قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن تراثنا العمراني والثقافي وسيلة نصل بها إلى الآخرين ونعرفهم بإنجازات مملكتنا وما تكتنزه أوطاننا من تاريخ عريق، وأكدت الشيخة مي، خلال حفل عشاء خيري نظمته الهيئة أمس بمبنى مدرسة الهداية الخليفية لدعم أعمال إعادة أحياء المدرسة، على الدور الهام الذي تقوم به كافة الجهات من أجل الارتقاء بالبنية التحتية الثقافية والسياحية للبحرين وخصوصاً مدينة المحرق.
وتوجهت الشيخة مي بالشكر لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك لدعمها المتواصل للثقافة، مشيرة إلى دعم سموها لعملية إعادة بناء جناح البحرين المشارك في إكسبو ميلانو «آثار خضراء»، والحاصل على الجائزة الفضية لفئة الهندسة المعمارية في الإكسبو، في المحرق بجانب بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ليكون واحداً من أبرز المعالم الثقافية حين تحتفي المحرق بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية 2018، كما شكرت جميع القائمين على إعادة إحياء مدرسة الهداية الخليفية الذين يسهرون باستمرار على إنجاح المشروع، شاكرة أيضاً كل كوادر الهيئة على جهودهم في إثراء الأعياد الوطنية بالفعاليات المختلفة للهيئة.
وشهد حفل العشاء الخيري عرضاً قدمه مستشار الحفاظ على التراث بهيئة البحرين للثقافة والآثار د.علاء الحبشي، تناول فيه أبرز المحطات التاريخية لتأسيس المدرسة وقدم صوراً مختلفة أوضحت الحقب المتتابعة على المدرسة والتغيرات الحاصلة عليها.
وتعتبر مدرسة الهداية الخليفية أول مدرسة حديثة لتعليم البنين في البحرين. أسست 1919 بشمال المحرق، واستخدمت في بنائها أجود أنواع الحجارة الطبيعية التي تم جلبها من جزيرة جدة. وأشرف على تصميم مبنى المدرسة مهندس معماري هندي، وتعتبر المدرسة محطة مهمة في مسيرة التعليم الحديث بالبحرين.
ويتألف المبنى الأصلي من طابقين احتوى ثلاثة أجنحة يفصل بينها فناء مركزي، وفي 1926 تمت إضافة جناح رابع، وفي مطلع تسعينيات القرن العشرين تم إخلاء المبنى بالكامل لإجراء بعض الأعمال التأهيلية على المبنى القديم وتم إزالة الطابق الثاني بالكامل. وحالياً تتعاون الهيئة مع وزارة التربية والتعليم في ترميم المبنى تمهيداً لافتتاحه كمتحف يستعرض تاريخ التعليم بالبحرين، ويستعيد ملامح المبنى السابقة التي تشير لعراقة التراث العمراني البحريني.
يذكر أنه حضر حفل العشاء الخيري عدد من رجال الأعمال والداعمين للعمل الثقافي بالبحرين، وسيتوجه ريع الحفل لتجهيز إضاءة مبنى المدرسة والعروض المتحفية في داخله والتي ستضم مجموعة مقتنيات تؤرخ للمسيرة التعليمية البحرينية.