عواصم - (وكالات): سيطرت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أمس على منطقة الخانق بمديرية نِهْم، التابعة لمحافظة صنعاء والمحاذية لمحافظة مأرب، بعد السيطرة على جبل صلب الاستراتيجي الذي يُطل على نهاية حدود محافظة مأرب من الشمال الغربي وبداية مناطق صنعاء. في موازاة ذلك، قال مصدر حكومي يمني أن أطراف الحوار في سويسرا اتفقوا على استئناف مشاورات السلام في إثيوبيا في 14 يناير المقبل، لكن المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ، قال في مؤتمر صحفي، إنه لم يتم تحديد مكان الاجتماع المقبل، الذي سيركز على تجديد وقف إطلاق النار بين الطرفين، بينما اختتمت المباحثات المباحثات دون أن تحدث اختراقاً أو انفراجة حقيقية بالنسبة للمدنيين الذين يعانون من ويلات الحرب.
وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إنه تمديد وقف إطلاق النار في البلاد لمدة أسبوع شرط التزام المتمردين بالهدنة.
وتواصلت المعارك غداة تحقيق القوات الموالية للشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، مكاسب على الأرض باقترابها من صنعاء. وتركزت الاشتباكات في محافظة الجوف شمال شرق اليمن بين القوات الشرعية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين واصلوا استهداف جنوب السعودية بالصواريخ، وأطلقوا 3 منها خلال 24 ساعة بين الجمعة والسبت.
وإلى الغرب، دارت معارك في محيط مدينة حرض القريبة من الحدود السعودية، بينما قصف طيران التحالف مواقع في مديرية ميدي الساحلية على البحر الأحمر، على بعد 10 كلم عن حرض. وعلى جبهة أخرى تقدمت القوات الموالية للشرعية شرقا واصبحت على بعد 40 كلم من صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ اكثر من عام، بعد تحقيق تقدم كبير في محافظة مأرب شرق العاصمة.
وأفادت مصادر عسكرية موالية بأن القوات الحكومية مدعومة من قبائل المنطقة فرضت حصاراً على قاعدة عسكرية يسيطر عليها المتمردون في نهم على بعد 40 كلم شمال شرق صنعاء. وأفادت وكالة الأنباء السعودية باستشهاد سعودي ووفاة عاملين هنديين، بسقوط «مقذوف عسكري» من الأراضي اليمنية على مدينة نجران جنوب المملكة. ومنذ بدء تدخل التحالف في اليمن في مارس الماضي، استشهد أكثر من 80 شخصاً جنوب السعودية غالبيتهم من العسكريين، في سقوط قذائف وتبادل لإطلاق النار عبر الحدود. وفي سويسرا، اختتمت مباحثات السلام حول اليمن دون أن تحدث اختراقاً أو انفراجة حقيقية بالنسبة للمدنيين الذين يعانون من ويلات الحرب.
لكن خيوط التواصل التي ترعاها الأمم المتحدة لم تنقطع، لأن وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثي صالح اتفقا على إنشاء «لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والتهدئة»، ويبحثان آليات عمل لجنة الشؤون الإنسانية التي يجري تشكيلها.
ولضمان استمرار التواصل بينهما، سيتم تمثيل مختلف الأطراف التي شاركت في مفاوضات سويسرا، للعمل مع فريق المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد على تهيئة الجولة المقبلة مطلع 2016.
واستبعدت مصادر دبلوماسية غربية صفة «الفشل»، لأن الجانبين «تحدثا وجهاً لوجه»، واتفقا على تشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار والشؤون الإنسانية وعلى اللقاء مرة أخرى، «وذلك رغم التغيرات العسكرية في الميدان». ويرجح أن تتواصل الأعمال الحربية في غضون الأيام والأسابيع المقبلة، ما قد يؤثر مباشرة على سير جولة المفاوضات. وذكر مفاوض من وفد الحكومة أن «المواقف راوحت مكانها حتى الساعة» قبل بدء الجلسة النهائية. وقال إن الأجواء تختلف عن «صداها لدى المراقبين الغربيين». وكشف أن جلسة السبت الماضي كانت «صاخبة» عندما قدم وفد الحكومة الشرعية تقريراً مفصلاً عن الدمار الهائل الذي أصاب اليمن، وعن تدهور الأوضاع الإنسانية في أنحاء البلاد، خاصة في مدينة تعز المحاصرة، جنوب غرب البلاد.
وأدت المحادثات التي تجرى في أحد فنادق كانتون برن بعيداً عن وسائل الإعلام إلى الإعلان عن إنشاء «لجنة عسكرية محايدة» مكلفة بالإشراف على وقف إطلاق النار، كما يفترض أيضاً تشكيل لجنة ثانية للإشراف على نقل المساعدات الإنسانية.
وتتعثر المحادثات خصوصاً حول مسألة الأسرى، إذ يطالب المتمردون بتبادل للأسرى فيما يطالب الوفد الحكومي بإطلاق الأسرى لدى الحوثيين خاصة شقيق الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ودخل وقف إطلاق النار مبدئياً حيز التنفيد مع بدء المفاوضات الثلاثاء الماضي لكنه انتهك بشكل متواصل من الحوثيين.