أجرت اللقاء - سماح علام:هي ابنة البيت العود.. تكمل مشوار والدتها في العمل التطوعي.. تحمل الهم المجتمعي وتتبنى قضايا المرأة والأسرة، تجدها في المحافل والفعاليات المختلفة، سيدة أعمال ناجحة ولا تخلو شخصيتها من القوة والصلابة التي ورثتها عن أجدادها آل خليفة الكرام.شهدت الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة 42 عاماً من العمل التجاري، واحتفلت بمرور 60 عاماً على إنشاء جمعية رعاية الطفل والأمومة التي كانت لوالدتها البصمة الأولى فيها، تكمل مشوار العطاء بحب واحترام كبير لتاريخ الجمعية، هي شخصية ثرية من مراحلة التكوين الأولى وصولاً لما هي عليه الآن.الوطن التقت بها في مكتبها، الذي خلفته من والدتها الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، تحدثت بأريحية متفردة، ولم تتوجس من أي سؤال، محاور ومحطات عديدة كانت تمثل خط مسير هذا الحوار الشفاف الذي اتسم بإحساس محب لكل من الوطن والمجتمع على حد سواء. من التكوين إلى الإنجاز.. وبين مراحل صقل الشخصية وإثراء التجارب.. وعن الذات والمؤسسة والمجتمع.. دار هذا الحوار، وفي الآتي نصه..الحديث عن جمعية رعاية الطفل والأمومة يأخذنا إلى الحديث عن تاريخ من العطاء وعنه تتحدث الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة قائلة: «الحديث عن الجمعية يجرني إلى بدايتها حيث تأسست عام 1953، وبالمناسبة أنا من مواليد 1950، وبالتالي اقترن عمري بعمر الجمعية، وكنت أرى والدتي (رعاها الله وأمد في عمرها) ترعى الجمعية وتهتم بها منذ أن كنت طفلة صغيرة، وكانت تحرص على العمل من أجل الآخرين، كان ذلك نابعاً من البيئة التي نشأت فيها ومن تربيتها ومن تعاليم ديننا الحنيف».وتستطرد قائلة: «العمل المنظم لم يأخذ شكله من حيث الجوهر والمظهر إلا من خلال تشكيل جمعية أو ناد، ففي البداية بدأنا كناد ولكن استمر لمدة ثلاثة أشهر فقط ولم يستمر بعدها، وظلت النساء في ذاك الوقت يعملن من البيوت بإصرار وعزيمة، وكنت أسمع حديثاً في أحيان ونقاشاً حاداً في أحيان أخرى، والسبب هو الرغبة في تقديم عمل خدماتي ينتفع به الناس، وكل هذا العمل أخذ يتبلور ويتشكل ويمثل صموداً لعمل المرأة البحرينية.. وعند خروج قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية تم إشهار الجمعية كأول جمعة نسائية في الخليج العربي، ولكن قبل كل ذلك، كانت المرأة تعمل لسنوات، كانت ترعى المنزل أثناء غياب الرجل في الغوص، وكانت تطالب وتناضل من أجل حصولها على حق التعليم، وسافرت خارج البحرين للدراسة في الجامعة في وقت لم تكن في البحرين جامعات، كل ذلك وغيره، يعطي صوراً حية لكفاح المرأة وتميزها عبر التاريخ».الشيخة لولوة.. نبع لا ينضبعند الحديث عن عطاء جمعية رعاية الطفل والأمومة فإننا نتحدث عن شخصية نسائية رائدة أعطت من عمرها في سبيل العمل التطوعي والأهلي، الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة شعلة في سماء البحرين، واسم لن يمحى من ذاكرة الوطن، وعنها تقول الشيخة هند: «أسست والدتي الجمعية مع صديقات لها، منهن من رحل ومنهن من لايزلن موجودات ومستمرات في الحضور والعمل مثل السيدة محفوظة الزياني.. ولوالدتي تاريخ طويل في العمل التطوعي، وهناك من يسأل عنها دائماً».