عواصم - (وكالات): شهدت مناطق يمنية عدة أمس اشتباكات بين القوات الحكومية الشرعية المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بينما توعد التحالف بإجراءات «قاسية» ضد المتمردين بعد تكرار إطلاق الصواريخ على السعودية، فيما ذكرت وكالة أنباء الإمارات أن 6 عرب مثلوا للمحاكمة في الإمارات بتهمة تزويد حركة الحوثيين في اليمن بمعدات ووسائل اتصال.
واتسعت المعارك بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وقوات صالح، في مثلث الطرق الذي يربط بين مأرب والجوف وصنعاء، فيما أفادت مصادر بأن الحوثيين دمروا مبنى الإذاعة والتلفزيون في تعز.
وتتقدم المقاومة الشعبية تدريجياً نحو صنعاء بينما تخوض معارك عنيفة مع المتمردين في مأرب والضالع.
يأتي ذلك رغم إعلان تمديد وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الأسبوع الماضي تزامناً مع مباحثات بين طرفي النزاع في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، والتي يتوقع أن تعرض نتائجها في مجلس الأمن في وقت لاحق.
وأعلنت مصادر عسكرية موالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي مقتل 13 مسلحاً وأسر آخرين من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق صالح، لدى صد هجوم شنه المتمردون شمال محافظة الضالع جنوباً.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين قصفوا مناطق جنوب شرق مدينة تعز جنوب غرب البلاد التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة، إلا أنها محاصرة من قبل الحوثيين وحلفائهم منذ أشهر.
ودارت معارك في محافظات أبرزها حجة والجوف شمالاً، وشبوة في الوسط، بحسب المصادر التي أكدت أن التحالف شن غارات على مناطق جنوب اليمن، خاصة الراهدة والشريجة الواقعتين بمناطق حدودية بين محافظتي تعز ولحج.
وأتت الغارات بعد ساعات من توعد التحالف الحوثيين بإجراءات «قاسية»، بعد اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخاً جديداً أطلق من اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن بيان لقيادة التحالف أن «قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت صاروخاً بالستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان».
واكد البيان أن القوات الجوية «بادرت (...) في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية». والصاروخ هو الخامس الذي يطلقه الحوثيون منذ الجمعة الماضي. ورداً على زيادة وتيرة إطلاق الصواريخ، أكدت قيادة التحالف أنه «في الوقت الذي تحرص فيه على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية لتمديد العمل بالهدنة إلا أن استمرار المليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف لاتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال».
وبدأ الثلاثاء الماضي تنفيذ وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع في اليوم نفسه لانطلاق مباحثات سلام بينهما برعاية الأمم المتحدة في سويسرا. ورغم تعرض الهدنة لخروقات يومية، أعلن وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في ختام جولة التفاوض الأحد الماضي، أنه سيتم تجديد وقف إطلاق النار لسبعة أيام بشرط التزام الحوثيين بذلك.
وأكد المخلافي في تصريحات تلفزيونية، أن هادي قرر تمديد الهدنة «انطلاقاً من حرصه على السلام وإتاحة الفرصة للحل»، إلا أن ذلك مشروط «بالتزام الطرف الآخر».
واعتبر أن الحوثيين يحاولون تحقيق «انتصار وهمي» عبر خرق الهدنة.
واتفق طرفا النزاع في ختام المفاوضات على عقد جولة جديدة من المباحثات في 14 يناير المقبل.
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة أنباء الإمارات أن 6 أشخاص مثلوا للمحاكمة في الإمارات بتهمة تزويد حركة الحوثيين في اليمن بمعدات ووسائل اتصال.
وهذه المرة الأولى التي يواجه فيها أشخاص في الإمارات اتهامات بمساعدة الحوثيين الذين قتلوا العشرات من جنود الإمارات على جبهات القتال في اليمن.
وشاركت الإمارات إلى جانب السعودية ودول عربية أخرى معظمها خليجية في الحرب الأهلية باليمن ضد الحوثيين في مارس الماضي. وقالت وكالة أنباء الإمارات إن دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا نظرت قضية 6 «متهمين من الجنسية العربية أمدوا حركة الحوثي الإرهابية في اليمن بمعدات ووسائل اتصال».
وأضافت الوكالة أن النيابة العامة تتهم جميع المتهمين في القضية بأنهم أمدوا الحوثيين «بالمهمات والمواد الكيميائية ووسائل الاتصال».
وقالت النيابة العامة إن أحد المتهمين أدار أموالاً مملوكة للحوثيين في الإمارات.