عواصم - (وكالات): شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية بالصواريخ الفراغية على مدينة إدلب شمال غرب سوريا، ما تسبب في سقوط 50 قتيلاً بينهم أطفال ونساء بالإضافة إلى أكثر من 150 جريحاً بينهم إصابات حرجة، بينما تقع المدينة تحت بنود هدنة «الفوعة الزبداني»، مع العلم أن هذا الاختراق للهدنة ليس الأول من نوعه، إذ قامت الطائرات الروسية والسورية بخرق الهدنة عددا من المرات دون وجود رادع دولي يوقف عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين، بينما أكدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» أن «طائرات نظام الأسد والطائرات الروسية تقصف فصائل المعارضة بالقنابل العنقودية». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «ارتفع عدد قتلى الغارات التي يعتقد أن طائرات روسية شنتها على مدينة إدلب إلى 50 شخصاً بينهم مقاتلين من فصائل جيش الفتح»، الذي يضم جبهة النصرة «ذراع تنظيم القاعدة في سوريا» وفصائل اسلامية ابرزها حركة احرار الشام.
واستهدفت الغارات «مقار حكومية سابقة يستخدم جيش الفتح عدداً منها كمراكز وإدارات». وتعد محافظة إدلب معقل فصائل «جيش الفتح» التي تمكنت خلال الصيف الماضي من السيطرة على كامل محافظة إدلب، بعد طرد قوات النظام منها. وشمال البلاد، سيطر الجيش السوري والقوات الموالية له على بلدة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي. وأكد المرصد السوري أن «سيطرة قوات النظام و«حزب الله» الشيعي اللبناني والمسلحين الموالين لها بالكامل على البلدة تأتي عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة، أبرزها جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني». وتزامنت المعارك بين الطرفين، مع «قصف كثيف وتنفيذ الطائرات الحربية السورية والروسية 40 ضربة جوية استهدفت المنطقة». واستولت الفصائل الإسلامية المقاتلة في مارس الماضي على مخازن أسلحة وذخيرة في البلدة بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً. ووسع الجيش السوري عملياته العسكرية البرية ضد الفصائل المقاتلة، مطلقاً حملة برية شمال البلاد بتغطية جوية روسية منتصف أكتوبر الماضي وتمكن من السيطرة على مناطق عدة فيها. من ناحية أخرى، أصيب 9 أشخاص إثر سقوط قذيفة صاروخية على حافلة لنقل الركاب صودف مرورها في حي المزة غرب دمشق. إنسانياً، نددت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المقاتلة منذ 30 سبتمبر الماضي، وفق تقرير أصدرته أمس.
سياسياً، رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالقرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي حول سوريا معتبراً أنه يفتح الباب لـ «فرصة جدية» لمعالجة الأزمة في هذا البلد.