مع دخول الثورة السورية عامها الخامس يطرح المراقبون تساؤلات حول ما أنجزته الثورة خلال سنوات من الدمار والدماء وعن أي مستقبل ينتظر سوريا هل ستبقى على وضعها الحالي أم أنها ستخرج من بين الحطام في صورة جديدة؟ وأي صورة ستكون؟
قد يختلف المراقبون والمهتمون في الإجابة على هذا السؤال، ولكن الجميع -بلا شك- يتفقون على أن الثورة التي اشتعلت شرارتها في مارس 2011، كسرت حاجز الخوف عند الشعب السوري، حيث طغيان نظام بعثي دموي ديكتاتوري، والصمود في وجه لأربع سنوات، وبلا شك أن الاقتراب من الوصول إلى المرحلة الأخيرة سيمر عبر الصمود والإصرار السوري على إسقاط بشار الأسد.
قبل أربع سنوات، خرج عشرات الشباب السوريين في مظاهرة جابت سوق الحميدية بدمشق، هاتفين شعار “الله سورية حرية وبس”، لتكون الشرارة الأولى بعد أيام من هذه المظاهرة عندما خرج أهالي درعا بمظاهرات منادين بالحرية والكرامة، واتسعت رقعة المظاهرات تضامناً مع درعا وأطفالها، لتطال المدن السورية من الجنوب إلى الشمال.
نظام بشار الأسد ومنذ اليوم الأول، اختار مواجهة المظاهرات السلمية المنادية بالحرية والكرامة، اختار مواجهتها بالرصاص والقتل والاعتقال، ورفع مؤيدوه شعار “الأسد أو نحرق البلد”.
صُنفت الثورة السورية في أيامها الأولى واحدة من أكثر ثورات الربيع العربي ثراءً بأساليب تعبير الشارع عن همومه وتطلعاته؛ وذلك من خلال تنوع هتافات المتظاهرين السوريين ورسوماتهم وصورهم وأغانيهم، فكانت أغاني “القاشوش” و “الساروت” كالأيقونات التي انتشرت عالمياً.