لن تحصل إلا على نتائج عشوائية.
ذات مرة، راقبت مخرجاً يتحدث إلى ممثلة، على نحو مفكك وغير مترابط، عن المعنى المجازي لقطعة أكسسوار، بينما الممثلة واقفة أمامه تهز رأسها مجاملةً، وتصدر همهمات مهذبة. عندما انتهى المخرج أخيراً، لاحظت أن الممثلة لا تمتلك أية فكرة عن كيفية تأدية المشهد.. ليس هذا فحسب، بل لاحظت أن طاقتها كانت فاترة ومضطربة ومشوشة. المخرج تركها بلا أي استبصار عملي بشأن كيفية تأدية المشهد.
الطريقة الوحيدة لكي يكون حديثك مع ممثليك وجيزاً، مركّزاً، وفي صلب الموضوع هو أن تخصص لك وقتاً فيه تبلور أفكارك قبل أن تفتح فمك.
2 - اقرأ النص مع ممثليك سطراً سطراً قبل الذهاب إلى الموقع.
بعض المخرجين يميلون إلى تخصيص وقت كاف لإجراء بروفات شاملة، بينما يفضل آخرون العمل مع الممثلين في الموقع. في كل الأحوال، ينبغي عليك مراجعة النص بشكل فردي مع الممثلين. خلال اللحظات الهادئة، ناقش معهم، سطراً سطراً، رغبات شخصياتهم، معنى ما يقولونه، نقاط التحول الدرامية الأساسية في النص. من المهم، قبل التصوير، أن تبدأ في التحرك بعيداً عن الصورة المثالية التي وضعتها في ذهنك بشأن ما يمكن أو ما لا يمكن لهذا الشخص (الممثل) الحي الحقيقي أن يجلبه للمادة. تحدث إلى ممثليك، اسمح لهم أن يساهموا بأفكارهم لخلق أداءاتهم. إذا أنت تخطيت هذه العملية، سوف تنتهي إلى هدر الكثير من الوقت، مفوتاً الفرص لجعل مادتك أغنى.
-3 اختر الممثلين الذين تستطيع أن تحقق اتصالاً معهم..
عندما تجري مقابلة مع مدير التصوير أو المونتير أو المنتج، ألا تبحث في هذا الشخص عن لغة مشتركة بينكما، عن توافق وانسجام؟ ألا ترغب في العمل مع أشخاص يمتلكون حس دعابة، ويفهمون المراجع التي تستند إليها وتشير إليها، والذين يكونون موضع ثقتك؟ لابد أن يكون الأمر نفسه مع الممثلين. أنت تتواءم بسلاسة وفعالية مع البعض، لكن مع آخرين قد لا تجد أي صلة. ربما الافتقار إلى الصلة قد لا يبدو مهماً أثناء اختيار الممثلين، إلا أن القدرة على تحقيق الاتصال مع الممثل، بشكل سريع وعلى نحو يسير، يصبح حاسماً عندما تكون هناك ضغوطات أثناء التصوير. أعرف مخرجاً محبوباً عند الممثلين، ويشتهر بالعمل الجماعي في تعاون سلس، لكنه على نحو متعمد يضع العراقيل أمام الممثلين مباشرة قبل أن يتخذ قراراً نهائياً في مسألة إشراكهم في عمله. إذا وجد الممثل قادراً على العمل تحت أي ضغط فإنه يختاره بلا تردد. إذا لم يستطع تحمل الضغوط فإنه يبحث عن شخص آخر. إذا وجدت نفسك أمام ممثلين يصلحان لتأدية دور ما، وكان يتعيّن عليك أن تختار واحداً منهما، فاختر ذاك الذي تشعر بأنه يفهمك والذي يمكنك أن تصغي إليه. معاً سوف تخوضان تجربة أفضل وأنتما تحققان الفيلم.