عواصم - (وكالات): قالت مصادر مطلعة على سير محادثات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة في سويسرا إن المحادثات تواجه عثرات في ظل خلافات حول مطالب إطلاق سراح سجناء، فيما أنجز المتمردون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي تبادل مئات من الأسرى وسط وقف هش لإطلاق النار، انتهكته ميليشيات المتمردين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أكثر من 150 مرة منذ ظهر الثلاثاء الماضي، بحسب قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، بينما أورد مسؤولون محليون أنباء اشتباكات محتدمة وغارات جوية جديدة.
ويطالب ممثلون عن الرئيس الشرعي هادي بأن يطلق خصومهم الحوثيون سراح عدد من المسؤولين البارزين.
وقال مسؤولون محليون وقبليون إن القتال استعر بين طرفي الصراع مع استيلاء أنصار الشرعية على قاعدة عسكرية رئيسة من قبضة الحوثيين في مدينة مأرب وسط اليمن حيث قتل 15 شخصاً من الطرفين.
وقال سكان محليون إن طائرات وزوارق مسلحة من التحالف العربي لدعم الشرعية قصفت أهدافاً شمال اليمن.
وبدأت محادثات السلام الثلاثاء الماضي بعيداً عن كاميرات التلفزيون في سويسرا في محاولة لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو 9 أشهر. وقالت المصادر إن المحادثات المباشرة بين الجانبين علقت بعدما رفض الحوثيون مطلب الإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر شقيق الرئيس هادي.
ويحتجز الحوثيون الرجلين منذ مارس الماضي. وكان ناصر مسؤولاً عن عمليات المخابرات في محافظات عدن ولحج وإبين. وقال مصدر آخر مطلع على المحادثات إن الحوثيين يقولون إنهم على استعداد للإفراج عن كل السجناء بمجرد التوصل لاتفاق سلام دائم. وأضافت المصادر أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يتنقل بين الوفدين في محاولة لحل الخلافات بدلاً من عقد محادثات مباشرة.
وطرد مقاتلون من أنصار الشرعية المقاتلين الحوثيين من معسكر الماس الذي كان آخر قاعدة عسكرية لهم في محافظة مأرب بعد يومين من المعارك العنيفة.
وقال سكان إن قوات التحالف الذي تقوده السعودية شنت غارات جوية في محافظة حجة شمال البلاد على الحدود مع المملكة. وأضافوا أن الزوارق الحربية قصفت ميناء ميدي بمحافظة حجة أيضاً قرب الحدود مع السعودية.
وحذرت قيادة التحالف العربي من انهيار الهدنة في اليمن، وقالت إن الحوثيين وحلفاءهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ارتكبوا 150 انتهاكاً للهدنة التي بدأت ظهر الثلاثاء الماضي.
وقال المتحدث باسم قيادة التحالف العميد أحمد عسيري لقناة الإخبارية السعودية إن انتهاكات الحوثيين للهدنة لا تعبر عن رغبة صادقة في إنجاح المفاوضات الدائرة بسويسرا.
وطالب عسيري الأمم المتحدة بأن توضح للجانب الحوثي أنه «لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات»، مؤكداً أن الحدود السعودية خط أحمر ولن يسمح للميليشيات الحوثية بأن تستغل الهدنة لتضر بها.