عواصم - (وكالات): تواجه القوات العراقية تحديات جمة تتمثل في القناصة والعبوات الناسفة التي تجعل تقدمها بطيئاً وحذراً لتحرير الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار حيث تدور اشتباكات شرسة وسط المدينة مع عناصر تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، فيما لوح وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري «بالمقاومة» ضد تركيا إذا رفضت سحب قوات لها تتمركز قرب الموصل وذلك بعد يوم واحد من مطالبة وزراء الخارجية العرب أنقرة بالامتثال لطلب بغداد.
وتجري اشتباكات عنيفة حول مجمع المباني الحكومية الذي تمثل استعادة السيطرة عليه خطوة رئيسة على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة التنظيم المتطرف الذي سيطر عليها في مايو الماضي.
وواجهت القوات العراقية التي تتقدمها قوات مكافحة الإرهاب خلال الأيام القليلة الماضية، مقاومة محدودة خلال تنفيذ عملية تحرير الرمادي لكن المتطرفين صعدوا مقاومتهم مع اقتراب تحرير مركز المدينة.
وتزداد شراسة المعارك كلما اقتربت القوات الأمنية لتحرير المجمع.
وقال الملازم الأول بشار حسين من قوة مكافحة الإرهاب التي تنتشر في حي الضباط، إلى الجنوب من منطقة الحوز، «نواجه عراقيل كثيرة أبرزها القناصة والسيارات المفخخة».
ونظراً لطبيعة المنطقة يتمكن عدد قليل من الرجال المتحصنين من وقف تقدم القوات العراقية التي كانت على بعد 500 متر من المجمع الحكومي، ولم تحقق سوى تقدم محدود.
وقال ضابط برتبة عميد في الجيش إن «مقاومة داعش اشتدت مع اقتراب القوات العراقية من المجمع الحكومي والتي أصبحت على بعد 300 متر من المجمع من الجهة الجنوبية».
ويرجح أن يكون عدد المقاتلين الذين يتواجدون في المدينة بأقل من 400 مسلح، بعد ورود معلومات عن انسحاب آخرين منهم مستخدمين مدنيين كدورع بشرية.
وقال إبراهيم الفهداوي رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي، إن «القوات العراقية بحاجة إلى جهد للإسراع بتحرير الرمادي من «داعش».
وأشار إلى «قيام المتطرفين بتنفيذ هجمات انتحارية وتفخيخ المنازل وزرع العبوات الناسفة ونشر قناصة وإطلاق قذائف الهاون والصواريخ، لمنع تقدم القوات الأمنية لتحرير مركز الرمادي».
واعلن «داعش» خلال اليومين الماضيين على مواقع جهادية عن هجمات أدت إلى إيقاع عدد كبير من القتلى في مناطق متفرقة في الرمادي.
في هذه الأثناء، مازال هناك مدنيون عالقون في منازلهم داخل مدينة الرمادي الأمر الذي يعرقل تقدم القوات الأمنية. ورغم تمكن عشرات العائلات من أهالي الرمادي من الهرب لدى تقدم القوات الأمنية، مازالت عائلات أخرى عالقة وسط المدينة.
من جهة أخرى، لوح العراق «بالمقاومة» ضد تركيا إذا رفضت سحب قوات لها تتمركز قرب الموصل وذلك بعد يوم واحد من مطالبة وزراء الخارجية العرب أنقرة بالامتثال لطلب بغداد.
وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن العراق يرفض الحرب «لكن إذا أصر الطرف المقابل فالخيار مفتوح».
وتحدث الجعفري في القاهرة غداة اجتماع غير عادي لوزراء خارجية الجامعة العربية طالبوا فيه تركيا بسحب نحو 150 جندياً من معسكر بعشيقة قرب الموصل شمال العراق الذي تقول أنقرة إنها تجري فيه مهام تدريب تستهدف تنظيم الدولة وتقول بغداد إنه «تغلغل غير قانوني» تم بدون موافقة الحكومة العراقية.
وقال الجعفري «العراق متمسك بالطرق السلمية وليس لدينا نية أن نمضي في طريق التصعيد. لكن إذا أصر الطرف المقابل فالخيار مفتوح، المقاومة مشروعة عندما تنتهك سيادتك».