أكد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة قائد قوة الحرس الملكي الخاصة بالحرس الملكي البحريني، أن ذكرى يوم الشهيد الذي يصادف السابع عشر من ديسمبر من كل عام، والذي يتزامن مع عيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى دليل واضح على ما يمثله الشهيد في مكانة رفيعة لدى جلالته، حتى أصبحت عنواناً راسخاً بتاريخ البحرين، من خلال توجيهات جلالته بتخليد الذكرى العظيمة بهذا اليوم، موضحاً سموه أن هذا اليوم تجسيد واضح لمعاني الوفاء والعرفان للذين ضحوا من أجل تراب هذا الوطن الطاهر.
وأشار سموه إلي أن إزاحة جلالة الملك المفدى يوم 17 ديسمبر أمام اللوحة التذكارية التي دُوّن عليها أسماء المواقع والمعارك التي خاضتها البحرين دفاعاً عن عروبتها وسيادتها والتي بدأت من موقعة الزبارة التي انهزمت فيها قوات نصر بن مذكور وعلى إثرها تم فتح البحرين وتثبيت عروبتها سنة 1197هـ الموافق 1783 م، بالحفل الذي أقيم بساحة الشهداء بالقرب من قصر الصخير العامر، يجسد اللفتة الكريمة من جلالته، والتي تأتي تقديراً وعرفاناً للذين أفنوا أرواحهم الطاهرة من أجل قيام دولة البحرين الحديثة.
وبين سموه أن يوم الشهيد هو أقل واجب يمكن أن يمنح لهؤلاء الأبطال، الذين سيسجلهم التاريخ عبر العصور، بأنهم هم من ساهموا في بناء هذا البلد والحفاظ على وحدة أراضيه وكيانه العربي المسلم.
وأضاف سموه أن هذا اليوم محل تقدير واعتزاز وهو يوم للجميع ورد للدين لشهداء الوطن الأبرار، ممن وهبوا أرواحهم الزكية في سبيل كرامة هذا البلد وحفاظاً لحريته ودفاعاً عن الحق والدين، وأمن واستقرار دول مجلس التعاون بدول الخليج العربي، متضرعا سموه لله العلي القدير بأن يرحمهم ويتقبلهم وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وقال سموه إننا في البحرين قيادة وشعباً لن ننسى ما حيينا تضحيات شهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم أروع التضحيات وأنصع صور العطاء والتي ستظل محل فخر لنا نتذكرها بكل الاعتزاز والتقدير في تاريخنا الوطني، وهذا هو نهجنا الراسخ في تقدير كل من خدم وطنه وضحى وبذل من أجله، والذاكرة الوطنية لشعب البحرين على مر العصور تخلد دوماً سيرة النماذج المضيئة وفي مقدمتهم شهداء الوطن لأن عطاءهم عظيم وتضحياتهم البطولية يقتدي بها أجيالنا القادمة في استلهام قيم الحق والعدل والإخلاص والولاء والوفاء للوطن والدفاع عنه ونصرة الحق والمظلوم، وسيذكر تاريخنا الوطني والعربي بحروف من نور تضحيات شهداء مملكة البحرين ودورهم المشهود ومشاركتهم في معركة مصيرية وتاريخية للدفاع عن الأمة بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، فلم تكن مشاركة جنودنا البواسل دفاعاً عن اليمن وحده، بل لإحباط مؤامرة إشاعة عدم الاستقرار بالمنطقة بأسرها.
وذكر سموه أن احتفالنا اليوم بذكرى الشهيد هو تقدير واجب ومستحق لهؤلاء الرجال الذين بذلوا أرواحهم فداء لوطنهم وأمتهم وإن شاء الله منزلتهم في الجنة وعند الله أكبر وأعلى، وسيظل مبعث فخر واعتزاز شخصي لي أن هؤلاء الشهداء البواسل الذين نالوا الشهادة باليمن، وخدمت معهم 8 سنوات، كما كنت إلى جوارهم في ميادين القتال والمعارك وقريباً منهم حين نالوا شرف الشهادة وقدموا أرواحهم الغالية فداءً لوطنهم وأمتهم، والعمل مع هؤلاء الرجال شرف كبير ولا يمكن وصف مدى تقديري لتضحياتهم العظيمة، وعزائي فيهم أننا سنظل على دربهم متمسكون بمبادئنا والدفاع عن وطننا وأمتنا.
وأضاف أننا في يوم الشهيد هذا اليوم الوطني من أيامنا المجيدة يحق لنا جميعاً أبناء الوطن أن نفخر بهذه الكوكبة من إخواننا الشهداء البررة.
ودعا سموه الجميع أن يجعلوا هذا اليوم يوماً وطنياً لرد الجميل، بأن يكون فرصة لاستذكار قيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء البحرين الأوفياء التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب، وفرصة لتخليد ذكرى شهداء الوطن وأبنائه البررة والوفاء والعرفان لتضحياتهم وعطائهم وبذلهم أرواحهم لتظل راية البحرين خفاقة عالية وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية المشرفة، سائلين الله أن يتغمد شهداءنا البواسل بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.
كما أكد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى أن المملكة تعيش أياماً مجيدة وهي تستذكر المنجزات الحضارية التي شهدتها في العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى. وهنأ سموه، عاهل البلاد المفدى، بمناسبة احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783، والذكرى 44 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى السادسة عشرة لتسلم جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم بالبلاد. ورفع سموه، التهاني والتبريكات للحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس الوزراء، بالمناسبة العزيزة على قلوب الجميع. وأوضح سموه أن الحكومة لعبت دوراً كبيراً في تنفيذ رؤى وتوجيهات جلالة الملك المفدى، من خلال البرامج والخطط التنموية وتنفيذ المشاريع، التي تسهم في مواصلة عجلة التقدم والتطور.
وأعرب سموه عن اعتزازه وفخره بما شهدته البحرين من نهضة بقطاع الشباب والرياضة في العهد الميمون لجلالة الملك المفدى، والذي جسده الجهود المتميزة، والتي بذلها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، في تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبر الاستراتيجيات التطويرية بهذا القطاع، والتي شكلت علامة فارقة في مسيرة العمل التنموي بالقطاع.
وقال إن المناسبات الوطنية تمنح الجميع الفرصة لمضاعفة الجهود للمزيد من البذل والعطاء في سبيل صون مكتسبات الوطن، والذي يساهم في زيادة منجزاته ويحافظ على الديمومة التنموية الشاملة بجميع قطاعاته.