تواصل الشيخة هند الحديث عن والدتها قائلة: «ثمة من يسأل: هل كانت الجمعية مثل ما كانت قبل؟ أنا أعتقد أن الناس تفتقد والدتي في الساحة، فالجمعية لا يوجد بها مشاريع جديدة، ولكننا مستمرات على نفس المشاريع الموجودة والتي أسستها والدتي، هذا في ظل زيادة عدد الموظفين في الجمعية، ورفع كفاءتهم من خلال تدريب كوادرها وصقل مهاراتهم.. فكل من المايكروستات ومركز المعلومات وعدد الأسر التي تقدم لهم الدعم وهم أكثر من 160 أسرة، إضافة إلى ترميم بيوت، وتقديم مساعدات علاج، وغيرها، كلها مشاريع مستمرة ولم تتوقف».وتزيد في توضيح المشاريع قائلة: «أما بخصوص عدد رياض الأطفال التي تشرف عليها ونشغلها، فقد كانوا 7 وأصبحوا 5، ولكننا نطمح إلى زيادتها فعلاً، ونملك القدرة على تشغيل الرياض في حال توفر المقر، وحالياً نستهدف المحرق لفتح روضة فيها، ونتمنى تعاون الجهات الرسمية معنا في ذلك، فهناك مبان تتبع الدولة يمكن الاستفادة منها لعمل رياض أطفال تحت إشراف الجمعية».وعن عمل لجان الجمعية المستمر تقول: «لجاننا قائمة وتعمل وفق اختصاصاتها، ولدينا تعاون مع المؤسسات المختلفة يتمثل من خلال دور الرياض والحضانات، ومعهد الأمل للتربية الخاصة، ومشروع المايكروستاترت، ومركز معلومات المرأة والطفل، ومصنع الورق، وعلى مدى 60 عاماً، تم تدشين الموقع الإلكتروني، ويتم تغذيته وتحديثه من أجل التوثيق أولاً، ومن أجل أن يكون بوابة إلكترونية تظهرنا للعالم».الجمعية والشراكة المجتمعيةورداً على سؤالها حول مدى اندماج الجمعية في شراكة مع الجهات المختلفة تقول الشيخة هند: «التعاون على مستوى الشراكة المجتمعية موجود مع الجميع، فهناك بناية حديثة في مدينة عيسى من المركز الاجتماعي تم تخصيصها لعمل روضة نشرف عليها ونعمل على صيانتها أيضاً، وهناك بيت في مدينة عيسى تم تحويله إلى حضانة، فحسب وزارة التربية لابد من الفصل بين الحضانات ورياض الأطفال وألا يكون مبناهم واحداً.. هناك أيضاً أرض قدمت لنا من وزارة التنمية لاستخدامها كنفع عام، وقامت مبرة راشد الزياني ببناء الروضة وبناء حضانة أيضاً بتصاميم نموذجية، وفي مدينة حمد لدينا مبنى من الإسكان يستخدم لتقديم خدمات مجتمعية وفيه أيضاً روضة أطفال.. إذاً التعاون موجود ولكننا نؤكد أن كل مخطط سكني يحتاج إلى روضة، وكل مشروع يحتاج إلى تشغيل حضانة وروضة، ونحن كجمعية على استعداد لتشغيلها حال توفر المكان».ورداً على ما إن كانت تدعم فكرة إنشاء رياض أطفال تابعة لوزارة التربية والتعليم وأن تكون الرياض جزءاً من التعليم النظامي تحت مظلة الوزارة تعقب الشيخة هند قائلة: «كان هناك فكرة لأن تكون الرياض تحت مظلة الوزارة، ولا يوجد ما يمنع من أن تكون كذلك، ولكن يمكن أيضاً أن تكون هناك رياض خاصة تتيح مجال الاختيار أمام ولي الأمر، فهناك من لا يستطيع الدفع للرياض العادية، وبالتالي توفير خيار أن تكون الرياض حكومية أمر جيد لبعض الأسر، وهناك لابد من الحديث عن أهمية وجود رياض الأطفال ودورها في تسهيل رعاية الأطفال، فهو أمر يساعد الأم على استمراريتها في عملها، كما أن البرامج التربوية والنفسية تثبت أن نوع الوقت المقدم للطفل أهم من كميته، وهذه قاعدة تربوية يجب تعزيزها».