حذيفة إبراهيم
منذ اليوم الأول لاستشهاده احتفظت والدة الشهيد عبدالوحيد سيد بصور له أخبرتنا أنها ستريها حفيدها في الوقت المناسب. وقالت «سأخبره يوماً ما أن والده كان بطلاً شجاعاً، قتلته أياد مجرمة، ولكن ربما ما سيهون تلك القصة، أن يكون ختامها هو انتصار الخير على الشر وأن يكون المجرم قد نال جزاءه».
أما والده، فقال «الحمدلله على كال حال، قدمت ولدي قرباناً لله تعالى وللوطن ونحن مستعدون لتقديم المزيد من القرابين، الألم يعتصر قلبي، والفرح في داخلي أيضاً». وعادت والدته لتقول «مازلت أحتفظ بالكثير من أغراضه وذكرياته، فلعلها تخفف عن الطفل فقدان والده، وتعطيه صورة مقربة عما كان عليه، ولكن شوقه وحبه لولده الذي لم يره، لا أستطيع أن أترجمه له». أخواته وإخوانه يحملن ذات المشاعر التي يحملها هو، أما ابنه عمر، فلازال صغيراً ليعلم معنى شهادة والده، والأهل ينتظرون الوقت المناسب ليخبروه بها.
زوجته هي الأخرى، أبدت فخرها واعتزازها باحتفال يوم الشهيد، وبنظرة المجتمع تجاه عائلة قدمت أعز ما تملك لكي تدافع عن الوطن.