سلسبيل وليد



«تخصيص يوم للشهيد خبر خواطرنا جميعاً، والأطفال سيفتخرون عندما يعرفون أن هذا اليوم خصص لأبيهم»، بهذه الكلمات تحدثت زوجة الشهيد محمد نبيل إلى «الوطن»، وتضيف «هو تكريم من جلالة الملك في عيد جلوسه».
بكل براءة يسأل عن أبيه وعندما علم أنه في الجنة قال «ليش مانروحله الجنة» حمد ذو الـ3 سنوات ابن الشهيد محمد نبيل لا يكف عن السؤال عن والده، فيما تحاول زوجة الشهيد هيا علي الغرير أن تصبر نفسها وتتجاهل أسئلة ابنها المتكررة.
وقالت إن فكرة غيابه صعبة ولكن موته فخر لنا وللبحرين وللإسلام فهي ليست لأي شخص والله اختاره بين الكل، مشيرة إلى أنه دائماً ما كان يتمنى أن يموت شهيداً ويقول هل يعقل أن يختارني الله من بين الجميع لأنال شرف الشهادة، ولكن بالفعل اختاره الله من بين الجميع ليكون شهيداً بإذن الله.
وأضافت أنه كان متعلقاً بأبنائه وكثيراً مايريهم مشاهد عن اليمن ويحدثهم عن الاستشهاد على الرغم من صغر سنهم، وقبل وفاته أوصاني بأبنائي ونفسي خيراً فقد كان يشعر بأنه سيستشهد وكلامه كان عن الاستشهاد وعن شرف الاستشهاد، ففي اليوم الذي يسبق استشهاده كان لدى ابنه مراجعة بعد العملية فقال «صليت العصر وتطمن الآن على ابني .. انتظر الموت».
وأوضحت هيا أن لديها ابنين حمد (3 أعوام) تقريباً وأحمد (8 أشهر) حيث ستعمل جاهده على تربيتهم وتعويضهم عن فقدان والدهم وأن يصبحوا ضباط كما كان يحلم والدهم، وأن يستشهدوا دفاعاً عن الإسلام و بكل شجاعة كما استشهد والدهم الذي رفع رأسنا ورأس البحرين، وتابعت «سأخبر أبنائي عن والدهم وأنه كان يحبهم و سيفخر بهم إذا حققوا ما تمناه. وأضافت عندما بعثت له رسالة لم تصل، فاتصلت به ولكن لم يرد وأخيراً رد على هاتفي ابن خاله الذي أخبرني أنه مصاب وشظايا في ظهره وحالته مستقرة وطمأنني، وقال إن طائرة ستقلهم إلى منطقة في السعودية تسمى «شرورة»، فيما رفض زوجي أن يكملني خوفاً أن أنهار عندما أسمع صوته التعب، متابعة لم أتوقع موته أبداً كنت متوقعة أن يعيش مصاباً أو عاجزاً، أي شي إلا أن يموت، لم أتقبل الفكرة، اللهم لا اعتراض ولكن وفاته مثل الحلم صعب التصديق، ولا أعلم كيف سأواجه الحياة بدونه. وأضافت «شعوري كزوجة شهيد شعور فخر ممزوج بالألم ويصعب وصفه»، متمنية ألا ينسوا أبناء الشهداء وأن يكون لهم استثناءات خاصة في التعليم والتوظيف والسكن فهم أيتام بلا أب. وقدمت الشكر إلى قوة دفاع البحرين وإلى المشير الشيخ خليفة بن أحمد وكل الجهات التي وقفت معي وساعدتني وكانت عوناً لي في محنتي.