الصف الثاني.. تحدٍّ مجتمعي60 سنة من العطاء -وهو عمر الجمعية- ومن بدايتها على يد الشيخة لولوة إلى ابنتها الشيخة هند التي تكمل المسيرة، كان لابد من الحديث عن الصف الثاني، وما إن كانت الجمعية تعد كوادر قادرة على استكمال هذه المسيرة الحافلة، وهنا تعلق الشيخة هند: «الصف الثاني هم تعاني منه جميع المؤسسات المجتمعية، فبقدر الاهتمام بجذب الصف الثاني إلا أن استمراريتهم غير طويلة الأمد، وقد استطعنا فقط جذب 30% مما نطمح إليه.. فالجيل الجديد يتجه إلى الإنترنت، والعمل من خلال الشبكة، ولكن الالتزام بالعمل الخيري والتواصل هذا ما نحتاج إليه أكثر، ونعمل على تشجيع من يرغب في ذلك».التطور في واقع المرأةكيف ترى الشيخة هند واقع المرأة اليوم وسط جملة من التغييرات التشريعية والاجتماعية التي تسهم في وضع المرأة في موقع مختلف عن ما كانت عليه سابقاً؟ سؤال أجابت عليه الشيخة هند قائلة: «هناك تشريعات نهضت بالمرأة فعلاً، ولكن تنفيذها يجب أن يقاس، وهنا لابد من التأكيد على أن المرأة في البحرين تتمتع بالحصول على أجر مساوٍ للرجل، ولدينا وحدات لتكافؤ الفرص، ولكن تبوؤها في المناصب القيادية ليس كما أطمح إليه شخصياً، فمثلاً كانت لدينا 4 وزيرات والآن واحدة، وعضوات مجلس الشورى أصبحن أقل من قبل، والأساس ليس العدد ولكننا نقول إن لدينا كفاءات لم تحصل على فرصتها، ونتمنى أن تحصل عليها في المستقبل».وتضيف قائلة: «أما على مستوى القوانين، فهناك تطور في القوانين المعنية بالمرأة، وآخرها قانون حماية الأسرة من العنف الأسري، والذي يمثل قفزة نوعية واقع المرأة، فهو ثمرة مطالبات الجمعيات الأهلية من جهة وعمل المجلس الأعلى للمرأة الجاد من أجل إقراره، وهذا القانون في حد ذاته يضيف لإنجازات البحرين ويميزها».سألناها: هل ترين أن الخطاب الموجه للمرأة قد آن أوان تطويره وتغييره من أجل النهوض به وفق معطيات وتحولات مجتمعية جديدة؟أجابت: «في أي أمر يعتبر مستوى التعليم هو الأساس، هو الذي يعطي القوة والثقل والفاعلية والقدرة، وبالتالي التعليم هو الذي يجعلنا فعلاً نغير الخطاب ونرتقي به في أي قضية مجتمعية وليس في قضايا المرأة فقط».سألناها أيضاً: يوم المرأة.. إضافة نوعية في مسيرة المرأة.. كيف تنظرين له؟ فأجابت: «في كل احتفالية ليوم المرأة، تكون الجمعية سباقة في احتضان الفكرة ومن ثم العمل على دعمها، ففي هذا العام دربنا أكثر من 100 سيدة للتعامل مع المصارف، كما قمنا بتنظيم حفل لتكريم المتقاعدات في مجال المصارف، وهذا يعتبر دوراً مكملاً لما يقوم به المجلس الأعلى للمرأة في كل عام للاحتفاء بالمرأة في قطاع معين، وأيضاً وجب الحديث هنا عن استراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية، بوصفها وثيقة شاملة تختص بالمرأة البحرينية، فتخصيص كل سنة لقطاع معين هو تأكيد على تمكين المرأة فيه، ونحن نطمح بمزيد من المناصب القيادية النسائية، فالبحرين عامرة بالكفاءات والفرص، ونتمنى أن تحصل الكفاءات على فرصها وأن يتم تجديد الوجوه في المناصب المختلفة دائماً».