افتتح مشروع الهند الصغيرة في البحرين أبوابه في سوق المنامة، قرب المعبد الهندي، أمس، إذ أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن جهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تجعل المنامة وجهة مميزة، مشيراً إلى عمق العلاقات الثنائية بين البحرين والهند والتي تعود إلى قرون مضت، والذي يعكسه مشروع «الهند الصغيرة في البحرين» بفضل جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار، بينما قالت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن المشروع سيكون أحد المعالم التي تروج للبحرين ضمن فعاليات السنة المقبلة والتي ستحمل شعار «وجهتك البحرين».وأشارت، خلال حفل الافتتاح بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر، والسفير الهندي لدى البحرين ألوك كومار سينها، وعدد من أعضاء مجلس النواب ورجال أعمال من البحرين والهند إضافة إلى جمهور من الجالية الهندية والمهتمين بالشأن الثقافي والسياحي في البحرين، إلى أن «البحرين إذ تحتفل بأعيادها الوطنية في سنة خصصتها هيئة الثقافة للاحتفاء بالتراث بشعار «تراثنا ثراؤنا»، تقدم اليوم التراث الهندي في أجمل حلة وتجعل من المنامة مرة جديدة وجهة سياحية ثقافية».وأكدت أن هذا المشروع يفتح آفاقاً جديداً من التبادل الثقافي وما بين حضارتي المملكة والهند، مضيفة أن «الهند الصغيرة في البحرين» تقدم الثقافة الهندية بعراقتها وجمالها وما يميزها من عادات وتقاليد فنية، اجتماعية واقتصادية، مشيدة بمشاركة الجالية الهندية في تحقيق هذا المنجز الثقافي الذي سيعزز حضور البحرين على الخارطة الإقليمية والعالمية، وهذا ما يعكس انفتاح المملكة على كل الثقافات بسهر قيادتها الحكيمة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. وأعربت عن شكرها لجميع القائمين على مشروع «الهند الصغيرة في البحرين»، ولجميع المساهمين في إنجاح المشروع الذي سيكون عنواناً دائماً للانفتاح الثقافي والحضاري الذي تعايشه البحرين.وشكرت وزير الخارجية لدعمه المتواصل للعمل الثقافي ولحضوره لافتتاح «الهند الصغيرة في البحرين».من جهته، توجه السفير الهندي بالشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وفريق عمل هيئة الثقافة لدورهم في تعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية بين البحرين والهند ووضع الهند في قلب خارطة السياحة الثقافية لمدينة المنامة.وأشاد بالانفتاح الذي تعيشه البحرين في ظل القيادة الحكيمة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.افتتاح «الهند الصغيرة في البحرين» بدأ في الساعة الخامسة مساء من باب البحرين مع عرض لفرقة المدرسة الهندية وموسيقى قدمها 11 عضواً من لاعبي الطبول الهندية التقليدية وعازفي المزمار. لينتقل حفل الافتتاح بعدها إلى المسرح الرئيسي ومنطقة السوق، حيث شهد عروضاً راقصة امتدت ما بين الساعة السادسة وحتى الثامنة مساء لعدد من الفرق التابعة للجمعية الإسلامية الهندية، وطلاب المدرسة الهندية، والكنيسة الهندية، إضافة إلى رقصات هندية قدمتها عدة فرق هندية محلية تعكس غنى التراث الفني الهندي.أما برنامج منطقة السوق، فشمل مقطوعات موسيقية حية قدمها فنانون هنود وعروض بحرينية هندية مشتركة، مثل عرض نور عظيمي على الكمان، عرض سيد باهبان على السيتار وعرض فرقة الموسيقية الهندية الكلاسيكية، بالإضافة لعرض لفرقة سامسكورتي البحرين التي قدمت عبر عازفيها ال 18 أغاني هندية كلاسيكية أغاني من بوليوود بلغات الماليالم، التاميل والهندي. وتتضمن «الهند الصغيرة» خدمات متنوعة ستثري التجربة السياحية والثقافية للزائر على كل الأصعدة من مطاعم هندية، جولات سياحية وبضائع أصيلة. ويوثق مشروع الهند الصغيرة لمساهمة الجالية الهندية في تاريخ البحرين ويسلط الضوء على العلاقة بين البلدين، حيث يشكل موقع هذه الفعالية في قلب المنامة عامل جذب للسكان المحليين والسياح عبر الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تقام فيه.ويحتفي المشروع بالعلاقات التاريخية والحضارية المشتركة ما بين البحرين والهند والتي تصل إلى 4000 عام. ورؤية المشروع تتلخص في العمل على تسليط الضوء على جمال وعراقة واحدة من أهم المناطق التاريخية في البحرين وأكثرها جاذبية، هي الجزء الهندي من سوق المنامة.ويتماشى «مشروع الهند الصغيرة في البحرين» مع عمل المملكة على التأسيس لسياحة ثقافية رائدة، (ويعد جزءاً من مشروع «التجارب السبع» في البحرين) وسيكون علامة مميزة في ختام سنة 2015 التي تحمل شعار «تراثنا ثراؤنا»، وانطلاقة سنة 2016 التي تنطلق بشعار «وجهتك البحرين». ويساهم مشروع «الهند الصغيرة في البحرين» في زيادة المردود الاقتصادي للجالية الهندية في سوق المنامة، حيث إن تداخل فعالياته مع النشاط القائم في المنطقة على طول شارعي الحضرمي والمعتصم، سوف يستقطب الزوار المحليين والسياح، والذين سيساهمون بشكل غير مباشر على مدى السنوات القادمة في انتعاش الحركة التجارية، السياحية والثقافية في سوق المنامة والمنطقة المحيطة بالهند الصغيرة.