محرر الشؤون السياسية
أكد ناشطون ومراقبون سياسيون، أن أداء النواب خلال عام كان أقل من المتوقع، معتبرين أنهم نسوا واجبهم التشريعي والرقابي واتجهوا إلى الجانب الخدمي، وأن هناك حالة من السخط الشعبي على أدائهم.
وأشاروا، في تصريحات إلى «الوطن» بمناسبة مرور عام من الفصل التشريعي الرابع ، إلى أن مجلس النواب الحالي بعيد كل البعد عن أداء دوره الحقيقي، وأن النواب فشلوا في مواجهة التحديات التي واجهتهم الفترة الماضية.
وطالبوا النواب بالابتعاد عن «الشو الإعلامي» والالتفات إلى مصلحة المواطنين وتقديم مشاريع ومقترحات تساهم في الخروج من الأزمة المالية التي تعيشها البلاد.
وفي الوقت الذي قال فيه البعض إن «العمل البرلماني له شروط وقواعد»، طالب آخرون «الجهات المختصة بالتحقيق في مصادر أموال النواب التي تم استخدامها خلال العملية الانتخابية».
صمت نيابي تجاه الفساد
وقال الناشط السياسي عبد الحكيم الصبحي، إن مجلس النواب الحالي بعيد كل البعد عن أداء دوره الحقيقي، لافتاً إلى أن النواب فشلوا في مواجهة التحديات التي واجهتهم الفترة الماضية.
وأضاف الصبحي، أن هناك تقصيراً في أداء النواب خلال مناقشتهم ملف الدعم والميزانية والدين العام، لافتاً إلى أن تقرير الرقابة المالية يحتوي على فساد وهدر للمال العام في ظل صمت نيابي، مشيراً إلى أن النواب ليس لديهم حلول لمعالجة القصور أو مساءلة الجهات المعنية.
وأكد أن تمرير برنامج عمل الحكومة أكبر شاهد على فشل المجلس النيابي في أداء واجبه، وحول ملف رفع الدعم قال الصبحي «النواب فشلوا فشلاً ذريعاً في ملف رفع الدعم، إذ كان يجب مناقشة الدعم كملف كامل وشامل لجميع السلع، لمعرفة ما هو تأثيره وأبعاده الاقتصادية والاجتماعية، وهو مالم يحدث إطلاقاً».
وتساءل الصبحي كيف يتم تمرير رفع سقف الدين العام إلى 10 مليارات على الرغم من مرور أكثر من حساب ختامي على النواب ولم يستطيعوا معرفة الفارق ما تم بيعه فعلياً من النفط وما هو مدرج في الميزانية.
وأشار إلى أن المواطن فقد الأمل في وجود مجلس نواب حقيقي يلبي طموحاته ويحافظ على حقوقه، لافتاً إلى أن أداء النواب خلال عام كان محبطاً للمواطنيين، ولا يلبي تطلعات الشعب البحريني.
النواب اكتفوا بالصراخ
بدوره، قال أمين عام الوسط العربي الإسلامي أحمد البنعلي إن النواب بعيدون تماماً عن المطلوب منهم، لافتاً أن الكثير منهم لا يعلمون ما هي واجباتهم ولا يعلمون ما عليهم فعله.
وأضاف البنعلي، النواب اهتموا بالملفات الخدمية ونسوا أن مهمتهم الأساسية هو الجانب التشريعي والرقابي، مشيراً إلى أن هناك الكثيرين من النواب وضعوا برامج انتخابية ولكنهم لا يعرفون كيفية تنفيذها، بسبب أن البرنامج الانتخابي كتب لهم ولا يعرفون عنه شيئاً.
وأشار إلى أن المجلس الحالي هو الأضعف في تاريخ المجالس النيابية بالبحرين، لافتاً إلى أن العمل البرلماني ليس كلاماً فقط ولكن يجب أن تكون هناك قرارات وموقف حقيقي يعكس موقف النواب من الوقوف بجانب المواطن والحفاظ على حقوقه.
وقال البنعلي،» النواب أتعبوا أذاننا بمسألة بعض الوزارات وتحويل بعض الملفات إلى النيابة العامة بعد نشر تقرير الرقابة المالية، وهو مالم يتحقق فعلياً، حيث اكتفى النواب بما قدموه من صراخ وعويل».
وأضاف أن بعض النواب غير قادرين على مواجهة أهالي دوائرهم، لأنهم لم يلتزموا بما وعدوا المواطنين، وطالب الجهات المختصة بالتحقيق في مصادر أموال النواب التي تم استخدامها خلال العملية الانتخابية.
وأكد أن معظم النواب لا يستحقون الوصول إلى قبة البرلمان، لأنهم أثبتوا أن ليس لديهم أي وعي وفهم لدورهم النيابي، وحول ملف رفع الدعم قال البنعلي «كان بإمكان النواب أخذ موقف رجولي يعكس مدى حرصهم على مصلحة المواطنين».
وأشار البنعلي أن الشعب البحريني لا يملك أداة لمحاسبة النواب، واقترح خروج الأهالي في اعتصام أمام بيوت النواب لإجبارهم على اتخاذ مواقف حقيقية وصريحة.
سخط شعبي
من جانبه، قال الأمين العام لجمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة، إن أداء النواب خلال عام أقل من المتواضع، لافتاً إلى وجود حالة من السخط الشعبي في الشارع البحريني، وعدم إيمان بدورهم الحقيقي.
وأضاف جمعة، أن النواب الحاليين نسوا مهمتهم الأساسية وهي التشريع والرقابة، واهتموا بالجانب الخدمي، لافتاً إلى أن الشارع البحريني اعتبرهم «نواب خدمات»، أو «نواب مقترحات بالرغبة».
وأكد جمعة أن العمل البرلماني له شروط وقواعد، ولكن النواب يؤدون حالياً دور المجالس البلدية، لافتاً إلى أن النواب يجب الالتفات إلى سن القوانين وتقديم الحلول لمعالجة الأوضاع الحالية للخروج برؤية تساهم في حل للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
ونصح جمعة النواب، بالابتعاد عن «الشو الإعلامي»، ومقابلة الوزراء والتصوير معهم، وأن يلتفتوا لتحقيق مصلحة المواطنين، لافتاً إلى أن النواب خسروا الكثير من تأييدهم المواطنيين بسبب مواقفهم التي لم تلبِ طموح الشارع البحريني.
وقال جمعة، «النواب عايشين في كوكب آخر غير البحرين»، لافتاً إلى أنه رغم المشاكل التي تواجه المواطنين يناقش مجلس النواب أموراً هامشية مثل «الوشم»، ومنع الصور في الإعلانات.
وتساءل جمعة عن دور النواب لمواجهة ارتفاع الأسعار على جميع السلع، وما هي الخطوات التي تم اتخاذها مع وزارة التجارة لمواجهة جشع التجار الذي أدى إلى ارتفاع السلع بشكل خيالي.