علاقة الجمعية مع الأخوات كيف تقيم الشيخة هند علاقة جمعيتها مع الجمعيات النسائية من جهة ومع الاتحاد النسائي من جهة أخرى؟ سؤال حمل في إجابته الكثير من المعاني لما فيه من شفافية وجرأة لم تخفها ضيفتنا، وعنه قالت: «نتعاون مع الجمعيات على مستوى الندوات والحلقات النقاشية، وهناك تعاون على مستوى الأهداف المشتركة، ونحن لا نقف أمام أي تعاون مثمر، ولكن في ما يتعلق بالاتحاد النسائي، فنحن وبقرار أغلبية العضوات توصلنا إلى أننا لن نجدد عضويتنا في الاتحاد، وقد رفعنا رسالة للوزارة بذلك، فالاتحاد يحتفل بمرور 10 سنوات، ووالدتي من مؤسسيه، وقد شهد إشهار الاتحاد مراحل كثيرة، وهناك فرق بين التأسيس والإشهار، وهنا لابد من عدم إغفال جهود من عمل لسنوات من أجل التأسيس، وكنا ننظر للاتحاد أنه يعمل على ملفات تهتم بقضايا المرأة، ولكن في الفترة الأخيرة وجدنا أن تمثيل الجمعيات في مجالس الإدارة لا يعكس ولا يمثل الجمعيات المؤسسة له، كما أن طريقة إعدادهم للتقارير لا يمثلنا، وهناك قرارات يتخذونها لا يطلعون الأعضاء عليها، وبالتالي أخذ الاتحاد النسائي منحى لا يتناسب مع توقعاتنا وتطلعاتنا، وبالتالي جاء قرار عدم تجديد عضويتنا باتفاق من جمعية عمومية لدينا وكان ذلك في سبتمبر الماضي».وبسؤالها عما إذا كان هذا الموقف مؤشراً لضرورة أن يقوم الاتحاد النسائي بمراجعة مواقفه وتوجهاته وأدائه، تقول الشيخة هند: «التقييم والمراجعة أمر مهم في كل عمل منظم، ونحن لا نلزم أحداً بذلك إن لم تكن هناك رغبة ذاتية منهم، ولكننا اتخذنا قرارانا ولنا أسبابنا».مطلوب تنويع موارد دخل الأسرة اهتمت الشيخة هند بقضايا المرأة، كانت إحدى المشتغلات والمنشغلات بالملفات والقضايا المعنية بالمرأة البحرينية، فسألناها عن أولويتها وعما الذي يشغلها الآن، فقالت: «تنويع موارد دخل الأسرة من الأولويات فعلاً، فهو أمر هام نقيسه لدينا مثلاً بمشاركة المرأة في مشاريع المايكروستارت، فالعدد لدينا في المشاريع حالياً 7 آلاف ونحن نصرف مرتين في الشهر، والجمعية تتابع السداد والاستلام، وهذا أمر هام جداً.. من المهم إذاً التنويع في موارد دخل الأسرة، فنحن نطمح برفعة المرأة في المجالات المختلفة، وتمثيل نفسها ومجتمعها بالشكل الجميل».وتزيد قائلة: «ولابد من التأكيد على دور قانون أحكام الأسرة في تنظيم الكثير من القضايا الشائكة، ونطمح إلى صدور الشق الثاني منه».بنات العائلة المالكة والمجتمعمن منطلق شفافية الحوار، ولأريحية تعاطي الشيخة هند مع الإعلام سألناها: قد ينظر للجمعية بأنها تضم -بنات العائلة المالكة- وبالتالي يمثلن جمعية نخبوية مخملية، كيف تفندين هذا الرأي، وإلى أي مدى أنتن قريبات فعلاَ إلى المجتمع وقضاياه المختلفة؟تقول الشيخة هند بهدوء جميل: «نحن لسن ببعيدات عن هموم المجتمع أبداً، إذ نتواصل عن قرب مع كافة شرائحه، ومجلس إدارة جمعيتنا مزيج من بنات أسر بحرينية كريمة مختلفة ولسن جميعاً من العائلة، كما إن رئيسات اللجان هن أيضاً من أسر بحرينية كريمة مختلفة، وعوداً على بدء فإن الإنسانية طبيعة موجودة في الإنسان، والتعبير عنها يتم بالقرب والتفاعل مع الآخرين.. وشخصياً لا أضع حواجز مع الآخرين، وكثير من بنات العائلة المالكة متواصلات مع المجتمع ويتواجدن في مختلفة المواقع».