يعود الأصل اللغوي لكلمة «دستور» إلى اللغة الفارسية، وتشير إلى معاني مختلفة، منها الأساسي أو الأصل أو الدفتر، وقد انتقلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية، وشاع استعمالها.
وأول ما يطرأ على الذهن عند طرح السؤال: ما هو الدستور؟ الإجابة بأنه تلك الوثيقة الموجودة في الدولة التي يطلق عليها دستور، والتي تحتوي على أعلى قواعد قانونية في الدولة.
ومع صحة هذه الفكرة العامة، نوضح بعض الأمور، من قبيل الثقافة القانونية، أولها أن الدستور هو فعلاً تلك الوثيقة التي تحتوى على قواعد تبين نظام الحكم فى الدولة، والسلطات الأساسية فيها، والعلاقة بين هذه السلطات، والحقوق والحريات، ولكن ليس معنى ذلك، أن هذا هو المفهوم الوحيد للدستور، ذلك أنه ليس بالضرورة أن يكون الدستور دائماً مكتوباً في وثيقة، فهناك دول بالفعل لديها دستور مكتوب، مثل البحرين، لكن هناك دول أخرى ليس لديها دستور مكتوب مثال المملكة المتحدة، وإنما لديها دستور عرفي يقوم أساساً على العرف.
وتكمن أهمية اختصاص بعض الأمور بتناولها بالتنظيم داخل الدستور، في إعطائها حماية دستورية، بمعنى أن أي موضوع أو قاعدة يتضمنها الدستور، لا يستطيع أي قانون يصدر في الدولة أن يخالفها، وإلا يصبح معيب بعيب عدم الدستورية، أي مخالف للدستور، بحيث إذا صدر قانون مخالف للدستور، يمكن الطعن عليه أمام القضاء الدستوري، الذي يقضي بعدم دستوريته، بمعنى أن يحكم بأنه مخالف للدستور، وهو الأمر الذي يترتب عليه عدم تطبيقه.