وتردف قائلة: «خير شاهد على ما أقوله، هو وجود فعاليات كثيرة تقام تحت رعاية بنات العائلة المالكة، وهناك كثير من الأسماء المتداولة التي تقام تحت رعايتهن مختلفة الأنشطة، ولولا قربهن من المجتمع ومن الجمعيات لما تمت هذه الرعايات المختلفة.. من المهم هنا أيضاً الحديث عن أعمال تتم في العلن وأعمال أخرى أكثر لا تظهر في الإعلام، فهناك أعمال خير كثيرة تتم من مبدأ (اليد الشمال لا تعلم ما قدمت اليد اليمين)».سيدة الأعمال.. وجه آخر سيدة الأعمال.. أين هي وسط كل هذه الاهتمامات، تقول الشيخة هند: «ما جذبني إلى العمل التجاري كونه (عملاً حراً)، يتيح فرصة الدخول في مشاريع متنوعة، وعليه فتحت لي أبواب جديدة في مشوار عملي في مجال التجارة لأكثر من 42 سنة، وقد انتقلت من التجارة في قطاع التجزئة إلى قطاع الاستثمار الرحب، والمرأة لا تدخل في مجازفات أثناء عملها، وعادة ما تدرس مشاريعها باهتمام كبير».البيت العود ومرحلة التكوينكيف نشأت ضيفتنا، كيف تصف أجواء طفولتها وشبابها التي ساهمت في وصولها إلى ما هي عليه اليوم؟ سؤال جديد أوضحت إجابته قائلة: «أنا جزء من بيت كبير، فيه جدتي وأخوالي وزوجاتهم، شعرت بأن المسؤول عني ليس شخصاً بل عائلة ممتدة تقوم بدور الرعاية والمتابعة، وهذا ما نفتقده اليوم في زمن متغير في اهتمامات الأسرة وظروفها، ولكن نشأتي في أسرة كبيرة جعلتني مرتبطة بعائلة كاملة جميلة، فأنا أم لثلاثة أبناء (مروة وحسن وسلمان)، ولدت الرابعة وسط 7 إخوان وأخوات، تعلمت في مدارس الحكومة ثم أكملت الدراسة في الإرسالية الأمريكية، وهذه الفترة جعلتني أتعامل مع جاليات وديانات مختلفة، وهذا ما زرع في نفسي التعامل مع الآخرين وقبول اختلافهم، وعزز في نفسي تقبل الثقافة والديانة والحضارة، والانفتاح على الآخرين». تواصل الشيخة هند الحديث قائلة: «بعد الثانوية العامة درست في الجامعة العربية في بيروت تخرجت من تخصص علم الأنثروبولوجيا، وفي هذه السنوات الأربع تم النضج، وتم تحديد خط سير حياتي، وأردت أن أكون امرأة تهتم بأسرتها وعملها ولها طموحها الخاص على طريق النجاح والتميز، بدأت من مرحلة ما بعد الجامعة في الخوض بالعمل التطوعي، وبدأت المشاركات مع والدتي من خلال الجمعية وصولاً إلى اتحاد صاحبات الأعمال والمهن البحريني في الجسرة، وغيرها، وكلها أمور هامة ومحطات ثرية في حياتي.طموح حدوده السماءالحديث مع شخصية متميزة وغنية في تجربتها يطرح سؤالاً نجعله مسك الختام، فبماذا تطمحين الآن؟ تقول الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة في ختام حوارها مع «الوطن»: «الطموح لا ينتهي بنقطة، فالطموح لا حدود له، ولابد من وضع طموحات حدودها السماء لكي نظل دائماً في دائرة العمل، فعلى صعيد الوطن أتمنى السلام والتنمية الذي يحقق الأساس المجتمعي المتين، وعلى صعيد المؤسسة كجمعية أتمنى أن تذهب عهدة الجمعية من بعدي إلى جيل قادر على تكملة المشوار بنفس الاهتمام والحب الذي بنيت عليه الجمعية، أما الطموح الشخصي فأنا أميل إلى المشاريع الجديدة في مجال الاستثمار والعقارات، وهذا ما يجعلني أهتم بشكل ديناميكي في هذا المجال الرحب.